1-إنتشرت وحدات من الجيش السوري في عددٍ من القرى والبلدات في شرق الفرات، بريف محافظة الحسكة، وتحديدا في قصر يلدا شمال غرب بلدة تل تمر والذي كانت تتخذه القوات الأمريكية قاعدة لها في المنطقة، وبموازاة ذلك تموضعت القوات السورية قبل بعض الوقت في كل من قرى السلماس وأم الخير وغرناطة في الريف الغربي لبلدة تل تمر، وثبتت نقاطها، لإستكمال إنتشارها لتكون على تماس مباشر مع القوات التركية، إلى جانب ذلك، تصدى الجيش السوري لمحاولة تسلل مجموعة من القوات التركية باتجاه نقاط عسكرية منتشرة في قرية الأهراس ومحيطها شمال غرب تل تمر، وحدوث إشتباكات إنسحب على إثرها الجنود الأتراك من المنطقة.
2-احتلت القوات التركية قريتين هما جان تمر شرقي والشكرية في منطقة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، لتقطع بذلك طريق تل تمر – رأس العين، يأتي ذلك بالتزامن مع قصف تركي عنيف بالسلاح الجوي لعدد من الأحياء في مدينة رأس العين، وعلى الرغم من توقيع النظام التركي على الهدنة إلا أن شهود عيان من المنطقة أكدوا مواصلة القوات التركية قصفها للأحياء السكنية، الأمر الذي أسفر عن مقتل 8 مدنيين وإصابة 25 آخرين، في قرية أم الخير ومنطقة زركان في محيط المدينة، ما نتج عنه إنسحاب قوات سوريا الديمقراطية، لتصبح رأس العين تحت السيطرة التركية.
3-جددت قوات سوريا الديمقراطية دعوتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على تركيا للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، لجهة إستمرار القوات التركية بخروقاتها من قصف جوي ومدفعي وصف بالعنيف، وعدم فتح ممرات إنسانية لإسعاف المصابين والجرحى، جاء ذلك في بيان بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
4-قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر: إن الولايات المتحدة مستمرة في الانسحاب من المناطق السورية، ولن تساهم في أي خطوة مع تركيا نحو إنشاء المنطقة الآمنة، إلا انها ستبقى على إتصال معها ومع الأكراد في محاربة تنظيم داعش في حال إعادة نشاطه في المنطقة.
5-تهدد تركيا بإستئناف قتالها في شرق سوريا، مطالبة بإنسحاب الإرهابيين “الأكراد” على حد تعبير خلوصي آكار وزير الدفاع التركي في تصريحات له، مؤكدا إستعداد بلاده الذهاب إلى أي مكان لقتالهم، يأتي ذلك ردا على واشنطن لعدم تنفيذ الاتفاق حول وقف إطلاق النار بشكل كامل.
6-بموازاة ذلك، قال مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، إن دخول الجيش السوري إلى المناطق التي إنسحبت منها قوات سوريا الديمقراطية هو إعلان حرب على تركيا لقيام الدولة السورية بحماية الأكراد، وبالتالي سيلقى الرد المناسب من تركيا. مشددا على أن المنطقة الآمنة ستشمل شرق الفرات كاملا بما فيه محافظتي الرقة ودير الزور.
7-أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بحثا خلال اتصال هاتفي أهمية دفع عملية التسوية في سوريا، بما في ذلك عقد الاجتماع الأول للجنة الدستورية، إذ أكد الجانبان على أهمية دفع عملية التسوية السياسية السورية، يأتي هذا الإتصال في وقت تواصل فيه تركيا عمليتها العسكرية في الشرق السوري، وعلى خلفية ذلك بادر الجانب الألماني إلى الإطلاع على كامل المستجدات من خلال ذلك الإتصال.
من هنا، لا تزال قوات سوريا الديمقراطية تعوّل على الولايات المتحدة إنقاذها من تركيا، فلو لم تنسحب القوات الأمريكية من المنطقة لما تطورت الأمور إلى ما هي عليه اليوم، الأمر الذي يوحي بأن القوات الكردية قبلت التفاوض مع دمشق لقلة خيَارتها، وأنها في حال عودة أمريكا ستنقلب على الدولة السورية، بينما الانسحاب الأمريكي يفسر على أن الإدارة الأمريكية لا تريد مواجهات مع أنقرة في الملعب السوري، مما قلب المعادلة على حليفيها التركي والتركي، بعد إستلام الجيش السوري لمعظم المناطق التي إنسحبت منها القوات الكردية.
إلا أن الخطاب الأمريكي لا يخلو من اللهجة الشديدة الواضحة لتركيا، بانها لن تشارك ولن تكون طرفا في هذه الحرب، ولن تسمح لأنقرة بإرتكاب جرائم حرب بحق الأكراد، الأمر الذي قابله تصريحات شديدة بذات السياق من المسؤولين التركيين، بأنهم سيكملون المعركة ضد الأكراد والجيش السوري، معلنين انهم يريدون الإستيلاء على كامل شرق الفرات، وبالتالي سينسف هذا الامر كل التفاهمات السياسية، ففي حالة الخسارة التركية ستخسر مشاريعها المرتقبة من توطين اللاجئين إلى إنشاء المنطقة الآمنة، في ظل رفض دولي كامل لهذه العملية العسكرية، من خلال فرض عقوبات إقتصادية على النظام التركي والبدء في عزلة دولية إن نفذت واشنطن تهديداتها.
إعداد فريق عمل “رياليست”