باريس – (رياليست عربي): تهنئة من القلب لشعب البرازيل، لفوز لولا دا سيلفا لفترة رئاسية ثالثة وعودة ابنها البار المناضل الثوري، ابن الطبقة العاملة الفقيرة، صاحب نهضتها خلال فترة رئاسة السابقة من 2003 حتى 2010، والذي وصفه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بأنه أكثر زعيم سياسي شعبية على وجه الأرض.
فبعد أحد عشر عاماً من الغياب عن كرسي الرئاسة، قضى سنوات منها في السجن بـ “تهم ملفَّقة” حسب ما يقول أكثر المحللين، عاد لولا دا سيلفا ليرأس البرازيل، عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية، التي جرت يوم الأحد الماضي، متغلباً على غريمه اليميني المتطرف جايير بولسونارو.
وبعد معركة انتخابية حامية، نجح لولا دا سيلفا في حصد نسبة 50.9% من الأصوات، أي ما يعادل 60.35 مليون صوت، متقدماً بفارق بسيط عن جايير بولسونارو، الذي ورغم سياساته، التي يقول مراقبون، إنها كانت مضرة بالطبقة الفقيرة البرازيلية وعلى رأسها السكان الأصليين، وفشله في إدارة الأزمة الوبائية والتسبب في وفاة مئات الآلاف جراء كورونا، حصل على أكثر من 58 مليون صوت.
ويمثل فوز لولا دا سيلفا بالرئاسة نفحة أمل للطبقات الفقيرة في البرازيل، بعد فترته الرئاسية الأولى التي كانت عامرة بالسياسات الاجتماعية، التي كانت تستهدف محاربة الفقر وتمكين تلك الطبقات من الحصول على خدمات الصحة والتعليم. كما يعد لولا دا سيلفا أحد أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، ما يرجح حدوث تغيرات كبيرة في الموقف البرازيلي إزاء القضية.
الإنجازات على الصعيد الوطني
حقق لولا في ولايته الأولى أطلق برنامج “المنح العائلية” من أجل دعم الطبقات الفقيرة وتخفيف تكاليف الحاجات الأساسية عليهم، ونجح في رفع دخل تلك الطبقات بـ 14%، وفي 2004 أطلق برنامج “الصيدلية الشعبية” الذي ساعد أكثر من 43 مليون برازيلي من ذوي الدخل الضعيف والمحدود من الولوج إلى العلاج المجاني.
كما أطلق برنامج “صفر جوع”، الذي يسهل توفير المواد الغذائية الأساسية للفقراء. وأطلق مشروعاً بقيمة 2.6 مليار دولار لتحسين ظروف عيش تلك الطبقات، والتهيئة المجالية للأحياء الفقيرة وتزويدها بالكهرباء والماء الصالح للشرب وشبكات الصرف الصحي، وهو ما استفاد منه نحو 12 مليون برازيلي.
كل هذه المشاريع، وكثير غيرها، جعلت من لولا دا سيلفا ملاك الفقراء الرحيم، كما اكتسب مكانه وشهوة عالمية واسعة، إذ لقي إشادة واسعة من الصحافة العالمية. وفي 2010 منحته المنظمة العالمية للغذاء “فاو” لقب “بطل مكافحة الجوع”، نظير جهوده في إعانة ملايين الكادحين في بلاده. وعلى المستوى السياسي، مكنته هذه الإنجازات من أن يفوز بولاية رئاسية ثانية.
الإنجازات على الصعيد العالمي
“لقد جعل لولا البرازيل لاعباً مهماً على الساحة العالمية. كانت البرازيل (في عهده) دولة جادة ساعدت في إنشاء مجموعة العشرين، وأقامت علاقات مع دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، كما تم ترشيحها لإدارة منظمة التجارة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة”.
أهمية فوز لولا الآن.. “عودة الأمل“
لقد بعث فوز لولا للبرازيل وللعالم الثالث الحر والطبقات العاملة والفقيرة الأمل من جديد نحو مستقبل أفضل، وانه نحج في التغلب مواجهة والفوز على القوى “اليمنية المتطرفة” والتي تتنامى في كثير “لقد جعل لولا البرازيل لاعباً مهماً على الساحة العالمية. كانت البرازيل (في عهده) دولة جادة ساعدت في إنشاء مجموعة العشرين، وأقامت علاقات مع دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، كما تم ترشيحها لإدارة منظمة التجارة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة” المناطق حول العالم .
لقد أعطى المثل والقدوة للكفاح والنضال من اجل نصرة الفقراء والطلقات الكادحة، فالأوطان لا تبني فقط بأصحاب رؤوس الأموال والإعمال “الرأسمالية المتوحشة”، وإنما المجتمع ككتلة واحدة: أغنياء وفقراء، بكافة الاتجاهات والأيديولوجيات، من هدف واحد: بناء وطن أمن مستقر طموح، له تواجد قوي على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية.
كل التحية والشكر للبرازيل ” النموذج” وهنيئاً لكم بعودة أبنكم البار لولا داسيلفا.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر.