أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رغبته في تحسين علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، معرباً عن أمله في أن يكون لدى التكتل المكون من 27 دولة رغبة مشتركة أيضاً للمساهمة في تجاوز الخلافات العالقة بين الطرفين.
وقال أردوغان خلال اللقاء: “نحن مستعدون لإعادة علاقاتنا إلى مسارها”، وتابع، “نتوقع من أصدقائنا الأوروبيين أن يظهروا الإرادة نفسها”. طبقاً لموقع “الإندبندنت عربية“.
وذلك يعكس تغيراً واضحاً في لهجة الحوار الذي استعملها أردوغان في الفترة الماضية، ضد دول الإتحاد الأوروبي وبالتحديد فرنسا، وذلك بعد التصريحات المتبادلة بين الجانبين على خلفية الأزمة المندلعة بسبب التدخل التركي في شرق المتوسط، هذا بالإضافة لإستمرار قضية المهاجرين العالقة بين تركيا والإتحاد الأوروبي.
عودة قضية المهاجرين مرة أخرى
عادت اليونان من جديد بمطالبة الإتحاد الأوروبي بالمساعدة من أجل ترحيل المهاجرين إلى تركيا، البالغ عددهم حوالي 1500 مهاجر، حيث رفضت أثينا منحهم اللجوء، كما تواصل أنقرة التمسك بقرارها رفض إستقبالهم.
الجدير بالذكر، أن الإتحاد الأوروبي وتركيا كانا قد توصلا لإتفاق بشأن المهاجرين وذلك عقب الأزمة التي حدثت عام 2015، وتم الإتفاق على أن تعيد تركيا إلى أراضيها طالبي اللجوء المرفوضين في اليونان، وذلك فى مقابل الحصول على مساعدات مالية قدرها 6 مليار يورو.
لكن يبدو أن أنقرة تتهرب فعلياً من إلتزاماتها، حيث تبحث عن الحصول على أقصى إستفادة من هذه القضية وذلك بسبب نفوذها فى الشرق الليبي، والتي تعد بوابة الهجرة الأولى لأوروبا، وهو ما تتخوف منه الدول الأوروبية، بل يبعدهم في بعض الأحيان عن فرض عقوبات جادة على أنقرة، وذلك رغم تطوير بروكسل لآلياتها اللازمة في التعامل مع المهاجرين في الفترة الأخيرة، عما كان عليه الحال في عام 2015.
لماذا لجأ أردوغان لتخفيف حدة الخطاب مع الإتحاد الأوروبي؟
تعاني تركيا فى الفترة الأخيرة من أزمة إقتصادية صاحبها إنخفاض ملحوظ لقيمة الليرة التركية، إضافة لتداعيات فيروس “كورونا” على البلاد، هذه العوامل سببت تذمراً واضحاً في الشارع التركي تجاه حكومة حزب “العدالة والتنمية” الحاكم منذ عام 2002.
لكن يبقى العامل الأهم هي العقوبات الإقتصادية التى فرضتها بروكسل على أنقرة، خاصة مع الإحتمالية الكبيرة التي كانت منتظرة لفرض عقوبات أكثر حدة على أنقرة، وذلك في القمة الأوروبية المرتقبة في مارس/ آذار المقبل، لكن يبدو أن الأمور باتت أقرب للإنفراج بين الطرفين خاصة بعد تصريحات أردوغان، والزيارة المنتظرة لوزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” لبروكسل والمقررة فى يوم 21يناير/ كانون الثاني، إضافة لزيارة رئيسة المفوضية الأوروبية ” أورسولا فون دير لاين” ورئيس المجلس الأوروبي “شارل ميشال” إلى تركيا فى نهاية الشهر الحالي.
بالنتيجة، تركيا لا ترغب في أي صدام حالياً مع الأوروبيين في ظل هذه الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد، خاصة أن زيادة حدة العقوبات الأوروبية على أنقرة ستؤثر بشكل كبير على الإقتصاد التركي المنهك وهو ما قد يسبب غلياناً في الداخل التركي، في ظل التراجع الملحوظ لشعبية الرئيس أردوغان وحزبه الحاكم “العدالة والتنمية”، إضافة لذلك توتر العلاقات التركية – الأمريكية في الفترة الأخيرة، وما قد يحدث إذا قامت الإدارة الأمريكية الجديدة بالتصعيد في ظل استمرار تحركات تركيا الإستفزارية في الشرق الأوسط.
فريق عمل “رياليست”.