قال مسؤول أمريكي: “إنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستخفض قواتها في العراق بنحو الثلث خلال الأشهر المقبلة”، في خطوة متوقعة بعد تعهد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا بتخفيض القوات، كانت الولايات المتحدة قد نشرت حوالي 5200 جندي في العراق لمحاربة تنظيم داعش. طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
ويقول مسؤولون في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن القوات العراقية أصبحت الآن قادرة على التعامل مع فلول تنظيم داعش بمفردها، وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم نشر اسمه، إن الولايات المتحدة ستخفض تواجدها في العراق إلى حوالي 3500 جندي في الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة.
ما هي أسباب قرار واشنطن المفاجئ؟
إن تخفيض عدد القوات الأمريكية في العراق في هذا التوقيت له عدة أسباب، السبب الأول، إن مركز تبادل المعلومات الرباعي الذي يضم العراق وسوريا وروسيا وإيران في محاربة تنظيم داعش، ومقره العاصمة العراقية – بغداد، في مبنى وزارة الدفاع، والذي أنشئ العام 2015، أي فترة ظهور التنظيم، وهي ذات الفترة التي زادت فيها الولايات المتحدة عدد قواتها.
هدف المركز تقديم المعلومات والتنسيق المعلوماتي بين هذه الدول من ناحية، والاستمرار في مكافحة تنظيم داعش عن طريق مشاركة المعلومات من ناحية أخرى، ليس هذا فقط، بل يتواجد ضباط من الدول المذكورة في بغداد لهذا الشأن، ومن ضمن المعلومات المتبادلة عن نقل قيادات من التنظيم بمروحيات أمريكية إلى الداخل العراقي، أكثر من مرة، فالحكومة العراقية تعلم جيداً، أن واشنطن لم تحارب داعش كما تقول، بل كانت داعش سبباً مباشراً في بقاء القوات الأمريكية بعدما ارتفع الصوت العراقي الرسمي بمطالبات بخروج قواتها من العراق.
هل طلب الكاظمي من ترامب تخفيض عدد القوات؟
في الزيارة الأخيرة التي قام به رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والوفد المرافق له إلى العاصمة الأمريكية – واشنطن، حلل البعض أن الكاظمي طلب من ترامب أن يخفض عدد قواته من العراق، في حين أن هذه الزيارة تأتي في سياق التنسيق المشترك وتفعيل إتفاقية “الإطار الإستراتيجي” الأخيرة بين الجانبين، فعذر واشنطن أن القوات العراقية أصبحت قادرة على صد تنظيم داعش حجة واهية، لأنها وقبل أن تخفض عدد قواتها في العراق، حدث أثناء زيارة الكاظمي أن قالت الإدارة الأمريكية إنه يحب أن نحمي حلفائنا، متذرعة بالهجمات المتكررة على المنطقة الخضراء، مكان وجود السفارة الأمريكية في بغداد، وبسبب ذلك ستعين حماية شخصية لحلفائها العراقيين، أي تخفيض عدد القوات الأمريكية وتبديل زيهم إلى زي بلاك ووتر، لحماية المسؤولين العراقيين، كما إقترحت أن يكون في العراق “نظام الشبكة الهاتفية” الذي يعرفون بموجبه بأي مسؤول عراقي عليه الإتصال من أجل حشد هذه الكتل لتقديم الدعم الفوري في حال حدوث أي حدث أمني، لكن لكل من يعرف العقلية الأمريكية، هذا الأمر هو أسلوب تجسسي واضح جداً.
ما هي السيناريوهات المتوقعة؟
إن تخفيض عدد قوات الجيش الأمريكي في العراق، حتماً ستتم ترجمته على أنه نصر يسجل لمحور المقاومة، وهذا ليس صحيحاً لأن واشنطن لا يمكن لها أن تترك العراق لإيران تحت سببٍ كان، لكن ذريعة داعش لم تعد نافعة، وحتى الخلايا الذين تم تحريكهم مؤخراً، أطلقت روسيا عملية “الصحراء البيضاء” للقضاء عليهم في البادية السورية وصولاً إلى الحدود العراقية، مع بروز العشائر السورية إلى واجهة الأحداث في الشرق السوري عامل جديد يضع أمريكا أمام سيناريوهات جديدة، لعل أبرزها دخول قوات سعودية عبر العراق إلى الأراضي السوري، فلربما السيناريو القادم “ناتو عربي” الذي كان مقترحاً في وقت سابق.
من هنا، إن تخفيض عدد القوات الأمريكية من “5500” جندي إلى “3500” جندي أمريكي لن يغير واقع التدخل الأمريكي في العراق، الذي يعيش إنتكاسات كبيرة منها إنهيار جزئي في منظومته الصحية في ظل تفشي جائحة “كورونا”، ومسلسل الإغتيالات المستمر، وموازنة 3 مليارات دولار، فيما المصاريف تفوق الـ 7 مليار دولار، وإنتخابات مرتقبة، لن تستطيع الصمود لوحدها في جائحة إقتصادية هي الأقوى من كل شيء، فما هو جديد الولايات المتحدة بالنسبة للعراق؟
فريق عمل “رياليست”.