واشنطن – (رياليست عربي): في الوقت الذي تروج فيه الولايات المتحدة الأميركية الأكاذيب حول ما يحدث في أوكرانيا، وتسعى جاهدة من خلال وسائل إعلامها لتشويه الحقائق على الأرض، أغفلت نخبتها السياسية والإعلامية، الاستماع إلى محاضرة ألقاها البروفيسور جون ميرشايمر وهو أستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، عام 2015 حول أهداف واشنطن في كييف، وخداع موسكو خلال السنوات الماضية بالتراجع عن وعودها.
البروفيسور جون ميرشايمر، وهو أستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة شيكاغو وكذلك منظر علاقات دولية، لديه محاضرة نشرت في عام 2015 مدتها حوالي ساعة و15 دقيقة بعنوان: لماذا أوكرانيا هي ثغرة الغرب؟

كما نشر فيديو آخر منذ أيام يقدم فيه رؤيته للحرب الحالية، وقدم فيها أطروحات صحيح يرددها الجانب الروسي، طيلة الشهور الماضية.
ووفق ميرشايمر، أنه لا يبتلع الحجج التي يسوقها الغرب بأن “الروس هم من تسببوا في الأزمة” وينظر إلى ما يحدث بأبعاد أكثر عقلانية وضحها في النقاط التالية:
أولاً، تتمثل المشكلة الرئيسية في سياسة الغرب تجاه أوكرانيا من ثلاثة محاور، هي دمج أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي – الناتو، محاولة إدخالها في الاتحاد الأوروبي، وتحويلها إلى دولة ديمقراطية ليبرالية موالية للغرب.
ويرى المنظر السياسي الشهير، أن المحاور الثلاث صممت لجعل أوكرانيا دولة موالية للغرب تجلس على حدود روسيا.
وشدد على أن الغرب، يتحمل المسؤولية عما يحدث نتيجة إعلان النية في 2006 بضم أوكرانيا وجورجيا لحلف الناتو، سواء جزء من الحلف أو شركاء استراتيجيين له.
وتابع، أن الروس ابتلعوا حبة الدواء المر، في موجتي توسع الناتو الأولى عام 1999 (انضمت دول مجموعة فيسغراد وهي هنغاريا وبولندا وجمهورية التشيك)، والثانية في 2004 (انضمت إلى الحلف دول مجموعة “فيلنيوس” وهي بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا).. ولم يكن بإمكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مواصلة الصمت.
وكشف، أن الغرب كان يسلح ويدرب ويوثق علاقات الدبلوماسية مع الأوكرانيين، ما دفع الروس للفزع، وعزز ذلك استخدام الطائرات بدون طيار الصيف الماضي في دونباس ضد القوات الروسية.
كما أن دخول المدمرة البريطانية “إتش إم إس” البريطانية، المياه الإقليمية الروسية قبالة شبه جزيرة القرم نقطة مهمة في النزاع.
البروفيسور جون ميرشايمر، يرى أن ترويج عديد من الأميركيين، وتحديداً من النخبة السياسية، بأن توسع الناتو والسياسة الأميركية ليست سبباً في الحرب، وإلقاء التهم على بوتين رواية غير حقيقية لما يجري على أرض الواقع.
لم يكن أحد في الغرب يتهم بوتين بأنه غازٍ قبل 2014 والاستيلاء على القرم لكن بعدها روج الغرب لفكرة احتواء روسيا حتى لا يلام.
وفي نظريته لما قد يحدث للأزمة هو أن أميركا وأوروبا لن يجسلوا لتقييم الوضع والوصول لنتيجة مفادها، أن توسع الناتو فكرة ليست جيدة وبدلاً عن ذلك هو التصعيد في وجه الروس مجدداً على أمل تحقيق الأهداف التي قادت العالم لهذه الحرب.