واشنطن – (رياليست عربي): وقع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، اتفاقاً ينهي رسميا المهمة القتالية الأميركية في العراق بحلول نهاية 2021، بعد أكثر من 18 عاماً على دخول القوات الأميركية البلاد، طبقاً لموقع “العربية نت“.
ما مدى جدية واشنطن؟
سبق وأن أعلن مسؤولون من وزارة الدفاع الأمريكية – البنتاغون عن أن هذا الاتفاق حتى وإن تم سيكون عبارة عن اتفاق شفهي، اكن آلية تطبيقه على أر ض الواقع مستحيلة، في ضوء تحويل الانسحاب إلى تعديل وتغيير في منهجية التواجد العسكري الأمريكي على الأرض العراقية، وهذا الاتفاق من ناحية أخرى، يتنافى مع تصريح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين من واشنطن قبل أيام، الذي أعلن صراحةً حاجة بلاده للقوات الأمريكية، الأمر الذي أغضب الشارع العراقي وأخرج زعيم عصائب أهل الحق العراقية الموالية لإيران، قيس الخزعلي للرد عليه.
وسبق وأن وقعت الولايات المتحدة اتفاقاً مماثلاً مع حركة طالبان، إلا أن الرئيس بايدن أجّل الانسحاب إلى شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، مع سحب بعض القطعات كبادرة حسن نية، لكن في الحالة العراقية، الانسحاب يعني تسليم البلاد إلى إيران، وهذا التسليم لا يمكن أن تقوم به واشنطن هكذا ببساطة، بالتالي ثمة أمور أخرى خلف هذا الاتفاق، لعل أبرزها اتقاء شر القذائف التي يتم إطلاقها من قبل الفصائل العراقية الموالية لإيران.
استمرار وجود قوات التحالف
أكدت الحكومتان الأميركية والعراقية في البيان الختامي المشترك للجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، على التزام العراق بحماية أفراد التحالف الدولي الذين يقدمون المشورة والتدريب، هذا يعني أن عدداً من جنود الدول الغربية سيبقون داخل الأراضي العراقية، وبالطبع التواجد الأمريكي ضمن عناصر التحالف لن يتم الكشف عنه، فهذا الاتفاق كما أعلن البنتاغون ليس إلا اتفاقاً شكلياً، بُراد منه دفع المفاوضات في الملف النووي قُدماً خطوة نحو الأمام، وسيبقى هذا الاتفاق شكلياً حتى يثبت العكس، وهو ما لن يحدث على الإطلاق.
وما دام تنظيم داعش موجوداً ويواصل عملياته الإرهابية، هذه الذريعة ستبقى موجودة حتى يتشكل البديل الذي يفوق العراق، وهو غير موجود على الإطلاق.
إذاً، إن الانسحاب الأمريكي يعني استكمال الخط التجاري البري (طهران – بغداد – دمشق)، كما يعني مد الخط إلى بيروت بالإضافة إلى سكة الحديد، ووصل المرافئ العراقية مع الإيرانية والسورية واللبنانية، يعني قوة محور المقاومة الذي يشكل العدو الأكبر للولايات المتحدة وإسرائيل، وهذا الأمر وحده كفيل بأن يؤكد لنا عدم تحقيق هذا الأمر، إنما المراد منه استثمارات معينة، حتى أنها لن تنجح أبداً.
خاص وكالة “رياليست”.