1-رصدت وسائل إستطلاع روسية على مدار يومين متتاليين عمليات نقل أسلحة وراجمات وصواريخ ومدرعات من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة إلى ريف حلب ومحيط مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب، بالتزامن مع تحضيرات من قبل جماعة الخوذ البيضاء لإستفزازات كيميائية في محافظة إدلب وإتهام الدولة السورية لاحقاَ، يأتي ذلك بعد عودة المعارك إلى محيط إدلب وأخذ قرار التحرير سوريّاً وروسيّاً، فبات أسلوب الإستفزازات الكيماوية تعطيلاً لسير المعارك ونقلها إلى المجتمع الدولي والتحقيق حولها، ما يمنح التنظيمات الإرهابية متسعاً من الوقت لتقوم بتجهيز نفسها مجدداً من قبل الدول التي تقدم الدعم لها.
2-بعد سيطرة الدولة السورية على مدينة دوما في ريف دمشق مطلع العام 2018، ضمن مصالحة تسوية، هاجم مسلحون مجهولون حاجزاً للجيش السوري بالرصاص الحي، ويعتبر هذا المعبر الوحيد الذي يربط دوما بدمشق، هذا الهجوم، هو الأول من نوعه بعد قرابة عام على التحرير، إلا انه لوحظ في الفترة الأخيرة عودة كتابة عبارات مناوئة للدولة السورية على جدران الأبنية في المدينة، الأمر الذي يشير أن هناك خلايا نائمة، لكن بعد بعض التحقيقات تم إعتقال عددٍ من المشتبه بهم ريثما يتم الكشف عن الجًناة، ويشار إلى أنه لم تسجل وفيات إنما بعض الإصابات وتم نقل العناصر المصابة إلى مشافي العاصمة دمشق.
3-بعد العملية العسكرية التركية على شمال شرق سوريا، إزدحمت الجيوش في تلك البقعة من البلاد، كالقوات الأمريكية والفرنسية وقوات التحالف الدولي، والقوات الروسية والسورية وقوات قسد، إضافة إلى الأتراك، فيما تمركزت القوات السورية في محافظتي الرقة والحسكة بعد الاتفاق مع الأكراد، إضافة إلى وجود حامية من القوات السورية في مطار القامشلي التابع لمحافظة الحسكة، حيث قطع الجيش السوري الطريق امام رتل عسكري أمريكي كان يمر من المنطقة ومنعه من التقدم، ما إضطره إلى الانسحاب والتراجع من حيث أتى، حيث تم توثيق هذا الأمر بالصوت والصورة من داخل المطار، وبحسب مصدر مطلع أن هذه الحادثة هي الثالثة تم توثيق إثنتين منها من قبل قوات الجيش السوري.
4-تمكنت وحدات من قوات الجيش السوري من السيطرة على مواقع جديدة في شمال شرق سوريا، وتحديداً في ريف محافظة الحسكة الشمالي، حيث إنتشروا بالقرب من محطة مبروكة للطاقة، الأمر الذي أدى إلى السيطرة على مناطق واسعة من قرب الطريق الدولي – الحسكة – حلب، يأتي ذلك بالتزامن مع تعزيز قوات الحشد الشعبي العراقي لقواتها من اللواء الثامن بالقرب من الحدود مع سوريا، في منطقة جزيرة الحضر جنوبي مدينة الموصل، وذلك لمنع تسلل أي عناصر من تنظيم داعش بعد معلومات تتحدث عن نقل واشنطن للمئات منهم إلى العراق.
5-شهدت محاور ريف إدلب الجنوبي الشرقي ومحور كبانة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، عمليات إستهداف بالرشاشات الثقيلة والقذائف بين الجيش السوري والتنظيمات الإرهابية المسلحة، على إثر ذلك، نفذ سلاحا الجو السوري والروسي سلسلة غارات على مواقعهم ملحقين أضراراً وإصابات مباشرة بينهم، خاصة وأن تلك المناطق تشهد فلتان أمني وإنتشار لعمليات القتل والتفجيرات دون معرفة الأسباب المؤدية إلى ذلك.
الملف السياسي:
6-قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن في منتدى الدوحة: “لم يعد أحداً يهتم بتغيير النظام السوري ويمارس الضغوط الكافية لرحيل الأسد”، الأمر الذي يعطي تحوّلاً تركيّاً تجاه الملف السوري ومن قلب الدوحة، أي أن العد العكسي قد بدأ لفتح صفحة جديدة مع الحكومة السورية، بعد التأكد من حسم هذا الملف مهما طال أمده لصالح الدولة السورية.
7-في حادثة ليست الأولى من نوعها، لكنها دليل إضافي على دور منظمة الخوذ البيضاء السلبي في سوريا، فلقد قُتِل ثلاثة أشخاص من هذه المنظمة ضمن سيارة إسعاف كانت تحوي قنابل ومتفجرات على أطراف محافظة إدلب، حيث كانت وجهتها نحو مناطق في ريف حماة الشمالي، ويكرر هؤلاء نقلهم للأسلحة بسيارات الإسعاف لعدم رصدها من قبل طائرات الإستطلاع الروسية، ما يمكنهم التجول بحرية، إلا أن غطائهم إنكشف وعليه سيتم إتخاذ التدابير اللازمة لذلك.
8-الطريق الدولية التي تربط منطقتي عين عيسى وتل تمر بشمال شرق سوريا، بطول يتجاوز 130 كلم، خرجت تركيا منه بشكل نهائي، في تنفيذ أول مرحلة ضمن مذكرة تفاهم سوتشي بين تركيا وروسيا في الشمال السوري، وإنجاز تحييد جانب من طريق حلب –الحسكة “إم فور” عن العمليات العسكرية، الامر الذي يعتبر إنجازاً ويسجل كنجاح للمساعي الروسية التي تدعم الحل السياسي في سوريا.
9-إنتهكت القوات الأمريكية منطقة سيطرة الدفاع الجوي الروسي في الشمال الغربي من سوريا، إذ أرسلت القوات الجوية الفضائية الروسية مروحية هجومية من طراز (كا-52) لإعتراض طائرة مسيرة أمريكية في تلك المنطقة، حيث لم يكن لها فرصة للنجاة، إلا انها إستطاعت العودة دون إصابتها، وتندرج هذه العلمية ضمن الإستفزازات الأمريكية المستمرة للقوات الروسية الموجودة في سوريا.
10-أرسل قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي تهنئة لرئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بمناسبة فوز حزبه وإعادة توليه المنصب مجدداً، طالباً منه تعزيز العلاقات والعمل المشترك في سوريا لحماية مكتسبات قسد والقضاء على داعش إضافة إلى إيجاد حلول ديمقراطية، لتحظى المنطقة بجيش وقوات جديدة تضاف إلى الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والآن بريطانيا، لتأمين تنفيذ المشروع الكردي في المنطقة.
في النتيجة: إن الوضع الميداني في سوريا عموماً لم يعد بزخم معارك أعوام2015 -2016 -2017- 2018، حيث عادت معظم المناطق ضمن ما بات يعرف بالمصالحات وتسوية أوضاع من يريد العودة إلى وطنه، في وقت تتركز المساعي السياسية والعسكرية في الشمال والشمال الشرقي من البلاد، بعد أن تمركزت قوات أجنبية كثيرة هناك، إلا أن الولايات المتحدة ترتقب إنتخاباتها في العام الجديد “2020”، حيث يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إيجاد مخارج وحلول لمعظم الملفات التي شهدتها البلاد دون إغفال مصلحة الأمن القومي الإسرائيلي في المنطقة، في وقت تسعى تركيا إلى كسب المزيد من الوقت عبر إتباع سياسة الشدة واللين بعد أن عادت وإتجهت أنظارها نحو ليبيا، وتوقعات بمزيد من الفوضى الداخلية في تركيا، إلا أن الملف السوري سياسياً وعسكرياً يرتبط بشكل وثيق بما يحدث في لبنان والعراق، خاصة وأن الأوضاع فيهما خرجت عن الطابع السلمي وستشهد الأيام المقبلة فوضى ودم في الشارعين وبالتالي يتخوف في ان تمتد شرارة هذه الأحداث مجدداً إلى الداخل السوري في ظل وجود أرضية لذلك بسبب الأوضاع المعيشية التي تسبب بها الحصار الخانق على سوريا.
فريق عمل “رياليست”