موسكو – (رياليست عربي): اعتبر الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن مواقف الدول الغربية وروسيا، حول الأزمة الأوكرانية لا تزال متباينة، رغم المحادثات هذا الأسبوع حول مسألة الأمن في شرق أوروبا بالكامل.
وقال بيسكوف: “هناك بعض التفاهمات بيننا، ولكن بشكل عام، مبدئياً، يمكننا أن نقول الآن إن مواقفنا متباينة بالكامل، وهذا أمر ليس بجيد، بل إنه أمر مقلق”.
وفي لقاء حول هذا الملف وتطوراته الأخيرة، قال الدكتور عمرو الديب، مدير مركز خبراء “رياليست”، الأستاذ المحاضر في العلاقات الدولية، في جامعة نيجني نوفغورود الروسية، لـ “فرانس 24“:
أكدت روسيا أكثر من مرة أنها لن تغزو أوكرانيا وأن الخيار العسكري مستبعد حتى الآن، نافية كل الاتهامات في هذا الصدد.
ما هي الخيارات المطروحة أمام موسكو في ظل هذا الجمود والخلاف الحاصل بشأن أوكرانيا؟
يقول الدكتور الديب، إن الجمود الحاصل بين روسيا والغرب بشكل عام، والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، تم الاتفاق عليه في الاجتماعات الأخيرة في 10 يناير/ كانون الثاني – 13 يناير/ كانون الثاني الجاري، حيث تم الاتفاق على تجميد هذه الخلافات ومواصلة الحوار، وصدر في هذا السياق بياناً للخارجية الأمريكية، جاء فيه “الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي – الناتو يدعوان روسيا إلى المفاوضات والمناقشات مرة أخرى”.
بالتالي، مبدأ المفاوضات والمحادثات، ومحاولة حل تلك الخلافات هو أمر موجود، لأن أي مواجهة عسكرية مباشرة، هي مستبعدة تماماً.
هل أصبحت الأزمة كلعبة الشطرنج؟
يرى مدير مركز خبراء رياليست، أن كل طرف ينتظر خطوة الطرف الآخر ليبادر بخطوته، خصوصاً وأن الولايات المتحدة الأمريكية ليس في مصلحتها نهائياً زيادة مستويات العداء الكبير بينها وبين روسيا، في ظل أن لديها عداء أكبر وأخطر مع الصين، هذا الأمر هو المحرك الأساسي للخارجية الأمريكية حالياً.
ونجد ذلك حتى في التهديد الأمريكي لروسيا في حال اجتاحت الأخيرة أوكرانيا، نجدها لم تتحدث أبداً عن مواجهة عسكرية، ولكنها فقط هددت بعقوبات اقتصادية.
ويتابع الدكتور الدديب، في معرض سؤالٍ حول امتلاك روسيا لسلاح قوي جداً وهو سلاح الغاز، الأمر الذي يقلق الأوروبيون والأمريكيون على حدٍّ سواء، إن من مصلحة روسيا بيع الغاز لأوروبا، ومن مصلحتها أيضاً عدم السماح لأي بائعين آخرين للاستحواذ على سوق الغاز، سواء الغاز المُسال أو غيره، روسيا مهتمة بهذا الأمر ولكن ما دار في الفترة الأخيرة، هو محاولة من الجانب الروسي للضغط على السماح لمشروع “نورستريم 2” بالإسراع بمنح موافقات تتعلق به من جانب ألمانيا والاتحاد الأوروبي، بشكل عام.
ولكن، نؤكد هنا، انه حتى الولايات المتحدة، رضخت للإدارة الألمانية السابقة بعدم توقيع عقوبات قوية على مشروع “نورد ستريم2″، خاصة مع العلم أن هناك مصلحة لألمانيا أيضاً في هذا المشروع، وكذلك مصلحة روسيا واضحة تماماً، خاصة لجة استتباب الأمور.
ما هي التوقعات بما يتعلق بالفترة القادمة بالنسبة لكل طرف؟
يقول الدكتور الديب، إن التوقعات التي ستحدث، هي استمرارية الحوار والمحادثات، أما موضوع الاجتياح الروسي لأوكرانيا، فهذا أمر لن يحدث مطلقاً، لأنه لا يصب بمصلحة روسيا نهائياً، لكن إذا أرادت روسيا ضم شرق أوكرانيا كما شبه جزيرة القرم، لكانت ضمته منذ العام 2014، حيث كان هناك استفتائين في هاتين الجمهوريتين غير المعترف بهما، الانضمام إلى روسيا، ولكن روسيا لا تريد هذا الأمر، لكنها أرادت فقط ضم شبه جزيرة القرم بموجب استفتاء قانوني، ولكن لا مصلحة لديها داخل الأراضي الأوكرانية سوى منع نشر أسلحة لحلف الناتو على أراضي هذه الدولة.