خلال زيارة مفاجئة إلى العاصمة السورية – دمشق، إلتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أشاد الرئيس بوتين بالتقدم “الهائل” الذي تحقق في سوريا التي تشهد نزاعا منذ العام 2011، كما أعلن الناطق بإسم الكرملين ديمتري بيسكوف.
زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئة وربما الصادمة لكثير من الأطراف الإقليمية والدولية وفي توقيتها ضمن هذه الأجواء المتفجرة في المنطقة تكتسب أهمية استثنائية وتفتح المجال لقراءات متعددة تعدد الرسائل التي تحملها، ويمكن القول إنه بالإضافة إلى بحث العلاقات الروسية – السورية بمختلف جوانبها سيتم التركيز على محورين:
المحور الأول: زيارة بوتين إلى سوريا حيث سينقل الرئيس الروسي تعهد شخصي من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتنفيذ كل التعهدات التركية المتعلقة بمنطقة خفض التصعيد بإدلب وأولها فتح الطريق الدولية بين حلب – حماة.
ويضاف إلى ذلك، إنهاء وجود الجماعات المصنفة إرهابية على لوائح الإرهاب العالمي ومن بينها في روسيا، وأعتقد أنه سيكون هناك خلال زيارة بوتين إلى تركيا إعلان لوقف العمليات العسكرية في سوريا بعد لقاء الرئيس بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، على أن يبدأ فوراً تنفيذ بنود التعهد.
المحور الثاني: هو تداعيات الفعل الإجرامي الأمريكي بإغتيال الجنرال قاسم سليماني ورفاقه وما تركه من تصعيد خطير يصل إلى ما قبل مستوى الحرب وما يمكن للطرفين الروسي والسوري بذله من جهود لتجنيب المنطقة الانزلاقات الخطرة والفوضى الشاملة التي تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على نشرها في المنطقة والتي قد تؤدي إلى كارثة تشمل الجميع، من هنا تدرك روسيا أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه سوريا في هذا المجال.
ولا شك أن هذه الزيارة تحمل الكثير من الرسائل للأطراف الإقليمية والدولية وأهمها أن التحالف بين البلدين راسخ وذو آفاق مفتوحة وأن المظلة الروسية ستحمي الاستقرار في سوريا، وروسيا ملتزمة بوحدة وسيادة سوريا وأن المعركة ضد الإرهاب متواصلة حتى إنهاء وجوده بشكل كامل.
كما أن روسيا ستدافع عن سوريا وعن مصالحها الكبيرة فيها ضمن أية مخاطر أو تداعيات وهذه رسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهي رسالة هامة وضرورية خاصة بعد قانون سيزر الذي استهدف الطرفين والعلاقات بينهما. والزيارة تعتبر رسالة تشجيع لبعض الدول المترددة وربما الخائفة من إعادة العلاقات والتعاون مع سوريا وخاصة دول الخليج وأوروبا وأهمية ذلك وضرورته لها هي قبل سوريا.
من هنا، يمكن القول إن هذه الزيارة ستكون مفصلية وستؤسس لمستوى غير مسبوق في العلاقة بين البلدين، وسنشهد بعدها تطورات إيجابية متسارعة بعدد من الملفات الحساسة ومنها الوضع الإقتصادي الصعب الذي تعيشه سوريا.
خاص وكالة “رياليست” – الأستاذ سلمان شبيب – رئيس حزب سوريا أولاً – كاتب ومحلل سياسي سوري.