مينسك – (رياليست عربي): بدأت التدريبات العسكرية الصينية البيلاروسية الأولى في بيلاروسيا، في ساحة تدريب بالقرب من الحدود البولندية، وسيتدرب الجنود على الإنزال الليلي والتغلب على العوائق المائية. وفي الوقت نفسه، كما أقيم عرض عسكري في مينسك تكريماً لعيد استقلال الجمهورية؛ وشاركت الوحدات الروسية بمعداتها في هذا الحدث الرسمي، ويبدو أن كل هذا يأتي رداً على حشد الجماعات المسلحة من جانب أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي.
وبدأت المناورات الصينية البيلاروسية الأولى، والتي ستجرى في الفترة من 8 إلى 19 يوليو، ومن المعروف أنه في ميدان تدريب بريست، سيتدرب جنود البلدين على الهبوط الليلي والتغلب على عوائق المياه وإجراء عمليات قتالية في منطقة مأهولة بالسكان، “الأحداث في العالم معقدة، لذلك، بعد دراسة الأشكال والأساليب الجديدة لحل المشكلات التكتيكية، سنعمل هنا في التدريبات على كل هذه اللحظات، وقال قائد قوات العمليات الخاصة بالقوات المسلحة فاديم دينيسينكو: “سيتم دمج الوحدات في بعض المراحل، ولن تكون هناك وحدات صينية منفصلة أو وحدات بيلاروسية منفصلة، وستعمل معاً”.
في الوقت نفسه، أقيم عرض عسكري كبير في بيلاروسيا تكريما لعيد الاستقلال والذكرى الثمانين لتحرير الجمهورية من الغزاة النازيين، وشارك في الموكب الرسمي 6 آلاف شخص و300 قطعة من المعدات، ولأول مرة في العاصمة البيلاروسية، تم عرض نظام الصواريخ التكتيكية “إسكندر”، القادر على ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 500 كيلومتر، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ مجهزة بالطاقة النووية في عمود العرض، وكانت هناك علامات خطر الإشعاع تطبق على بعض المركبات، بالإضافة إلى ذلك، شاهد الجمهور طائرات بدون طيار من طراز Geran-2 وأنظمة الدفاع الجوي S-400 Triumph وPolonaise MLRS.
خلال العرض، تم التأكيد على العلاقة مع روسيا، ونيابة عن فلاديمير بوتين، حضر الحدث رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، ووصل معه وزير الدفاع أندريه بيلوسوف، وكان في طابور العرض، إلى جانب الجيش البيلاروسي، طلاب من مدرسة ريازان للقوات المحمولة جواً وطلاب من مدرسة كيميروفو كاديت، كما قدمت فرق الاستعراضات الجوية الروسية “سويفتس” و”الفرسان الروس” عروضها في سماء مينسك إلى جانب ارسالات ساحقة محلية، ووصف ألكسندر لوكاشينكو في خطابه العرض بأنه رمز “للشراكة الإستراتيجية المتحالفة بين بيلاروسيا وروسيا”.
وفي نهاية يونيو، بدأ فحص مفاجئ للاستعداد القتالي للقوات المسلحة في بيلاروسيا، ثم أفيد أن تشكيلات الجيش في ميادين التدريب بمنطقتي بريست وجوميل ستتدرب أولا على احتلال المنطقة المخصصة والتدريب الهندسي وتنظيم الأمن والدفاع ومن ثم تنفيذ مهام التدريب القتالي، أصبحت عمليات تفتيش مماثلة منتظمة في بيلاروسيا، حيث تم إجراؤها سابقاً في شهري مارس ويناير.
بالإضافة إلى ذلك، في نهاية يونيو، ناقشت هيئة الأركان العامة البيلاروسية استخدام الأسلحة النووية التكتيكية (TNW)، التي نشرتها روسيا في الجمهورية العام الماضي، وفي الوقت نفسه، أفيد أن الجيش البيلاروسي أكمل دورة كاملة من التدريب النظري والعملي لإطلاق الأسلحة النووية التكتيكية.
وفي الآونة الأخيرة، تدهور الوضع على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا بشكل ملحوظ، فقد أفادت لجنة الحدود الحكومية في بيلاروسيا أن وحدات من “فيلق المتطوعين الروسي” (منظمة إرهابية محظورة في روسيا) موجودة في منطقة جيتومير في أوكرانيا بالقرب من حدود الدولة، ويشار إلى أن المسلحين يقومون بعمليات استطلاع نشطة، بما في ذلك إطلاق طائرات مسيرة لهذا الغرض، بالإضافة إلى ذلك، تم خلال إحدى العمليات العملياتية اكتشاف مخبأ يحتوي على مكونات عبوة ناسفة.
وقال رئيس الأركان العامة، نائب وزير الدفاع البيلاروسي بافيل مورافيكو، إن هناك “نشاطاً لا أساس له وغير مفهوم” بالقرب من الحدود على الجانب الأوكراني، ووفقا له، وصلت وحدات القوات الخاصة الأوكرانية من اللواء الرئاسي الأول إلى مدينة أوفروتش بمنطقة جيتومير، بدوره، ادعى نائب قائد قوات العمليات الخاصة فاديم لوكاشيفيتش أن مركبات المشاة القتالية الأمريكية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة والمدفعية الثقيلة بعيدة المدى ومعدات أخرى تتمركز في منطقة جيتومير.
وقال رجل عسكري آخر رفيع المستوى، نائب رئيس الأركان العامة فلاديمير كوبريانيوك، مباشرة إن ما كان يحدث يمكن أن يكون استعداداً لتدفق المخربين، ولم ينف الجانب الأوكراني نشاطه، وقال أندريه ديمتشينكو، المتحدث باسم خدمة الحدود الأوكرانية: “نواصل تعزيز هذا الاتجاه من الناحية الهندسية والاحتفاظ بالقدر اللازم من القوات والموارد هناك من أجل منع أي أعمال قد تأتي من بيلاروسيا”، بدوره، أشار ممثل الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن ما يحدث لا يقلق مينسك فحسب، بل موسكو أيضاً.
وقد تطور وضع مثير للقلق بنفس القدر على الحدود مع دول الناتو، وفي المقام الأول مع بولندا، وبحسب وزارة الدفاع البيلاروسية، فقد ركز التحالف العسكري عشر مجموعات تكتيكية من الكتائب في المنطقة الحدودية، ستة منها أمريكية، ويتجاوز العدد الإجمالي للمجموعة 20 ألف شخص، وأفاد نائب قائد قوات الدفاع الجوي ليونيد دافيدوفيتش أن طائرات الاستطلاع الغربية تحلق هذا العام مرتين أكثر من العام الماضي.
بالتالي، إن أوكرانيا ليست مهتمة بالمواجهة مع بيلاروسيا، ومن غير المرجح أن تتمتع كييف بالقوة الكافية لفتح جبهة ثانية، وبنفس الوقت من غير المستبعد أن القيمين الغربيين ربما ما زالوا يحاولون إثارة الصراع من أجل إجبار روسيا على التدخل وتشتيت مواردها، وفي مثل هذه الظروف، إن ما يحدث على الحدود البيلاروسية الأوكرانية هو إما مجرد محاولة للعب على أعصاب مينسك، أو التحضير لاستفزاز حقيقي، ما يعني أن عسكرة بيلاروسيا جدية أكثر من أي وقت مضى.
