موسكو – (رياليست عربي): بعد استقباله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد في موسكو، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أهمية المواقف الإماراتية في عدد من الملفات الدولية، طبقاً لوكالات أنباء.
وقال لافروف اليوم الخميس في مؤتمر صحافي بعيد انطلاق المحادثات بين الطرفين، إن بلاده تثمن دور الإمارات المتزن والمعتدل بشأن أوكرانيا، معرباً عن تطلعه لتعزيز العلاقات مع الإمارات في عدة مجالات. وأشار إلى أن الطرفين يتشاركان الرؤى في عدد من الملفات في المنطقة.
وتعكس زيارة وزير الخارجية عقب رحيل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من المنطقة خلال جولة كان الهدف منها الحصول على وعود بزيادة إنتاج النفط الإماراتي والسعودي، إلى جانب الحصول منهما على إدانة بالعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، ما يعني أن أبو ظبي التي لم تصدر بياناً حول الزيارة واكتفت وكالتها الرسمية (وام) بطرح بعض التفاصيل، قد أعطت الجواب بوجود وزير الخارجية في موسكو، أي أنها لن تغير تحالفها المتين مع روسيا، وذلك ليقينها بالنصر الروسي أولاً، وثانياً تأكد لحلفاء الولايات الأمريكية أن هذا التحالف غير مجدٍ خاصة في الأزمات العاصفة.
إلى ذلك، أدان الوزير الروسي الهجمات الحوثية على المنشآت المدنية، سواء في الإمارات أو السعودية، مؤكداً دعم بلاده لمساعي الأمم المتحدة في هذا الملف، ومن جانبه، أوضح وزير الخارجية الإماراتي، أن اللقاء بحث العلاقات الثنائية والتحديات التي تواجه العالم، لا سيما الملف الأوكراني. وأكد أن بلاده تؤيد تكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل سياسي، معرباً عن استعداد بلاده للتواصل مع كافة الأطراف، بهدف الوصول إلى وقف لإطلاق النار.
كما أبدى وزير الخارجية الإماراتي تطلع الإمارات إلى تعزيز التعاون مع موسكو التي تربطها بها علاقات تاريخية، لاسيما في ما يتعلق بأمني الطاقة والغذاء.
ومن المؤكد أن هذه الزيارة لن تعجب الولايات المتحدة وأعوانها، لكن اليوم الدول في ظل الفوضى الدولية تبحث عن علاقات أكثر فاعلية في مختلف الميادين، ما يعني هناك يقين بأن الهيمنة الأمريكية لن تكون كسابق عهدها، في ظل صعود روسيا مجدداً لكسر هذه القاعدة، ويبدو أن ملف حقوق الإنسان هو الملف الوحيد الذي تمسك بزمامه واشنطن خاصة في السعودية، في حال لم ترضخ لها الرياض ومن بعدها أبو ظبي.
الجدير بالذكر أن الإمارات قالت إن الزيارة كانت مجدولة مسبقاً بين البلدين، بحسب ما أكد وزير الخارجية الإماراتي في وقت سابق، لكنها لا تلغي أن الرسائل التي تحملها تحدد موقف أبو ظبي الرامي إلى زيادة توثيق العلاقات مع الشريك الروسي.
خاص وكالة رياليست