إنعقدت قمة الآسيان الخامسة والثلاثين لرابطة دول جنوب شرق آسيا، في العاصمة السنغافورية – بانكوك، والتي إمتدت من 31 نوفمبر/ تشرين الأول، إلى 4 أكتوبر/ تشرين الثاني، 2019، وستستضيف فيتنام القمة في العام 2020، إذ تعتبر فيتنام من الدول المحركة الرئيسية لدول جنوب شرق آسيا، وللقمة أيضا.
تمثل الصحافة الفيتنامية في روسيا مجموعة كبيرة، حيث أن هناك الكثير من الصحافيين الفيتناميين الذين عملوا مع وزارة الخارجية الروسية، وإذا ما قمنا بالمقارنة بينها وبين الدول الأخرى، فإن فيتنام هي الأفضل فيما يتعلق بقضية الآسيان، حيث أن الدول الأخرى لا تشارك أبدا في تعميم موضوع الجزر في الإعلام كما تفعل فيتنام. إلى ذلك، عمل الصحافيون الفيتناميين بنشاط في جميع المؤتمرات الاجتماعية والسياسية، وتحديدا في مؤتمرات الخبراء التي أقيمت في روسيا المختصة بقضايا الأمن في آسيا وجنوب شرق آسيا. هذا الأمر حظي بإهتمام فيتنام كأكثر من غيرها من دول جنوب آسيا.
وعلى الرغم من أن فيتنام لديها العديد من التجارب الصعبة في الحرب لكنها تأمل في زيادة الأمن في بحر الصين الجنوبي، إذ تعتبر فيتنام أن ذلك مشكلة لم تلقَ حلولا بعد، فضلا عن أنها ذات حجم استراتيجي ضخم. إذ اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر سوتشي في أوائل نوفمبر/ تشرين الأول 2019، في خطابه “فجر الشرق والنظام السياسي العالمي”، أن هذه المشكلة ليست مشكلة فيتنام أو دول شرق آسيا بل إنها مشكلة عالمية. مؤكدا على ضرورة الاهتمام بهذه المنطقة من الشرق إلى آسيا، نظرا لأهميتها الجيوسياسية الكبيرة ليس فقط لآسيا بل للعالم، ولذلك أمن المنطقة يقع على عاتق جميع الدول الإقليمية الموجودة في هذه المنطقة ويجب أن يكون هناك سعي جماعي نحو السلام.
انعقد العام الماضي 2018، مؤتمر في تايلاند، وبمجرد ما عرفت الدول أن تايلاند هي المستضيفة أصبح عنوان المؤتمر “الشراكة من أجل استدامة التنمية“، من هنا يتطرق الكاتب تروفيمشوك إلى أن التنمية لا تتعلق فقط بالأمور الاقتصادية، بل هي أيضا مرتبطة بالاستقرار السياسي، ولا يمكن إحداث تنمية اقتصادية دون حل المشكلة السياسية بين دول الأعضاء، مع إيجاد أمل في أن تجد فيتنام حلا للمشكلة الإقليمية والتي من الممكن أن تتحول إلى قضية عالمية كبرى، خصوصا وأن الحرب العالمية الثانية لم تبدأ بأوروبا بحسب، بل بدول شرق آسيا التي من الممكن أن تنتهي بنتائج كارثية نظرا لتشابهها وأحداث الحرب العالمية الثانية.
وبالعودة لتايلاند فإن حدودها وبحرها لا يقعان على الشواطئ الجنوبية للصين، لكنها مهتمة بحل هذه المشكلة لأن أي مشكلة سوف تؤدي إلى اندلاع الحرب، والتي بدورها من الممكن ان تنعكس سلبا على تايلاند واقتصادها. ويشير الكاتب تروفيمشوك إلى أن هناك قوى تدفع الصين إلى إشعال حرب فيما يتعلق بقضية البحر الجنوبي وجزر الأرخيبل، مما سيسمح للصين بالتوسع قدر المستطاع، الأمر الذي سيؤدي إلى إحداث أزمة سياسية كبيرة، إذ تعتقد الصين أنها تحمي أمن المنطقة ولكن الدول الأعضاء التي تهمها القضية (فيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي وغيرها) تؤكد أنها لم تفوض السلطة الصينية بالقيام بمثل هذه المهمة.
أخيرا، لا يوجد طريقة غير المؤتمرات الإنمائية والتنمية الرئيسية لحل هذا النزاع بين دول شرق آسيا بشكلها السلمي والدبلوماسي، وإذا لم تنجح الطرق الدبلوماسية في حل المشكلة فإننا سوف نشهد تدخلا لحلف شمال الأطلسي بنسخته الآسيوية من أجل حل هذه المشكلة وهذا ما حذر منه الخبراء منذ سنوات.
غريغوري تروفيمشوك – رئيس مجلس خبراء صندوق دعم البحوث “ورشة عمل حول الأفكار الأوروآسيوية”، خاص لوكالة أنباء”رياليست”