موسكو – (رياليست عربي): يجب على الدول الأعضاء في الناتو تخصيص 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي لكل منها لضمان القدرة الدفاعية للحلف ودعم القوات المسلحة، لكن إذا انضمت أوكرانيا إلى المنظمة، فإن مساهمتها ستكون ضئيلة للغاية.
أولاً، إن شرط انضمام أي دولة إلى الناتو هو عدم وجود نزاعات إقليمية نشطة، من حيث المبدأ، هذه هي القاعدة الأساسية، لأنه لم يتم تصور الناتو كمنظمة ينضم إليها أعضاء جدد باستمرار، لذا فإن ميثاقها في هذا الصدد ليبرالي تماماً، ولم يتم توضيح التفاصيل والفروق الدقيقة هناك.
ثانياً، إن الصعوبة الرئيسية هي قضية شبه جزيرة القرم، حيث أن انضمام أوكرانيا إلى التحالف قد يعني رفض البلاد للنزاعات الإقليمية في هذا الاتجاه، نظراً لأن قضية عضوية أوكرانيا سياسية بشكل حصري، يمكن تفسير الوضع بطرق مختلفة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن على سبيل المثال، أن تنطلق من حقيقة أن الدول الغربية تنظر إلى شبه جزيرة القرم والمناطق التي أصبحت مؤخراً جزءاً من روسيا كجزء من أوكرانيا دون بديل، وبالتالي لا يوجد نزاع إقليمي هنا.
أما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، إن أوكرانيا يمكنها أيضاً تخصيص 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي لضمان القدرة الدفاعية ودعم القوات المسلحة للتحالف، لكن مساهمتها ستكون أقل بشكل غير متناسب من مساهمات الدول الأخرى المشاركة، ولكن مرة أخرى، القروض والاتفاقيات المستقبلية وما إلى ذلك ممكنة هنا، لذا، حتى في القضية الاقتصادية، فإننا لن نبتعد عن المؤامرات السياسية.
في الوقت نفسه، إن العقبة الرئيسية أمام أوكرانيا لا تزال الصراع العسكري على أراضيها، هكذا حتى يتم استكماله بالكامل، فإن الانضمام إلى الناتو أمر مستحيل.
وكان قد قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه لا ينبغي توقع انضمام أوكرانيا إلى الناتو في المستقبل القريب، حيث أن البلاد لا تفي بعد بمعايير الانضمام إلى الكتلة.
بدوره، وجه وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو اللوم إلى الناتو لعدم الحفاظ على الوحدة وانتهاك الحياد الذي أعلنه الحلف فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، وشدد على أن الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الكتلة ترسل أسلحة إلى كييف، لكن من المهم جدًا ألا يحدث هذا على مستوى التحالف.
بدورها، أدانت موسكو مرارًا إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وأرسلت وزارة الخارجية الروسية مذكرة إلى جميع دول الناتو بسبب إمداد كييف بالأسلحة، وأشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة للجيش الأوكراني ستصبح هدفاً مشروعاً لروسيا.