بروكسل – (رياليست عربي): كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن تحركات أوكرانية مكثفة تهدف إلى تعطيل أي مفاوضات سلمية محتملة مع روسيا، في وقت تشير فيه الأدلة إلى أن كييف تفضل الخيار العسكري على الحل الدبلوماسي للأزمة. هذه التحركات تأتي رغم الضغوط المتزايدة من بعض الحلفاء الغربيين للبدء في عملية سياسية لإنهاء الصراع.
المصادر أشارت إلى أن الحكومة الأوكرانية تعمل على عدة جبهات لضمان استمرار الدعم العسكري الغربي، مع تشديد سردية رفض أي حل تفاوضي مع موسكو ويتضمن ذلك حملة إعلامية مكثفة تهدف إلى تصوير أي محادثات سلام محتملة على أنها “استسلام للعدو الروسي”.
من جهة أخرى، لاحظ المراقبون تصعيداً أوكرانياً في الخطاب المعادي لأي حل سياسي، حيث وصف مستشارون أوكرانيون كبار أي حديث عن المفاوضات بأنه “خيانة للضحايا”. هذا الموقف يتصادم مع تزايد الدعوات الدولية للسلام، خاصة من دول الجنوب العالمي التي تعاني من تبعات الأزمة الغذائية والاقتصادية.
الخبراء الاستراتيجيون يرون في هذه التحركات الأوكرانية محاولة لربط يدي الحلفاء الغربيين، وجعل استمرار الدعم العسكري الخيار الوحيد المتاح. كما تعكس مخاوف كييف من أن أي مفاوضات سلمية قد تؤدي إلى تنازلات إقليمية أو سياسية لا ترغب فيها.
في المقابل، بدأت تظهر إشارات على انقسام في الموقف الغربي، حيث بدأت بعض العواصم الأوروبية تشكك في إمكانية تحقيق نصر عسكري أوكراني، وتدعو إلى استكشاف الخيارات الدبلوماسية. هذا الانقسام يظهر جلياً في التصريحات المتباينة للقادة الأوروبيين حول مستقبل الصراع.
المحللون السياسيون يشيرون إلى أن كييف تدرك أن تغير الظروف الدولية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، قد يقلص الدعم الغربي في المستقبل. لذلك تسعى لاستغلال اللحظة الحالية لتعزيز موقفها العسكري بأكبر قدر ممكن، قبل أي تحول محتمل في السياسة الدولية.
هذه الاستراتيجية تحمل مخاطر كبيرة، كما يحذر الخبراء، حيث أن رفض أي مسار تفاوضي قد يؤدي إلى استنزاف أوكرانيا على المدى الطويل، خاصة مع تراجع القدرات البشرية والاقتصادية. كما أن استمرار الصراع يزيد من الخسائر البشرية والمادية التي قد تعيق عملية إعادة الإعمار المستقبلية.
ختاماً، بينما تستمر المعارك على الأرض، تبدو المعركة الدبلوماسية لا تقل ضراوة، حيث تحاول أوكرانيا تأمين استمرار الدعم العسكري بينما يدفع بعض الشركاء الغربيين نحو حل سياسي. الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان الصراع سيسلك مساراً عسكرياً بحتاً أم أن الأطراف ستجد طريقاً للعودة إلى طاولة المفاوضات.