واشنطن – (رياليست عربي): أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن، مكالمتين منفصلتين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية، تزامناً مع تصاعد التوتر الحالي، طبقاً لموقع قناة “CNN عربية“.
وقال البيت الأبيض، في قراءة لما ورد في مكالمة بايدن ونتنياهو، إن الرئيس الأمريكي “أثار مخاوف بشأن سلامة وأمن الصحفيين وعزز الحاجة إلى ضمان حمايتهم”، وأكد الرئيس بايدن مرة أخرى “دعمه القوي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية من حماس”، فقد أعرب أيضاً عن قلقه على الشعب الفلسطيني.
خيارات بايدن
إن المتابع للأحداث الإسرائيلية – الفلسطينية تبين عمق الهوّة التي وقعت فيها إسرائيل جرّاء تصعيدها غير المسبوق، يقابل ذلك تصعيد حركتي حماس والجهاد الإسلامي، الأمر الذي خرج عن التوقعات الإسرائيلية فيما يتعلق بقوة الردع الجديدة التي تحظى بها الفصائل الفلسطينية خاصة بعد أن وصلت صواريخها إلى قلب العاصمة تل أبيب، وهي سابقة لم تحدث قبلاً، يُضاف إلى هذا التصعيد، وأيضاً لم يكن في دائرة الحسابات الإسرائيلية وهي انتفاضة عرب الـ 48 من حملة الجنسية الإسرائيلية في رسالة واضحة أن الوضع لا يمكن أن يكون شبيهاً للحروب السابقة على قطاع غزة، حيث تضامن الشعب الفلسطيني بعضه مع بعض في كل المدن الفلسطينية.
ومما لا شك فيه أن تصاعد العنف لا يهدد إسرائيل وحدها بل يهدد أيضاً الدول الداعمة لها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، فمن جهة لا يريد بايدن أن يكون كما سلفه الأسبق باراك أوباما، بل يريد أن يتميز عنه عبر اتباع سياسة مستقلة به، عنوانها العريض دعم إسرائيل لكن من خلال التهدئة، إذ ان الاتصالات التي قام بها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليست بالضرورة أن تكون لوقف الحرب، بقدر ما هي جانب إرضائي لتل أبيب، لكنه لا يريد أن يتحمل لوحده هذا الملف لما قد يعود عليه بالضرر بالعديد من الملفات، لذلك يعمل على تهدئة آنية وأن تكون إسرائيلية خالصة، خاصة وأن معلومات تتحدث عن انتهاء العملية كما قالت أوساط إسرائيلية يوم الخميس المقبل.
الأهداف الأمريكية
مما هو معلوم أن الملف الإسرائيلي – الفلسطيني الآن لا يشكل أولوية أمريكية، الأولوية الآن هي الملف النووي والتقارب مع إيران، بايدن يدرك جيداً، أن أي تصرف متهور قد يطيح بكل التفاهمات الأخيرة التي وصلوا إليها في المفاوضات والتي أرجئت على خلفية الحرب الإسرائيلية الحالية فهي لا تريد مواجهة إيران في الموضوع الفلسطيني، وعليه تكمن التهدئة المرتقبة لكن بمراعاة كل الأطراف، إذ أن أي موقف أمريكي يدعم إسرائيل علناً من شأنه العودة إلى المربع الأول وبالتالي لا يمكن أن تفرط واشنطن بكل تلك الجهود التي بذلتها للوصول إلى غايتها التي تريد.
وفي سياق متصل، تدرك الحكومة الإسرائيلية، الأهداف الأمريكية، ولإحراجها، دائماً ما يصرح ساستها عن دعم الولايات المتحدة لهم في حربهم هذه، متذرعة بالاتصالات التي قام بها بادين شخصياً مع نتنياهو، لكن وبذات الوقت، تعي تل أبيب جيداً، أنها لم تحقق أية مكاسب خاصة وأن خسائرها باتت تقدر بالمليارات جراء هذا التصعيد.
وهنا يتبادر سؤال مهم، هل من الممكن أن تتزعزع العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية؟
مما لا شك فيه أن ذلك غير ممكن نهائياً، لكن تريد الولايات المتحدة أيضاً ضمان مصالحها في الشرق الأوسط، وما يعنيها منه أمرين اثنين، العراق والملف النووي، ولن تسمح حتى لحليفتها بزعزعة مخططها في هذا الخصوص، وبالتالي، رغم اتصالات بايدن مع نتنياهو، إلا أن الملف الإسرائيلي – الفلسطيني ليس أولوية، الأولوية الملف الإيراني.
خاص وكالة “رياليست”.