لا للتدخل في سوريا غير المشروع، نعم لوحدة وإستقلال الأراضي السورية، ثوابت أكدتها القبائل والعشائر السورية عبر ملتقاها في مدينة حلب، ضم ممثلين عن أكثر من خمسين عشيرة وقبيلة سورية، يرفضون التدخل الأجنبي في بلدهم، إلى جانب رفع العقوبات الأحادية الجانب عن سوريا، كل ذلك جاء ضمن الملتقى على شكل رسائل أرادت القبائل السورية إيصالها للولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية – قسد، وذلك رداً على التطورات الأخيرة في شرق الفرات، والتأكيد على أنه لا مساومة على أي جزء من الأراضي السورية من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها حتى غربها، هدفٌ أعلنته العشائر تحت مظلة الدولة السورية، طبقاً لموقع “قناة الميادين“.
بشرحٍ بسيط عن تركيبة العشائر السورية والتي إن قالت فعلت، لا تزال ملتزمة بثوابت العادات والتقاليد والأمر من شيخ العشيرة، والتمسك بالأصالة والنسب والقرابة، مع الإشارة إلى أن العشائر في مجملها مرتبطة بعشائر نجد والحجاز وبلاد الرافدين، وبالنسب كلهم أقرباء وأنسباء.
إن تمركز العشائر والقبائل السورية في الجزيرة السورية قديم جداً وهم فعلياً أبناء المنطقة والسكان الأصليين لها إلى جانب السريان والآشوريين، والأكراد قبل أقل من 100 عام، وإمتاز التعايش بطابعه السلمي وبقي هكذا حتى دخلت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وتبنّت قسد ودعمتها من خلال وعدها لهم بالإنفصال إلى جانب دخول القوات التركية وإحتلالها لمناطق عديدة كرأس العين ومنبح وجرابلس أيضاً ذات الطبيعة العشائرية، والتي هي بطبيعة الحال مسالمة حتى بدأ الجميع يضيق الخناق عليها.
لقد عمدت قسد في مناطق سيطرتها إلى إجبار السكان على التجنيد الإجباري لا لقتال الأمريكي أو التركي بل لقتال الجيش السوري في مراحل متقدمة إن حدثت المواجهة، ولا يمكن إغفال حرق محاصيلهم من النفط والمزروعات الأخرى وسرقتها وبيعها إلى تركيا بأبخس الأثمان، إضافة إلى أن محافظة الحسكة في يوم الغدد تكمل اليوم الحادي والعشرين بدون ماء للشرب جراء قطعه من قبل القوات التركية دون مراعاة للجائحة وللعطش ونهر الفرات كان يروي الجميع.
هذه التطورات دفعت العشائر إلى تشكيل مقاومة بدأت بشكل غير واضح حيث بدأت تتصيد عناصر من قسد ويتم نسبها إلى مجهولين، ثم أعلنوا ذلك في بيان رسمي لقبيلة العكيدات والبكارة وطي وغيرهم على توحيد الصف الأمر الذي دفع الأمريكي لطلب الاجتماع بهم والإستماع إلى مطالبهم، فما كان منهم إلا أن أمهلوا قوات التحالف شهر واحد وأهم مطلب هو إنسحاب قسد وتحجيمها في مناطقهم، ولم يمضِ الكثير حتى إستعدات القبائل السورية عدة قرى من سيطرة قسد وسيطرت على مواقعها ومقارها وأسرت عدداً منهم.
من هنا، إن ملتقى اليوم في محافظة حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا، وليس من العاصمة السياسية دمشق، هو رسالة لتركيا ولقسد معاً، فمن المعروف أن أبناء الأكراد تلقوا تعليمهم الأكبر في جامعة حلب، وإستقر عدد كبير منهم فيها، فجاء الملتقى ليؤكد أن لا مفاوضات ستلغي أمر ضرورة إنسحاب القوى الأجنبية من أراضيهم مهما كان الثمن، وأنهم سيقاتلون مع الجيش السوري، وهذا الأمر أصبح يقيناً بعد أن كان أمنية لكثير من السوريين، فعرب الجزيرة السورية هم أبناؤها وإن صمموا على دحر الأجنبي، فهذا يعني أنه سينسحب، ولقد تحملوا سنوات طوال ومدنهم وقراهم وهي الأغنى تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، لكن اليوم الوضع إختلف وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء.
فريق عمل “رياليست”.