بيروت – (رياليست عربي): تجددت الجهود الرامية للاتفاق على حكومة لبنانية جديدة يمكن أن تبدأ في معالجة الأزمة المستمرة منذ عامين، وسط مخاوف من أن يتحول الانهيار المالي اللبناني المدمر إلى فوضى عارمة في القريب العاجل، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
انهيار وشيك
يعتقد مراقبون أن إعلان رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون عن اقتراب موعد تشكيل الحكومة، كذلك ما صرح به الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حول ضرورة تشكيل الحكومة خلال أيام على أقل تقدير، لكن ذلك لا يعني إن تم تشكيل الحكومة أن شيئاً سيتغير، فقد تم تغيير عدة حكومات سابقة حتى وإن كانت حكومات تصريف أعمال، لكن الأوضاع من سيء إلى أسوأ، لبنان يعاني نقصاً حاداً في السيولة النقدية خاصة بعدما تم رفع الدعم عن كثير من المواد لعل أهمها (الوقود) الذي سبب شلل تام للبلاد.
لبنان منقسم إلى فريقين، فريق موالٍ للغرب، وآخر لإيران، ويتم الضغط على لبنان من خلال هذين الفريقين، وكأنها عملية كسر عظم للرؤوس الكبيرة، وفي النهاية كله يعني أن حزب الله يحمل السبب الأكبر في تردي الأوضاع بحسب فريق واسع من لبنان، لذلك كان العرض الإيراني مرفوض رغم الحاجة إلى المساعدة من أي جهة كانت.
ولعل الوحيد القادر على إنقاذ لبنان هو صندوق النقد الدولي الذي وصف الأزمة بأنها الأقوى على مستوى العالم، لكن يبدو أن هناك قراراً بعدم تقديم أية مساعدات، حتى بعد تفجير مرفأ بيروت، كانت المساعدات شحيحة بالنظر إلى حجم وكبير الكارثة، زد على ذلك المبادرة الفرنسية التي لم تقدم للآن سوى التنظير والكلام بعيداً عن أية حلول هي الأخرى.
التوقعات
يبدو أن لبنان دخل مستوىً حرجاً للغاية ليحتاج الكثير من الدعم للإنقاذ، فإما أن يتوحد البيت الداخلي اللبناني، ويتم وضع الخلافات جانباً، لإيجاد حلول إسعافية تنقذ ما تبقى من هذا البلد، أو أن الأمور ستتطور كما ذكرنا سابقاً إلى اقتتال داخلي لن يبقي أحداً خاصة وأن أكثر من نصف الشعب اللبناني بات تحد خط الفقر.
إن حل الأزمة يبدأ من الداخل، ولا يمكن للخارج أن يساعد لوحده إن لم تتوفر إرادة حقيقية لهذه الغاية، الآن كل شيء متوقف، وما بين الانهيار والبناء خيط رفيع، فلربما يكون تشكيل الحكومة كما أعلن الرئيس عون مفتاحاً حقيقياً للبدء بذلك، فلا احد يرغب بدمار لبنان أو هلاك شعبه.
لبنان على مفترق طرق، والمرحلة حساسة وحاسمة، إما الحل أو الدخول في نفق مظلم لا يمكن معرفة متى يمكن الخروج منه.
خاص وكالة “رياليست”.