رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

Русский/English/العربية

  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

د. محمد سيف الدين: إسماعيل هنية: سرديات الاغتيال وعواقب الحرب في غزة

د. محمد سيف الدين: إن اغتيال "إسماعيل هنية" باعتباره رأس حركة المقاومة الفلسطينية أمام العدو الإسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى قف إطلاق النار بشكل دائم بين طرفي الصراع أو إحلال سلام شامل وعادل في قطاع غزة كما هو مزمع، وسيسفر عن عواقب وخيمة ترسخ سياسة الاغتيالات في القطاع المحتل بين الجانبين، مما سيجعل المنطقة بأسرها على شفا حرب إقليمية تُزكِّي نيرانها أطراف داخلية وخارجية تريد إغراق دول بعينها في منطقة الشرق الأوسط في بحر يموج بفوضى عارمة يستحيل الخروج منها.

محمد سيف الدين محمد سيف الدين
أغسطس 2, 2024, 10:00
الآراء التحليلية
الصورة الأخيرة لإسماعيل هنية في طهران

الصورة الأخيرة لإسماعيل هنية في طهران

القاهرة – (رياليست عربي): لا شك أن اغتيال “إسماعيل هنية”، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، سيكون له تأثيرٌ كبيرٌ على الحرب الجاري رحاها بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وهي حرب تقودها آلية المحتل الوحشية، راح ضحيتها ما يقرب من 40 ألف مدني فلسطيني من بينهم نساء وأطفال، هذا فضلًا عن ما يزيد عن 90 ألف مصاب.

وكان إسماعيل هنية قد لقي مصرعه في العاصمة الإيرانية طهران فجر الأربعاء (الساعة الثانية مساءً بالتوقيت المحلي) 31 يوليو 2024 أثناء مشاركته في مراسم حلف اليمين الدستورية للرئيس الإيراني المنتخب “مسعود بزشكيان” بمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) يوم الثلاثاء 30 يوليو.

ووفقًا للبيان الذي أعلنته الإدارة العامة للحرس الثوري الإيراني، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وحارسه الشخصي “وسيم أبو شعبان” قد اُستُشهِدا إثر اِستهداف مقر إقامتهما في طهران. وكان هنية يُقيم في مقر “ثأر الله” بشمالي طهران؛ وهو أحد المقرات الأمنية التابعة للحرس الثوري.

بيان الحرس الثوري كان في غاية الاقتضاب، ولم يوضح كيف جرت عملية الاغتيال وما هي ملابساتها؟ واكتفى بأنه ذكر أن أسباب هذه الحادثة وأبعادها قيد التحقيق، وسيُعلن عنها تباعًا. لكن نائب رئيس حركة حماس “خليل الحية” قال في مؤتمر صحفي بطهران: “إن هنية اُغتيل بصاروخ أصابه إصابةً مباشرة، وأدى إلى تدمير النوافذ والأبواب والجدران في حجرته، وفقًا لما ذكره شهود عيان كانوا معه”.

عقب اغتيال هنية، أعلنت الحكومة الإيرانية الحداد العام ثلاثة أيام، وتشييع جثمانه في مراسم رسمية وشعبية بطهران يوم الخميس الأول من أغسطس، ثم سينُقل إلى العاصمة القطرية الدوحة، وتُقام صلاة الجنازة عليه في جامع “محمد عبد الوهاب” عقب صلاة الجمعة.

جثمانا هنية وحارسه الشخصي مدثران بالعلم الفلسطيني

على الرغم من أن لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن هذا الحادث، لكن تُشار أصابع الاتهام إلى إسرائيل بشكل لا يخالجه شك، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” قال في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء: “إن إسرائيل وجهت ضربات مباشرة لحركة حماس وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن خلال الأسابيع الماضية. بالأمس قضينا على (فؤاد شكر) القيادي بحزب الله اللبناني؛ أحد الإرهابيين المطلوبين حول العالم، والمسؤول عن عمليات استهدفت مواطنينا في شمالي غزة.  إن كل من يهاجم إسرائيل سيدفع ثمنًا فادحًا”.

نتنياهو لم يتطرق في تصريحاته إلى مقتل إسماعيل هنية بشكل مباشر، لكن سياق الكلمة وتزامن عمليتي اغتيال قياديّ حماس وحزب الله يلوحان كشمس ساطعة في كبد السماء تؤكد ضلوع إسرائيل في مقتل هنية. ويُعتقد أن المقاتلات الإسرائيلية قد أطلقت صاروخًا من خارج الأجواء الجوية الإيرانية، استهدف مقر إقامة هنية في طهران. 

تأتي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتزامن مع تكهُنات حول طبيعة الرد الإيراني المحتمل على مقتل سياسي أجنبي رفيع الشأن مدعوم من قبل النظام الإيراني في أراضي هذه الدولة، فيما يمثل انتهاكًا صارخًا لأمنها القومي وسيادتها على حدودها أرضًا وسماءً.

هذه ليست أول مرة تقوم فيها إسرائيل بعمليات أمنية أو استخباراتية داخل الأراضي الإيرانية، لكنها أول مرة تقوم فيها إسرائيل باغتيال شخصية أجنبية في إيران على هذا النحو السافر.

بعد الإعلان الرسمي عن اغتيال هنية، انهال سيل من الاستنكار والاستنكاف الإقليمي والدولي، كانت إيران طبيعة الحال لها نصيب الأسد فيه، حيث ذكر المرشد الأعلى “عليّ خامنئي”: الزعيم الشجاع والمجاهد الفلسطيني البارز السيد إسماعيل هنية لم يخش الشهادة في سبيل الله ونجدة عباده، لكننا في هذه الحادثة المريرة والعصيبة التي وقعت في حدود الجمهورية الإسلامية، نعتبر أنفسنا مكلفين بالثأر له”.

وقال الرئيس الايراني “مسعود بزشكيان”: “الكيان الصهيوني استهدف الأخ العزيز المجاهد في سبيل الله، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية في طهران خلال عملية إجرامية إرهابية، وأرداه شهيدًا. هذه العملية الإرهابية مثل جرائم الكيان الصهيوني تنتهك القوانين والمعايير الدولية، وتؤكد ضرورة العمل الدولي الموحد ولاسيما من قبل الدول الإسلامية لمجابهة هذا الكيان المجرم المحتل أكثر من ذي قبل. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتوانى في حفظ وحدة أراضيها وسيادتها الوطنية وكرامتها ومكانتها، والنظام الصهيوني سيرى نتائج فعلته الجبانة والإرهابية”.

وقال القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية “عليّ باقري كَني”: “إن اغتيال إسماعيل هنية انتهاكٌ صارخٌ لمبادئ ومعايير القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وعدم احترام للأمن القومي للجمهورية الإسلامية الإيرانية ووحدة أراضيها. إن إيران تدين هذا العمل الإجرامي البغيض بأقصى وجه ممكن، وتؤكد حقها في الرد المناسب.  يجب على مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة أن يضطلع بمسؤوليته لمواجهة تهديدات السلام والأمن الدوليين من قبل العمليات الإرهابية والعدوانية المستمرة للكيان الإسرائيلي المحتل”.

هنية أثناء لقائه ببزشكيان

أما عن الجانب الفلسطيني، فقد قال نائب رئيس حركة حماس “خليل الحية” في مؤتمر صحفي بطهران : “إن الحركة لن تمرر اغتيال إسماعيل هنية دون رد”، كما قال المستشار السياسي والإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة “طاهر النونو”: “إن إسرائيل ستواجه أشكالًا جديدةً من المقاومة، لأنها صَعَّدت المواجهة باغتيال هنية، وعليها أن تتحمل النتائج. إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة كبيرة، وسيكون الرد بمقدارها”.

إضافة إلى ذلك، أدان الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” اغتيال هنية بشدة، واعتبره عملًا جبانًا وتطورًا خطيرًا في حرب غزة.

على ما يبدو أن إيران تواجه اختراقًا أمنيًا غير مفهوم منذ فترة طويلة من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ممثلًا في وقوع عمليات اغتيال داخل أراضي الإيرانية وهجمات سيبرانية على برنامجيها النووي والصاروخي وبعض مؤسساتها السيادية، على الرغم مما يتشدق به المسؤولون الإيرانيون عن تقدم بلادهم في القطاعات الأمنية والاستخباراتية والفضائية ذات التكنولوجية المتطورة.

إن إيران تحتاج إلى إعادة تقييم قدراتها الدفاعية بعيدًا عن تصريحات عنترية طنانة باتت تثير الضجر لا تسترعي الانتباه، وغدا الجميع يعلم أنها قولٌ بلا فعلٍ منذ بداية الحرب في غزة وتداول وسائل الاعلام تصريحات عديدة أدلى بها مسؤولون إيرانيون رفيعي المستوى عن دخول محور المقاومة (إيران، العراق، سوريا،  لبنان، اليمن) في الحرب بشكل مباشر، والتوعد والوعيد بتلقين إسرائيل درس لن تنساه وبتكبدها خسائر فادحة.

هذه الأمر يجعلنا نطرح عدة تساؤلات حول إيران ومدى قوتها في الدفاع والردع؛ فهل إيران التي تتحدث عن قدراتها العسكرية المتطورة وكفاءة أجهزتها الأمنية صباحًا مساءً، تمتلك ما تتحدث عنه حقًا؟ أم هي صورة خيالية صنعتها آلية النظام الإعلامية والدعائية؟ هل إيران ذات النفوذ السياسي المتشعب في منطقة الشرق الأوسط، وما تقدمه من دعم مادي وعسكري إلى ميليشياتها الشيعية التابعة لها في المنطقة لا تستطيع حماية الوفود الدبلوماسية على أراضيها؟

إن استهدف شخصية دبلوماسية رفيعة الشأن داخل الأراضي الإيرانية كانت في مقر أمني خاص يتبع مؤسسة سيادية كالحرس الثوري على هذا النحو السافر، يُشير إلى أن الدولة الإيرانية بحدودها البرية والبحرية والجوية في مرمى أي طرف، سواء أكان عدوًا أو صديقًا، لديه القدرة على توجيه ضربات بعيدة المدى سَمت هذه الدولة.

هذا الأمر بدوره يقودنا إلى طرح سرديات عديدة حول مقتل إسماعيل هنية؛ فهل عملية الاغتيال وقعت نتيجة قصور أمني إيراني؟ أم تمت وفق اتفاق مسبق في مقابل تحقيق مكاسب قريبة المنال؟

مقتل إسماعيل هنية في طهران يأتي بعد حوالي شهرين من مقتل الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” نتيجة سقوط مروحيته وتهشمها في حادث غامض عُوّلت أسبابه على سوء الأحوال الجوية، وشابه كذلك قصور أمني واضح من جانب إيران، جعل أصابع الاتهام موجهة إلى النظام الإيراني نفسه.

من المفترض أن النظام الإيراني كان متخذًا أقصى التدابير الأمنية في ظل تواجد وفود دبلوماسية رفيعة المستوى عربية وأجنبية كانت تشارك في مراسم أداء الرئيس الإيراني الجديد لليمين الدستورية، ووقوع عملية اغتيال في هذه الأجواء الحساسة لا يعني سوى حدوث اختراق أمني مقترن بقصور في منظومة تأمين الدبلوماسيين الأجانب وحراستهم، أو وجود اتفاق ضمني على تصفية مباشرة أو غير مباشرة.

على جانب آخر يتولى مسعود بزشكيان ذو التوجهات الإصلاحية مهام الرئاسة الإيرانية في مرحلة دقيقة؛ تعاني فيها البلاد من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية متشابكة ومتشعبة، يزيدها تعقيدًا بدء ولايته بالتزامن مع وقوع حادث اغتيال داخل أراضي الدولة مدبرًا ومنفذًا من قبل عدو إيران التليد “إسرائيل”، مما يجعل بزشكيان المعقود عليه آمال كبيرة في حل هذه الأزمات بين المِطرقة والسَّندان، ويضعه في موقف حرج لا يُحسد عليه.

على أية حال ينتظر العالم نتائج التحقيقات التي يجريها الحرس الثوري الايراني حول عملية اغتيال إسماعيل هنية، وعلَّها تكون منطقية لا يخيم عليها غموض مثلما خيم على مقتل الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي”.

إن اغتيال “إسماعيل هنية” باعتباره رأس حركة المقاومة الفلسطينية أمام العدو الإسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى قف إطلاق النار بشكل دائم بين طرفي الصراع أو إحلال سلام شامل وعادل في قطاع غزة كما هو مزمع، وسيسفر عن عواقب وخيمة ترسخ سياسة الاغتيالات في القطاع المحتل بين الجانبين، مما سيجعل المنطقة بأسرها على شفا حرب إقليمية تُزكِّي نيرانها أطراف داخلية وخارجية، تريد إغراق دول بعينها في منطقة الشرق الأوسط في بحر يموج بفوضى عارمة يستحيل الخروج منها.

خاص وكالة رياليست – د. محمد سيف الدين – دكتوراه في الأدب الشعبي الفارسي، وخبير في التاريخ والأدب الإيراني – مصر

إسرائيلإيرانغزةإسماعيل هنيةمواضيع شائعة
الموضوع السابق

استطلاع: تغيرات في مزاج الأوكرانيين فيما يتعلق بالمفاوضات مع روسيا

الموضوع القادم

مجلس الاتحاد الروسي يستبعد التنازل عن الأراضي خلال المفاوضات مع أوكرانيا

مواضيع مشابهة

صورة.إزفستيا
الآراء التحليلية

تصاعد الأزمة الأوكرانية.. ترامب يهدد روسيا بعقوبات قاسية وزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا

يوليو 12, 2025
صورة.تاس
الآراء التحليلية

روبيو يرعى مفاوضات مع حلفاء الناتو لنقل أنظمة “باتريوت” الدفاعية إلى أوكرانيا

يوليو 11, 2025
صورة. orientxxi.info
الآراء التحليلية

د. خالد عمر: استقبال وفد من أئمة أوروبا في القدس

يوليو 10, 2025
صورة. apa-inter
الآراء التحليلية

التحول الكبير: بين احتضار النظام القديم ومخاض ولادة الجديد

يوليو 10, 2025
صورة.ريا نوفوستي
الآراء التحليلية

ما نتائج قمة البريكس في البرازيل وما هي التوقعات من رئاسة الهند؟

يوليو 9, 2025
وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" يتوسط ممثلي مجموعة (5+1) عقب التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015
الآراء التحليلية

د. محمد سيف الدين: سناب باك: إيران والعودة إلى المربع صفر!!

يوليو 8, 2025
مواضيع شائعة
مواضيع شائعة

كل الحقوق محفوظة و محمية بالقانون
رياليست عربي ©️ 2017–2025

  • من نحن
  • مهمة وكالة أنباء “رياليست”
  • إعلان
  • سياسة الخصوصية

تابعنا

لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية

Русский/English/العربية