ما هي إنجازات جهاز المخابرات الإسرائيلية التي يمكن التحدث عنها علناً بعد مرور 70 عامًا؟ بفضل ماذا ولمن خلق الإسرائيليون واحدة من أكثر أجهزة المخابرات نفوذا في العالم؟ على هذه الأسئلة و غيرها أجاب الكاتب و الخبير الإسرائيلي أفيغدور إسكين وكالة أنباء رياليست.
رياليست: ما هي العوامل التي ساهمت في النجاح التاريخي للموساد في حماية إسرائيل؟
أفيغدور إسكين: منذ الأيام الأولى للاستقلال ، اضطرت إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد العدوان من جيرانها العرب، و ذلك من خلال سيطرتها على أقل من 21 ألف كيلومتر مربع. فكان شعور القلعة المحاصرة حقيقة يومية لبلدنا و لسكاننا. لذلك ، شعر موظفو هذا الجهاز بمسؤوليات متزايدة.
من الواضح أنهم كانوا مدفوعين بمواجهة هذا الواقع بشكر أكثر جدية، بسبب إنشغال الشركاء الأمريكيين في فيتنام أو الشركاء الروس في سوريا. ومن هنا جاءت مقاربة الموساد التقليدية: لا شيء مستحيل. هناك مهمة ، ولا يمكن أن تكون مستحيلة.
كان العامل المهم في هذا النجاح هو العلاقة مع يهود الشتات، وكذلك وصول اليهود من جميع أنحاء العالم إلى إسرائيل. لا يقوم الموساد عادة بتجنيد اليهود في الخارج. ومع ذلك ، فإن الاتصال مع الشتات يسمح لنا بالحصول على تقديرات دقيقة لما يحدث حولنا. ففي بعض الأحيان يكون تقييم المصدر المفتوح الدقيق والمتوازن أكثر أهمية من نجاحات العميل السري. لذلك فالقاعدة الفكرية للموساد ليس لها مثيل في العالم.رياليست: أنت تؤمن بأن الموساد هو أكثر بكثير من مجرد جهاز استخبارات. ماذا تعني “أكثر من ذلك بكثير” في هذه الحالة؟ افيغدور اسكين: الموساد لا تنحصر مهمتها في جمع المعلومات ولكنها تشارك أيضا في العديد من الأنشطة الموقعة باسمها لذلك تختلف عن بقية أجهزة الاستخبارات الأخرى في العالم على سبيل مثال قام الموساد بنقل اليهود من الدول العربية الى إسرائيل وفيما بعد من ايران كما ساهم الموساد في القاء القبض على المجرمين النازيين واشهرهم ادولف ايخمان.
كما شارك الموساد في عمليات مكافحات الإرهاب وأيضا لعب دورًا هامًا بل وقياديًا في عمليات السلام مع مصر وهو أيضا السبب وراء بناء الجسور مع العالم العربي و هذا ما يميز الموساد عن بقية أجهزة الاستخبارات الأخرى حيث نعتبر أن جهاز الموساد هو صانع للسلام.
رياليست: الموقف العام للموساد تجاه ايران يختلف كليًا عن موقف جيش الدفاع الإسرائيلي ، بالرغم من ان قيادات الموساد هي عسكرية في المقام الأول، ما الذي يفسر هذا الاختلاف في وجهة نظرك؟
أفيغدور إسكين: ربما لم يكن الإختلاف بين الإدارتين كثيرًا، بل كان بين أشخاص مختلفين في جوهره. كان رئيس الموساد السابق مائير داغان مقتنعًا بأنه يمكن مواجهة البرنامج النووي الإيراني من خلال العقوبات والعمليات الخاصة، دون أن يؤدي ذلك إلى تدخل عسكري كبير. في حين وزير الدفاع السابق إيهود باراك يعتقد أنه كان من الضروري ضرب المفاعل النووي الإيراني. كما نعلم، تم ترجيح وجهة نظر داغان.
رياليست: كيف تحدد مساهمة الموساد في بناء الجسور بين إسرائيل والدول العربية من حيث النسبة المئوية؟
أفيغدور إسكين: الحساب صعب هنا. يمكن القول بثقة أن الموساد يلعب دورًا رائدًا في مبادرات السلام فيما يتعلق بالعالم العربي. وبدون ذلك ، لما كانت إسرائيل في وضع مواتٍ اليوم.
*المقالة تعبّر عن رأي الكاتب
أفيغدور إسكين -كاتب إسرائيلي، خاص لوكالة أنباء “رياليست” الروسية.