واشنطن – (رياليست عربي): اعترفت الدوائر الغربية بالمكاسب التي حققها النظام الروسي بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، في الشرق الأوسط والدول العربية على حساب الغريم التقليدي الولايات المتحدة الأمريكية، وكشفت العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس حصاد العلاقات الإيجابية التي نسجتها موسكو مع العرب.
وخلال مشوار الضغوطات السياسية في المنظمات الدولية التي مارستها الولايات المتحدة الأميركية ضد روسيا، ظهر جلياً العلاقات القوية التي باتت تتمتع بها روسيا مع دول الشرق الأوسط، والتي انعكست في مجلس الأمن والأمم الأمم المتحدة وبعدها مجلس حقوق الإنسان.
ومع البدايات امتنعت الإمارات عن التصويت لصالح مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن، وأيضاً بعدما نقلته واشنطن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى مصر التي صوتت لصالح القرار حرصت على إصدار توضيح يفوت الفرصة على المتربصين بالعلاقات بين القاهرة وموسكو، وكان لموقفها الرافض تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان مستنكرة الازدواجية في المعايير.
أميركياً، أقرت صحيفة “فورين بوليسي” بتراجع مستوى العلاقات بين الولايات المتحدة مع العديد من الدول الحليفة لها في الشرق الأوسط، وذلك بسبب تراجع الدور الأمريكي في المنطقة، حتى وصلت إلى التوتر بعد الفتور في منطقة الخليج.
وقالت المجلة إن العلاقات وصلت إلى مستويات سيئة وأخذت صداقات واشنطن في الشرق الأوسط تحتضر، إذ لم يستجب السعوديون والإماراتيون لمطالبات إدارة الديمقراطي، جو بايدن بضخ المزيد من النفط، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار العالمية نتيجة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، موضحة أنه بينما كان يسعى بايدن لتوحيد العالم ضد روسيا.. لم تدعم السعودية والإمارات العقوبات المفروضة ضد موسكو، شريكتهم في منظمة “أوبك+” النفطية.
ولفتت إلى أن الأمر لا يتعلق بالسعوديين والإماراتيين فقط، وربما كانت إسرائيل هادئةً في انتقاداتها للولايات المتحدة خلال عهد رئيس الوزراء نفتالي بينيت، لكنه كان واضحاً هو ووزير خارجيته “يائير لابيد” في قولهم إن الإسرائيليين لن يلتزموا بأي اتفاقٍ نووي جديد مع إيران.
أيضاً أشارت المجلة إلى أن المصريون حصولوا على أسلحةٍ روسية متطورة في السنوات الأخيرة، ودبت الدماء من جديد في جسد العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى حدوث تطورات وصفتها بالعجيبة مثل قيام شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بدعم روسيا، وتعميق العلاقات مع الصين، لافتة إلى أن المصطلح الأدق لوصف هذه التطورات هو أنها “أعراضٌ مرضية” تُبشّر بوفاة النظام الأمريكي الذي بنى في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إلى جانب حالةٍ من عدم اليقين حول ما سيحدث في مستقبل هذه العلاقات.
من أمريكا إلى بريطانيا انهالت الاعترافات بالعلاقات القوية التي باتت تتمتع بها موسكو مع الشرق الأوسط، وسلطت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، الضوء على انحياز حلفاء الغرب في الشرق الأوسط، خاصة دول الخليج، إلى روسيا في أزمة حرب أوكرانيا.
وأبرزت امتناع الإمارات عن التصويت في الأمم المتحدة لإدانة العملية الروسية لحماية دونباس، كما فعلت جميع دول الخليج، ولم يتمكن الغرب من حملها على زيادة إنتاج النفط والغاز – في إشارة الإتصال ماكرون وزيارة جونسون- لدرء آثار الاستغناء عن الوقود الروسي من الأسواق الدولية.
وفي برقية دبلوماسية مسربة، تم إلغاؤها لاحقاً، حثت وزارة الخارجية الأمريكية الدبلوماسيين على اعتبار الإمارات إلى جانب الهند “في معسكر روسيا” فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، بعد امتناع البلدين عن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة العملية العسكرية.
ولفتت إلى أن ذلك يؤشر على نجاح الكرملين في بناء علاقات في الشرق الأوسط على مدى العقد الماضي، وموسكو باتت تتمتع بعلاقة وثيقة مع الإمارات بشكل خاص، إذ بات البلدان شريكين في مناورات خارجية عبر أفريقيا والشرق الأوسط، بينما تسعى الولايات المتحدة بشكل نشط إلى فك الارتباط بالمنطقة.
