بوخارست – (رياليست عربي): استقال وزير الدفاع الروماني، فاسيلي دينكو، الذي قرر ترك منصبه حتى لا يعيق عدداً من المشاريع الدفاعية.
كانت استقالة دينكو نتيجة الصراع الذي نشأ بين وزارة الدفاع الرومانية ورئيس الدولة، في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، وبخ كلاوس يوهانيس دينكا لأنه وصف محادثات أوكرانيا مع روسيا بأنها الفرصة الوحيدة للسلام في المنطقة، وعلى هواء قناة PrimaTV ، دعا دول الناتو والولايات المتحدة إلى الاهتمام بقضية المفاوضات، لأن قيادة أوكرانيا وحدها لا تمثل قوة سياسية كبيرة، وقال دينكو في ذلك الوقت: “سيكون من المثالي الوصول إلى وضع من المفاوضات، حتى لو انتهى بتجميد الصراع، فإن المفاوضات ستظل تحقق فوائد أكثر مما يحدث الآن”.
وصرح الوزير المستقيل بتصريحات وصفتها السلطات الرومانية بأنها “فاضحة”، منها في فبراير / شباط الماضي، قال الوزير في إذاعة Radio România Actualiti ، إن الرومانيين سيتعين عليهم في النهاية “تعلم كيفية العيش مع الروس على الحدود”، وقال أيضاً، إن رومانيا لن تقدم مساعدة عسكرية لمولدوفا حتى إذا تعرضت للهجوم من قبل روسيا، لأن البلد ليس لديه التزامات مباشرة تجاه مولدوفا في مجال الدفاع والأمن.
هذه المرة، طلب حزب الاتحاد من أجل إنقاذ رومانيا البرلماني من رئيس الوزراء نيكولاي سيوكا إقالة دينكا من منصبه، حيث تم استدعاء دينكا إلى جلسة عامة حيث كان عليه أن يشرح موقفه فيما يتعلق بـ “زيادة الدعاية الروسية” و”الانقسام المتزايد في خطاب الكرملين”، ونصح الرئيس الوزير بدراسة الصحافة بشكل أفضل والتعرف على موقف بوخارست الرسمي من القضية الأوكرانية.
ثم جاء زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين الرومانيين، رئيس مجلس النواب، مارسيل سيولاكو، للدفاع عن وزير الدفاع، وذكر أنه يعتبر الدعوات لاستقالة دينكا “مجنونة”، ولا ينبغي “الخلط” بين الوزراء الذين يقولون إن أي حرب تنتهي بالمفاوضات، أو بين من يقول عكس ذلك.
ومع ذلك، وبالنظر إلى حقيقة أن وزير الدفاع الروماني الذي دعا إلى المفاوضات أجبر في النهاية على طلب استقالته، فإن الفطرة السليمة لم تسود داخل جدران البرلمان الروماني لفترة طويلة.
وهذا الأمر يؤكد مرة جديدة، أن الصراع في أوكرانيا فيه شيء من محاولة الغرب بكل الطرق إطالة أمد الأزمة لدوافع سياسية بالطبع أن عزلة روسيا وتقويض اقتصادها على رأس الهرم، لكن دوافع الغرب الآنية تتعلق باستثمار هذا الصراع لتحقيق مكاسي سياسية واقتصادية معاً من خلال تدمير أوكرانيا وإعادة إعمارها لجني فوائد المساعدات التي تم تقديمها عشرات المرات، وكما هو معروف أن لرومانيا أحلام تاريخية تعتقد أن الظروف مهيأة لاستعادة المجد القديم وأحقيتها في جغرافيا لم تعد ملكها وهذا لا يتحقق إن طالبت وجوه بارزة في السلطة الرومانية إنهاء الحرب والبحق عن حل عبر المفاوضات، فما كان من وزير الدفاع إلا أن قدم استقالته ثمناً لقوله الحقيقة الطبيعية دون الانحياز لأي طرف من الأطراف.
