أنقرة – (رياليست عربي): قالت وزارة الدفاع التركية، ليلة الأحد، إن جنديين تركيين قُتلا وأصيب اثنان آخران، في هجوم على عربتهم المدرعة في شمال سوريا، مشيرة إلى أن القوات التركية شنت هجمات “انتقامية” على الفور، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وذكرت وزارة الدفاع التركية في بيان على تويتر: “نيراننا العقابية ضد المواقع الإرهابية مستمرة”. لكن وسائل إعلام قالت إنه وقع في منطقة الباب التابعة لمحافظة حلب، وقالت أنقرة إن الهجوم وقع في المنطقة التي نفذت فيها عملية “درع الفرات” عبر الحدود عام 2016 ضد مسلحي تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية السورية.
الصحوات السورية
إن مقتل جنود أتراك ليس الأول من نوعه في الشمال السوري، إذ سبق وأن تم استهداف جنود أتراك في مناطق متفرقة، من مناطق سيطرة القوات التركية في الشمال الغربي، والشمال الشرقي من سوريا، إلى جانب استهداف قوات أمريكية أكثر من 4 مرات حتى الآن، على الرغم من أن الثقل العسكري التركي أو الأمريكي هو الأقوى والأكثر عدداً وعتاداً، إلى جانب الفصائل الإرهابية المسلحة الموالية والمدعومة من أنقرة، لكن هناك تخوف حقيقي من تشكل صحوات سورية على غرار العراقية، حتى من الجانب الكردي، الذي صرّح مؤخراً أن لا حل أو اقتراب من حل الأزمة السورية إلا مع انسحاب القوات التركية، دونما التطرق للقوات الأمريكية.
هذا الأمر مقلق للأمريكيين، إلا ان تركيا، لا تزال تملك أوراقاً رابحة في سوريا، وجيشاً كبيراً سواء من قواتها أو من الفصائل الإرهابية، بالتالي، هذا المخطط غير مطروح نهائياً، حتى لو كلف الأمر قيام حرب جديدة، خاصة في سيطرة الأتراك على مناطق حيوية في الشمال السوري، وبنفس الوقت متاخمة لحدودها البرية.
الحل السياسي
إن التقارب الروسي – التركي وإن بدا أنه في كثيرٍ من تفاصيله مقلقاً لروسيا، مع التقارب التركي – الأمريكي، في ضوء ما يحدث في أفغانستان والعرض التركي المقدم لحماية مطار كابول بعد الانسحاب الأمريكي، أو بما يتعلق بأوكرانيا، هذه العوامل وغيرها، لربما تبيّن أن أنقرة تتفوق على موسكو فيها، إلا أن الصمت الروسي في الحالة السورية أمر يبعث على القلق، خاصة وأن لها تجربة بما يتعلق بالحرب الأرمينية – الأذرية، وحتى أيضاً بالأزمة الليبية.
بالتالي، إن إمكانية الحل جاهزة ومتاحة ومتوفرة والأطراف المعرقلة واضحة هذه العرقلة ليست وليدة اللحظة بل منذ سنوات، فإن لم تتحرك روسيا للبدء بإيقاف تركيا ضمن سياسة واضحة تنهي هذا الصراع أو أن التمادي التركي سيصل إلى الحدود الروسية إن لم تتحرك موسكو قريباً، خاصة أيضاً مع استمرار العدوان الإسرائيلي المستمر والذي طال مؤخراً مدينتي حمص وحلب، دونما أن يتحرك أحد لإيقاف هذا الأمر.
الأوضاع اليوم أصبحت مقلقة، لأن الرد التركي على مقتل جنودها تم في مناطق خفض التصعيد، بالتالي هذا خرق واضح للاتفاق الروسي – التركي، خاصة وأن الأخيرة لطالما تجاهلت اعتداءات الفصائل الإرهابية، لكن وإن اقترب الانتقام من مناطق سيطرتها، فهذا يعني أن هناك محاولات لتغيير الواقع الميداني قد لا يكون ذي نتائج كبيرة الآن، لكن مع القادم من الأيام يبدو أن الأوضاع ستزداد سخونة.
خاص وكالة “رياليست”.