كيف تقيمون فرص ترامب وبايدن للنجاح في السباق الرئاسي؟
دميتري جورافليف: اليوم يتفوق جو بايدن على دونالد ترامب. وفقًا لاستطلاعات الرأي المختلفة ، 48-50٪ لبايدن ، 42-45٪ لترامب. فجوة 3-5٪ ليست قاتلة في حد ذاتها. لكن مشكلة ترامب ستتمثل في أن الغالبية العظمى من الناخبين قد اتخذوا بالفعل خيارهم. 1-2٪ فقط لم يقرروا. قد لا يكون لدى ترامب ببساطة ما يكفي من الناخبين لزيادة تقييمه. و لزيادة تقييمه، سيتعين عليه أخذ أصوات بايدن. وهذا صعب جدا. السود في وضع اليوم لن يصوتوا لرئيس الولايات المتحدة الحالي.
صحيح أن ترامب لديه وسيلة أخرى ليس لزيادة تقييمه، ولكن لخفض تصنيف بايدن بأي طريقة.
ما هي نقاط القوة والضعف لدى المرشحين للرئاسة الأمريكية؟
دميتري جورافليف: إن نقاط القوة والضعف في بايدن وترامب تحددها مواقفهما السياسية.
بايدن هو جزء من النخبة السياسية الأمريكية التقليدية ، والتي هي في الأساس ليست أمريكية ، ولكنها عالمية. بالنسبة لها، الولايات المتحدة ليست هدفًا ، لكنها وسيلة لتغيير العالم وفقًا لبرنامجها الخاص. أصبحت عزلة النخبة العالمية عن مصالح الأمريكيين العاديين على مدى العقد الماضي واضحة جدًا لدرجة أن الأمريكيين كانوا مستعدين للتصويت لأي شخص، ولكن ليس لصالحهم. نتيجة لذلك ، فاز ترامب في عام 2016.
الانتماء إلى النخبة السياسية يحدد وجه بايدن، أو بالأحرى غيابه. إنه ليس رجلاً، ولكنه منفذ للمبادئ. وهذا بدوره يحدد ناخبيه. أي شخص يريد حلولاً ملموسة بدلاً من المبادئ المجردة هو ضد بايدن: العمال والمزارعين وما إلى ذلك. لكن أولئك الذين يريدون المبادئ وليس الأعمال يدعمون بايدن. نراهم في المثقفون ، الذين يمكنهم التفكير في المبادئ ، الطلاب الذين نشأوا على أيدي هؤلاء المثقفين، وبالطبع ، فصيلة القتال الرئيسية – البروليتاريا المتكتلة الملونة ، التي تعيش من أجل تطبيق مبدأ العدالة ، الذي يفهمونه على النحو التالي: “. هؤلاء الناس هم الأغلبية في أمريكا. إذا حضروا جميعًا إلى صناديق الاقتراع ، فإن ترامب محكوم عليه بالفشل. ولكن حتى الآن تم إنقاذ أمريكا بسبب كسلهم وعدم تنظيمهم.
دونالد ترامب رجل قضية ملموسة. هذه قوته، و أيضاً هذه نقطة ضعفه. كشخص محدد ، لديه شخصية مشرقة. لكن هذه الشخصية لها تأثير إيجابي على أنصاره. بالنسبة لخصومه ، هذا مجرد ذريعة للحكايات. ترامب يفعل الأشياء ، مما يعني أنه يرتكب أخطاء. ولذلك فإن عمله يقوي دعم البعض ورفض البعض الآخر.
برأيك أي من السياسيين في هذه الفترة التاريخية تحتاجه الولايات المتحدة أكثر؟
دميتري جورافليف: سيواصل جو بايدن بناء عالم أمريكي أحادي القطبية حيث سيضطر الجميع إلى العيش بأمر من الولايات المتحدة. لكن العالم أحادي القطب هو عداء ذو رجل واحدة. في الواقع ، هذا مستحيل. بايدن ، ببناء عالم أحادي القطب ، سيدمر الولايات المتحدة ، وينفق موارد البلاد على تنفيذ مشروع غير قابل للتحقيق. لذلك، من الناحية الاستراتيجية، سيكون بايدن مشكلة لأمريكا. لكن الولايات المتحدة بلد عظيم ولديها هامش أمان كبير. لذلك، فإن هذا الخطر الاستراتيجي الآن، على الأرجح، ببساطة لم يتحقق. من الناحية التكتيكية، سيخمد صعود بايدن إلى السلطة الاحتجاجات وسيبدو نعمة للكثيرين. رغم أن فوز المرشح من الحزب الديمقراطي لا يزيل أسباب الأزمة الجماهيرية، ما يعني أن هذه الأزمة ستشتعل من جديد.
يريد دونالد ترامب فقط حل مشاكل محددة للبلد: إحياء الإنتاج، والتعامل مع البروليتاريا، وما إلى ذلك. لكنه يعارضه غالبية النخبة، لذا فهو لن ينفق الموارد على تنمية البلاد، بل على محاربة المعارضين. بالإضافة إلى ذلك، فإن حل المشكلة العرقية وفقًا لخطة ترامب سيؤدي حتمًا إلى تفاقم هذه المشكلة التي قد لا تنجو منها الولايات المتحدة. أخيرًا، الوصفات التي يحل بها مشاكل التنمية الاجتماعية والاقتصادية تتوافق مع منتصف القرن العشرين. في عصرنا، قد تكون غير فعالة.
بشكل مختصر، بايدن نجاحه يضر بالولايات المتحدة، ولكن من المرجح أن يتجلى ضرره ببطء. قد يكون ترامب مفيدًا، لكن هناك خطر أن يموت “المريض” أثناء فترة العلاج.
دميتري جورافليف – مدير معهد المشاكل الإقليمية ، خاص لوكالة “رياليست الروسية”
