موسكو – (رياليست عربي): يأخذ الصراع الروسي الغربي أبعاداً خطيرة على مستوى العالم إذ أنه قائم على الفعل ورد الفعل، حشود عسكرية تقابلها حشود أخرى، مناورات يتم الرد عليها بمثلها، عقوبات بعقوبات والأزمة تتسع.
على ما يبدو فإن بعض الدوائر الأوروبية قد بدأت تدق ناقوس الخطر من مغبة فرض عقوبات على موسكو، حيث حذر زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا فريدريخ ميرتس من مغبة فصل روسيا عن نظام الدفع المصرفي الدولي “سويفت” في العقوبات المحتملة ضدها إن هاجمت أوكرانيا، لأن ذلك قد يمثل انفجار قنبلة ذرية بالنسبة لأسواق المال والسلع والخدمات، خاتماً بمخاوف من انتكاسات اقتصادية هائلة لاقتصاد أوروبا إذا حدث شيء من هذا القبيل.
لا شك بأن موسكو ستصاب بضرر اقتصادي بالغ، لكنه لكن يكون مقتصراً عليها، فأوروبا بحاجة مبادلات تجارية جدية مع روسيا، كما أن قطاع توريد الغاز الروسي لأوروبا سيتوقف في حال تصاعدت العقوبات، إضافة لتجميد الأصول والمبالغ المالية والحسابات البنكية ووضع شركات على لوائح العقوبات من قبل الطرفين.
هذا السيناريو سيكون كارثياً لروسيا وأوروبا ثم للعالم، لاسيما في وقت تحاول الدول تعويض خسائرها الناجمة عن انتشار الأوبئة كورونا وأوميكرون، فضلاً عن ظهور بوادر أزمة اقتصادية عالمية، تتمثل بارتفاع أسعار الوقود والطاقة، وبالتالي ارتفاع مصاريف نقل البضائع وشحنها. والذي يؤدي بدوره إلى رفع اسعارها على غالبية الشعوب في العالم، هذا إن استثنينا أيضاً نقاط التوتر في العالم، فحيث تكون التوترات والسيناريوهات التصعيدية، تهرب رؤوس الأموال وتتوقف الاستثمارات والمشاريع.
العالم يشهد التوترات حالياً، روسيا ضد الناتو، ملفي أوكرانيا وكازاخستان، ملفات اليمن وسوريا والعراق وليبيا والسودان، التوتر المغربي – الجزائري، والأوضاع غير المستقرة في إثيوبيا وإرتيريا، وغيرهم.
خاص وكالة رياليست.