نور سلطان – (رياليست عربي): ما يجري من أحداث أمنية متصاعدة وخطيرة في كازاخستان، تشترك فيها قوى إقليمية ودولية، بإجماع المراقبين والمحللين، وغالبية هؤلاء قالوا بأنها محطة في مسلسل الصراع الغربي – الروسي – الصيني.
ما هي الاستراتيجيات التي اعتمدها مخططو تلك الأحداث؟
وزير الدولة الكازاخستاني، إيرلان كارين، قال إن بلاده واجهت هجوماً إرهابياً هجيناً قد يكون هدفه زعزعة الاستقرار في البلاد ثم تنفيذ انقلاب فيما بعد، نافياً أن يكون ما حدث قد اعتمد أسلوب الثورة الملونة، خاتماً بالقول إن الظروف في كازاخستان مختلفة عن الدول التي تمت هندسة ثورات ملونة فيها.
وبالنظر إلى مصطلح الحرب الهجينة، نرى أنه تم تطبيقها في سوريا، ويعتمد أسلوب الحروب هذا على الجمع بين جميع أنواع الحروب، العسكرية التقليدية والضربات الخاطفة، إثارة الفتن والخلافات في المجتمعات، إزكاء حروب العصابات والمدن واستهداف المجتمعات، الحرب الإعلامية والنفسية والناعمة، الحرب السيبرانية وحرب المعلومات، وطبعاً العزلة السياسية والعقوبات والحصار الاقتصادي.
ورغم أن ما حدث في كازاخستان هو في بدايته، وهناك فرصة لتطويقه لا سيما مع انطلاق المحادثات الروسية – الأمريكية في جنيف، إلا أن أسلوب الحرب الهجينة التي تم اعتماده في سوريا، كان مغرياً لمخطط قلب الأنظمة السياسي فيما يخص كازاخستان.
وفي التحليلات أن روسيا سوف لن تسمح بمضي ذلك المخطط كونه على حدودها هي والصين، بالتالي فإن حرباً هجنية في كازاخستان على غرار الحرب السورية، سيتم وأدها، وتفعيل معاهدة الأمن الجماعي بإشراف الروس والدول المنضوية ضمن معاهدته تلك.
وفي حال كانت الأحداث اتسعت وتطورات بشكل سلبي أكثر في كازاخستان، لكان أكبر تهديد للأمن القومي الروسي خلال العصر الحديث، فلو سار هذا البلد على ذات الطريق الذي سارت عليه سوريا خلال سنوات حربها، لكانت تحولت إلى خزان آخر للمقاتلين المتطرفين الذين يضعون موسكو وبقية المدن الروسية نصب أعينهم. وهذا ينطبق أيضاً على الصين العملاق الاقتصادي الذي بات يثير الأدرينالين في العروق الأمريكية.
خاص وكالة رياليست.