كييف – (رياليست عربي): مع اقتراب موعد الهجوم الروسي المفترض على أوكرانيا، يبدو احتمال اندلاع النزاع بين الدولتين واردا للغاية، طبقاً لوكالات أنباء.
مع فشل المخطط في كازاخستان، والذي كان عنوانه العريض إشعال الفوضى ونشرها في آسيا الوسطى، كلمة السر كانت (أوكرانيا)، لم توفّر كييف أو الغرب وقتاً، ليعود الحديث مجدداً عن احتمالية اندلاع نزاع مع الجانب الروسي، الذي أكد مراراً طالما الأمر لا يمس أمنه القومي، فالغلبة للمفاوضات السياسية، لكن إذا اضطر، فهو يملك خبرة كبيرة في خوض الحروب بكافة أشكالها وأنواعها، خاصة تلك التي تمس أمنه بشكل مباشر.
وردت كييف هذه التفاصيل إلى تقارير استخباراتية غربية أكدت أن روسيا، التي حشدت قوات ضخمة على حدود أوكرانيا، تستعد لغزو الأخيرة بحلول نهاية يناير/ كانون الثاني الجاري، أي خلال 20 يوماً، في وقت يبدو أن الانجرار الأوكراني خلف حلفائها الغربيين سيودي بها إلى الهاوية، لأنه وإن وقعت الحرب فعلاً ستنصل الجميع من مساعدتها، وكان هناك تصريح سابق لوزير الدفاع البريطاني “بن والاس” يؤكد هذا الأمر تحت ذريعة أن أوكرانيا ليست عضو في حلف شمال الأطلسي، بالتالي، لا يمكن خوض الحرب إلى جانبها.
وخلال هذه الأيام المتبقية، تلعب المفاوضات بين روسيا والغرب دوراً مفصلياً في نزع فتيل الأزمة، خاصة أن موسكو هددت بإجراءات عسكرية في حال لم يتم تلبية المطالب الأمنية التي تقدمت بها.
في المقابل، لم يتجاوب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع الدعوات الغربية، إلا بمنحهم مطالب أمنية “مستحيلة”، مثل تقليص وجودهم العسكري شرقي أوروبا، وضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف “الناتو”.
وبهذه المطالب، يجعل بوتين، وفق ما يراه الغربيون، أن الأزمة الحالية لا تتصل بأوكرانيا فحسب ولكن بأمن أوروبا والغرب، في وقت لا يعتقد أحد أن المفاوضات التي تجري هذا الأسبوع بين موسكو والغرب ستتمكن من حلحلة الأزمة فوراً.
وبدو أن المؤشر الرئيسي على ما إذا كانت الأزمة الحالية ستتحول إلى حرب أو تخف حدتها، يتعلق برغبة الكرملين الحقيقية في الحوار، حيث يعلق الغرب كل التوترات بروسيا متناسياً تحريضه المستمر على إشعال الحرب أو على الأقل التلويح بها، فالتوقعات الغربية تتحدث عن محاولة روسية لإفشال المحادثات، متناسين ان الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن كان قد قال خلال مكالمة هاتفية مع نظيره زيلنيسكي بأنه لن يسمح لروسيا بالمساس بأوكرانيا، وسيقدم كل مساعدة مطلوة في هذا الخصوص، وضمنياً المساعدة العسكرية من بينها ما يفسر التناقضات الغربية التي لا تعلم ماذا تريد من إشعال الأوضاع.