لندن – (رياليست عربي): قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الثلاثاء إن جونسون سيطلب من السعودية إدانة العدوان الروسي على أوكرانيا في محادثات في وقت لاحق هذا الأسبوع، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
ورداً على سؤال عما إذا كان جونسون سيطلب من السعودية إدانة تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، قال المتحدث “بالتأكيد”، وأضاف في تصريحات للصحفيين “نريد قطعاً توسيع التحالف المناهض لأفعال بوتين”.
بريطانيا التي خرجت من التكتل الأوروبي مؤخراً، عادت لتفعيل دورها السياسي على الساحة الدولية، بعد أن كانت إلى حد ما تعمل في الظل نتيجة انضمامها للاتحاد الأوروبي، لكن بعد الانحساب الذي بدا اليوم أنه غير بريءـ ما يعني أن الدور الانكليزي أكبر بكثير مما كان يتوقع البعض، لندن وعبر بناء سياستها الخارجية في ضوء قوتها القديمة خاصة في المرحلة الاستعمارية تحاول اليوم استثمار كل الأزمات الدولية المفتعلة من قبل القطب الأحادي الدولي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فمن جهة تريد واشنطن ولندن، إنهاك دول الاتحاد الأوروبي، والقضاء على أي حلم في الاستقلالية عن الوصاية الأمريكية إن جاز التعبير.
ومن جهة أخرى، القوة الروسية، قوة لا يمكن الاستهانة بها، وهذا ما يفسر الحملة الشرسة عليها من قبل اتحاد الغرب كله بما فيهم سويسرا الدولة المعروفة بحيادها والتي يبدو أنها أجبرت على كسره، ناهيكم عن المنظمات الدولية التي أثبتت هي الأخرى أنها ليس إلا أدوات تمارس صلاحياتها وفقاً لما يمليه عليها ساسة البيت الأبيض.
روسيا تنبهت للوضع الذي يعمل الغرب على تمريره، المشكلة الأساس ليست في توسع الناتو على حدودها، بقدر ما هو تطويقها بالمعنى الدقيق، فقد تم الكشف عن وجود ثلاثين معملاً بيولوجياً في أوكرانيا، وهذه المعامل لولا أن دورها سري وخطير لما تم وضعها ضمن الملفات السرية، وهذا الأمر ربما يعيد الشك في كل الأمراض المستحدثة على مستوى العالم، لكن بقضاء روسيا على المعامل البيولوجية في أوكرانيا، كان رد فعل الغرب هستيرياً فبريطانيا لا تريد للقوى الغربية النهوض بالتعاون مع روسيا وهذا كان مؤكداً وبالأخص ألمانيا وفرنسا، فمع إضعافهم يعني السيطرة عليهم.
أما على مستوى الشرق الأوسط الهش والضعيف دونما حروب، فمخططاته محفوظة في الأدراج، فالتقسيم هو شعار الديمقراطيون الأمريكيون، الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن منذ ان كان نائباً لسلفه الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، كان يملك ملفات تقسيم العراق المقسم أساساً، وملف تقسيم العراق، وليس من حظ سوريا أن تشهد حكم بايدن الذي يسعى إلى تقسيمها هي الأخرى، فضلاً عن أن السعودية ليست أفضل حالاً، وحتى وإن كانت تعلم ما هو مرسوم لها، لكن أمام الدهاء الأمريكي ربما في مكانٍ ما ستكون عاجزة عن المقاومة، وهذا يعني أن احتمال الانصياع السعودي للطلب البريطاني في الحصول على إدانة ضد روسيا ليس مستبعداً، فهم يعملون على شل روسيا اقتصادياً وإخراجها من المناطق أجمع ووضعها في عزلة تامة.
بالنتيجة، لا خوف على روسيا، رغم أن ما يحدث اليوم فاق كل التوقعات، لكن ما يبعث على الارتياح أن معظم تلك الدول إن لم نقل جميعها هي بحاجة روسيا وليس العكس، وقد اختبرت موسكو سابقاً في فترة الاتحاد السوفيتي العنجهية الغربية بالتالي، تعرف تماماً كيف تقاوم حتى تغير مسار العالم من القطبية الواحدة التي ألحقت الضرر بالعالم أجمع، وهذا اليوم يبدو أنه أقرب مما مضى بكثير، وما الحرب الروسية على أوكرانيا إلا بداية رسم معالم جديدة لإصلاح ما أفسدته الإدارة الأمريكية وأعوانها.
خاص وكالة رياليست