واشنطن – (رياليست عربي): لم تكف واشنطن عن إصدار مواقف وتصريحات تصعيدية تجاه موسكو، على الرغم من الحديث عن تقاطعات وتفاهمات أمريكية – روسية في بعض الملفات، كالملف السوري، حيث حيث دار الحديث وقتها، بأن واشنطن لا مانع لديها من أن تلعب موسكو دوراً وسطياً وتوفيقياً بين الأكراد والحكومة السورية.
لكن الأمر يختلف في ملفات أخرى، وقعت أحداث كازاخستان، ولم تخف بعض الأوساط الروسية أن من يقف ورائها هم مهندسو انقلابات وثورات ملونة أمريكيون، ثم ما لبث أن اشتعل الملف الأوكراني مجدداً، وبدأت شيطنة روسيا كدولة تريد اجتياح هذا البلد، وتهديد حلف الناتو والمصالح الغربية.
وفي آخر التصرفات التي تُصنف بأنها تصعيدية، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيراً لرعايا الدولة من مغبة السفر إلى روسيا بسبب التوترات المتصاعدة على طول الحدود مع أوكرانيا، مشيرةً إلى أن السفارة الأمريكية قد تكون لديها قدرة محدودة على مساعدة المواطنين الأمريكيين، وختمت بأن الوضع لا يمكن التنبؤ به إذ يتزايد التوتر بسبب احتشاد القوات الروسية والتدريبات العسكرية في تلك المنطقة.
هذا البيان، سبقه تصرف تصعيدي آخر من قبل واشنطن، حيث أمرت عائلات دبلوماسييها في كييف بمغادرة البلاد بحجة التهديد المستمر بعمل عسكري روسي .
من هذين الموقفين التصعيديين، يتم تصوير روسيا كدولة تهدد دولة أخرى، وبالتالي تهدد من فيها كبعثات دبلوماسية، كما أن التسويق بإمكانية بدء موسكو حرباً على أوكرانياً، يدخل في باب التضخيم الإعلامي، وهي نظرية نفسية دعائية يتم اللجوء إليها في أوقات التوترات، وتهدف لشيطنة الخصم، والتصعيد السياسي ضده، وقد تتبع هذه الاستراتيجية خطوات متممة كعقوبات اقتصادية وتخفيض تمثيل دبلوماسي أو قطيعة سياسية.
بطبيعة الحال فإن الموقف الذي تنحوه واشنطن ودول الناتو في أوكرانيا، هو موقف تصعيدي، إذ تعتبر هذه القوى بأن موسكو تهدد مصالحها، بل ومشروعها هناك، فأوكرانيا التي كانت مصنفة على أنها من دول أوروبا الشرقية، باتت بسبب تواجد الناتو على أراضيها وعلاقاتها المتنامية والقوية مع الغرب، مصنفةً من المعسكر الغربي، أو أوروبا الغربية، والجدير بالذكر أن التقسيمات بين شرقية وغربية في أوروبا لا يعود إلى حدود جغرافية أو تضاريس طبيعية، بل هو تقسيم سياسي أيديولوجي يفرق بين الدول التي كانت ضمن الحلف السوفييتي، وبين الدول التي كانت مع المعسكر الغربي الممثل بأمريكا وبريطانيا وفرنسا حينها.
في النهاية، إن المواقف الأمريكية المذكورة أعلاه، ما هي إلا حلقة ضمن مسلسل من التصعيد الغربي ضد روسيا، وقد تستفز الدول الغربية موسكو، بنشر قوات أو منصات صواريخ في أوكرانيا، بهدف دفع روسيا للتحرك عسكرياً بالفعل وإثبات تهمة التهديد الروسي لأوكرانيا.
خاص وكالة رياليست.