الخرطوم – (رياليست عربي): قالت قوات الرد السريع (القوات الخاصة) إن وحدات الجيش السوداني هاجمت مقارها، وأكد ممثل الجيش السوداني ذلك، لكنه أشار إلى أن هذا الهجوم جاء رداً على هجمات من قبل قوات الرد السريع على وحدات الجيش في عدة أحياء بالمدينة.
ماذا حدث؟
حدثت اشتباكات بين وحدات من الجيش السوداني ووحدات القوات الخاصة بالقرب من القاعدة العسكرية في ميروف والخرطوم، ودعا بيان القوات الخاصة، السودانيين إلى “التجمع في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ البلاد وإدانة السلوك الجبان للجيش”.
وأعلنت القوات الخاصة السودانية سيطرتها على مطاري الخرطوم وميروف، كما تم تعليق الحركة الجوية، وذكرت قيادة قوات الرد السريع أن “وحدات القوات الخاصة كانت تدافع عن نفسها، وتكبدت قوات العدو خسائر فادحة”.
بالإضافة إلى ذلك، أغلقت كل مداخل القصر الرئاسي بالخرطوم والقصر نفسه محاط بمدرعات للجيش السوداني، كما رصد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بنفسه، وذكرت قوة الرد السريع أن مسكنه قد تم الاستيلاء عليه، لكن الجيش نفى هذه المزاعم، وبحسب رئيس أمن رئيس مجلس السيادة (الهيئة الحاكمة للبلاد)، فإن البرهان “في مكان آمن ويراقب بنفسه أعمال الجيش”، كما سمح البرهان بإمكانية نقل وحدات إضافية إلى الخرطوم من مناطق أخرى إذا استمرت الاشتباكات مع قوات الرد السريع.
ووصف قائد القوات الخاصة السودانية، محمد حمدان دقلو، المواجهة مع الجيش بالقوة، ويرى أن “نتيجة المعركة ستتقرر في الأيام المقبلة”.
كما شن الجيش السوداني غارات جوية على مقرات القوات الخاصة في الخرطوم.
بالإضافة إلى ذلك، أبلغ ممثل لجنة أطباء السودان عن نقل عشرات الضحايا إلى مراكز الإسعاف، وبحسب قوله، “إنهم يأتون بأشخاص مصابين بجروح مختلفة، وهناك حالات خطيرة بين السكان المدنيين”، كما دعت وزارة الصحة السودانية الأطباء للحضور إلى مستشفيات الخرطوم لتقديم المساعدة.
رد فعل روسيا
أوضحت السفارة الروسية أن القتال في الخرطوم يدور بالقرب من القصر والقيادة الرئيسية للقوات المسلحة والمطار والسوق المركزي وكذلك بالقرب من القواعد العسكرية. في جنوب العاصمة السودانية، ووصفت البعثة الدبلوماسية الوضع في الخرطوم بأنه مضطرب وأوصت المواطنين الروس بالبقاء في منازلهم وعدم الذهاب إلى النوافذ فيما يتعلق بالاشتباكات.
وقال السفير الروسي بالسودان أندريه تشيرنوفول، إن موسكو تتوقع أن “خلال الساعات القليلة المقبلة” سينتقل الوضع من مرحلة مسلحة إلى مرحلة تفاوضية.
شروط التصعيد
في مطلع أبريل/ نيسان كان من المفترض أن يتم توقيع اتفاق بين الجيش السوداني والقوات الخاصة، لكن تم تأجيله مرتين، لكن لم يتم الإعلان عن مواعيد جديدة بعد.
ثم أصدر الجيش السوداني إنذاراً نهائياً للقوات الخاصة، مطالبين بمغادرة مروي. وبحسب مصدر عسكري سوداني، حيث نشرت القوات الخاصة عدة مفارز هناك دون إخطار قيادة الجيش السوداني بشأن إعادة الانتشار، ووفقاً لتقارير إعلامية، وصلت تعزيزات من القوات الخاصة من دارفور إلى الخرطوم.
لكن تختلف وجهات نظر الجيش والقوات الخاصة حول الهيكل الأمني المستقبلي ومبادئ تشكيل قوات مسلحة موحدة، حيث تتلخص الخلافات بشكل أساسي في نقطتين رئيسيتين: توقيت إدراج وحدات القوات الخاصة في جيش واحد، وأيضاً حول من الذي يجب أن يصبح القائد العام للقوات المسلحة – عسكرياً محترفاً أو رئيساً مدنياً للدولة، وهذا ما يجب أن يحسم الاتفاق الذي لم يوقع بعد.