الرياض – (رياليست عربي): قال التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يقاتل الحوثيين في اليمن إنه توقف عن شن هجمات قرب صنعاء ومدن يمنية أخرى لأنه يريد “تهيئة الأجواء السياسية للمسار السلمي” في اليمن، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وأدلى المتحدث باسم التحالف بهذا التصريح ونشرته وسائل إعلام رسمية سعودية بعد تقارير إخبارية عن هجوم على موقع تابع للحوثيين المتحالفين مع إيران قرب العاصمة اليمنية صنعاء، ونفى المتحدث باسم التحالف تركي المالكي هذا التقرير وقال “الأنباء الواردة باستهداف التحالف للفرقة الأولى مدرع بصنعاء غير صحيحة”، وتابع قائلاً “لم يتم تنفيذ عمليات عسكرية بمحيط صنعاء وأي مدينة يمنية أخرى خلال الفترة الماضية”، وأضاف “عدم تنفيذ أي استهداف يهدف إلى تهيئة الأجواء السياسية للمسار السلمي”.
حل مرتقب
إن إعلان التحالف عن وقف أي هجمات عسكرية، يبدو أنه جاء نتيجة جملة من التفاهمات، من خلال ضغط من جانب الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، والضغط الإيراني على الحوثيين، من جهةٍ أخرى، إذ لا بد من تقديم التنازلات في مكانٍ ما لتذليل صعاب الاتفاق النووي، وعلى الرغم من حديث واشنطن المستمر حيال الشراكة الاستراتيجية بينها وبين العربية السعودية، وأنها أساساً في منطقة الخليج لحماية شركائها من الأخطار المحيطة – في إشارة إلى إيران – لكن مع أول مصلحة تتجه نحو التحقيق، رغم عشرات الاستهدافات من جانب الحوثيين على المملكة إلا أن القوات الأمريكية لم تحرّك ساكناً.
المملكة اليوم تطمح إلى أن يكون لها دور في الاتفاق النووي الذي سبق وأن رفضته إيران، لكن التقارب السياسي والدبلوماسي سبق وأن شجعت عليه طهران، خاصة حل المشاكل العالقة بالحوار، قبل الذهاب إلى مفاوضات النووي، لم تكن واشنطن لتسمح بأي شكل من أشكال الحوارات، لأن أساس وجودها هو إيران والحد من الخطر الإيراني على حد قولها، بالتالي، تغيرت المعادلة اليوم وأصبح لزاماً على جميع الأطراف إيجاد مخرج حقيقي لطي صفحة النزاع اليمني، الذي لم يرضخ لكل الإغراءات الغربية بما فيها رفع اسم الحوثيين عن لائحة الإرهاب الدولي.
هذا الأمر يذهب باتجاه أن الأرضية باتت مواتية اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، المملكة العربية السعودية اليوم تعيد رسم سياستها الخارجية وفق مبدأ الجميع رابح، خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها، على الأقل تعطل مشروع خطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “2030”، هذه المؤشرات تبين أن الاتفاق النووي قاب قوسين أو أدنى، والأزمة اليمنية ستسدل ستار الحرب وتعلن نهاية الأزمة أيضاً، فعندما تتوفر الإرادة الحقيقية للولايات الأمريكية، تتوقف الحروب، وتوجد الحلول، ما يعني أن مفاتيح حل كل ملفات المنطقة بيد واشنطن.
خاص وكالة “رياليست”.