واشنطن – (رياليست عربي): منذ بعض الوقت، صدر بيان مثير للاهتمام من البنتاغون، يتحدث حول إمكانية أن تؤدي العملية التركية ضد الأكراد في سوريا إلى إطلاق سراح الآلاف من مقاتلي داعش من السجون المحلية في الشرق السوري (المحظور في الاتحاد الروسي).
اللافت أن عدد المحتجزين من التنظيم المذكور في مراكز الاحتجاز المؤقتة، في شمال شرق سوريا، ما يقارب 10000 مقاتل، بالتالي، إن هروبهم من الاحتجاز، سيناريو مقلق جداً وسلبي جداً، لذلك يُزعم أن الولايات المتحدة الأمريكية تعارض العملية العسكرية التركية بحزم، وبناءً على ذلك، تم تحذير أنقرة من العواقب المحتملة لأفعالها.
ووفق البنتاغون، “نحن نعارض بشكل قاطع أي عملية تركية في شمال سوريا وقد عبرنا بوضوح عن اعتراضنا على تركيا على وجه التحديد لأن داعش ستستغل هذه الحملة، ناهيك عن العواقب الإنسانية “.
بالتالي، يجب قراءة مثل هذه التصريحات الأمريكية بدقة “على العكس من ذلك”، إذا قالت واشنطن إن آلاف الإسلاميين سوف يفرون من السجون الكردية في سوريا نتيجة لعملية تركية مروعة، فهذا يعني أن هذا هو بالضبط ما يريدون تحقيقه، وكل أنواع العبارات عن “الإدانة” و”عدم الرغبة” هي مجرد إجراء شكلي ضروري، لأن واشنطن لا يمكن لها أن تعلن بشكل مباشر أنها تروج للقوى الإسلامية في الشرق الأوسط!
التصريح الأمريكي بأن بإمكان الإسلاميين الاستفادة من العملية العسكرية التركية لمصالحهم الخاصة يغير إلى حد ما التوقعات السابقة من تطور الوضع، إذا بدا للوهلة الأولى أن تركيا كانت تتفاخر مرة أخرى ولن تكون هناك عملية في سوريا، حيث لم يكن هناك أي عملية في ظل ظروف مماثلة في أكتوبر/ تشرين الأول، ونوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2021، فقد بدأت الآن احتمالية حدوث ذلك في الازدياد.
من هنا، يمكن القول أن إشارة لا لبس فيها تماماً جاءت من واشنطن تشير إلى سيناريو مؤاتٍ للولايات المتحدة، حول ما إذا كانت أنقرة تريد متابعة هذا على شكل سؤال منفصل، لكن حقيقة أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بسياسة نشر الفوضى في الشرق الأوسط ولم تتخل عنها أمر مؤكد.
أما بالنسبة لتركيا، إن إجراء عملية عسكرية حقيقية وليست “معلوماتية” في سوريا هو أمر غير مربح على الإطلاق، حيث يجب ضمان العمليات القتالية الحقيقية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وبعد ذلك يجب القيام بشيء ما مع الأراضي المحتلة، ناهيك عن أن الأكراد قد يقاومون وقد تكون دمشق شريكة في هذه المعركة إلى جانب الأكراد، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الخسائر على الجانب التركي.
فهل أنقرة مستعدة لذلك؟ حتى الآن لا يبدو أنه من المفيد لهم الآن أن يعلنوا بصوت عالٍ أن العملية على وشك البدء، وأن يحشدوا القوات، وأن يجبروا جميع الدول المهتمة على التفاوض معهم، شيء آخر هو ما تريده الولايات المتحدة ومقدار ما تريد تحقيقه، وكيف يمكنهم المضي قدماً في معركتهم المزعومة من تطور الأحداث؟
خاص وكالة رياليست.