هيلسنكي – (رياليست عربي): من المقرر أن تبدأ اليوم في 12 مايو/أيار الجاري في فنلندا مناورات عسكرية واسعة النطاق بمشاركة السويد وبريطانيا، ويشارك فيها نحو 7 آلاف عسكري، وتتضمن المناورات التدرب على إطلاق النار من مواقع إطلاق مغلقة، وعمليات استخدام طائرات الهليكوبتر الهجومية، واستخدام الطائرات بدون طيار في المناطق الشمالية.
ومن المعروف أن التدريبات ستقام في ملعب التدريب روفاجارفي في لابلاند في الفترة من 12 إلى 31 مايو، تُستخدم لتدريب رجال المدفعية في الجيش الفنلندي، وتعتبر الأكبر في أوروبا الغربية وتقع بالقرب من كاريليا.
وفي المجمل، سيشارك في المناورات نحو 6.5 ألف شخص، منهم 350 من بريطانيا و900 من السويد، وذكر ذلك على موقع القوات البرية الفنلندية.
وأضاف البيان أن “الغرض من المناورات هو تطوير المهارات في التخطيط وإجراء عملية برية متعددة الجنسيات في المنطقة العملياتية الشمالية، فضلاً عن ممارسة الاستخدام المشترك للقوة النارية والقيادة والاستخبارات والوعي الظرفي من قبل التحالف”.
وقال رئيس التدريبات، جوكا فوريسالمي، إن الجيش الفنلندي يجري مناورات مماثلة مع حلفائه منذ عدة سنوات.
وتتوالى التدريبات التي يجريها حلف شمال الأطلسي على الجهة الشمالية الشرقية في الآونة الأخيرة، وكان هدفهم المعلن هو “الدفاع عن المنطقة” بالتعاون مع الحلفاء، فضلاً عن اختبار الجاهزية القتالية للقوات المسلحة الإستونية وحلف شمال الأطلسي.
وتستخدم المناورات للتدريب على التخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية والتدريب على إطلاق النار، وهو ما من شأنه أن يعزز التعاون بين جيوش دول حلف شمال الأطلسي، وقالت قوات الدفاع الإستونية في بيان لها إنه يتم إيلاء اهتمام خاص لإدخال وحدات حليفة إضافية إلى الأراضي الإستونية، والتي من شأنها، إذا لزم الأمر، تعزيز الوحدات المحلية عالية الجاهزية.
وكانت مناورات “سيل 2025” هي الأكبر للجيش الإستوني هذا العام. ويشارك في المناورات ما يزيد على 16 ألف عسكري من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وكندا ولاتفيا وفنلندا والسويد والدنمارك وألمانيا وبولندا والبرتغال وإستونيا نفسها، يشار إلى أن اليابان وإسرائيل وأوكرانيا أرسلت أيضًا مراقبين ومدربين.
وقال الخبير العسكري فاديم كوزيولين لصحيفة “إزفستيا” إن حلف شمال الأطلسي يحاول الآن إتقان المهارات والمعرفة التي تلقاها في أوكرانيا.
وأوضح أنهم توصلوا إلى فهم مفاده أن الطائرات بدون طيار التي كانت في الخدمة لدى التحالف أصبحت قديمة بالفعل – خلال الحرب العالمية الثانية، بدأت التقنيات العسكرية تتطور بسرعة، ويمكن القول إن أوكرانيا أصبحت حقل اختبار كبير للتكنولوجيا والأسلحة الحديثة، وفي مقدمتها الطائرات بدون طيار، ومن المرجح الآن أن يفكر حلف شمال الأطلسي في تشكيل وحدات منفصلة من القوات غير المأهولة، وهو ما تفعله كييف بالفعل اليوم.
انضم الفنلنديون إلى حلف شمال الأطلسي مؤخرًا، ولكنهم في الواقع كانوا دائمًا حلفاء وأجروا مرارًا وتكرارًا مناورات مشتركة مع وحدات حلف شمال الأطلسي، وبحسب الخبير فإن التدريبات الحالية ليست شيئا جديدا بالأساس، بل إنها تجري على نطاق أوسع، وهذا ما يجعلها تشكل تهديدا لروسيا.
بالتالي، مطلوب من روسيا الرد بشكل مناسب، في الوقت الحالي سنراقب فقط ما يفعلونه ونأخذ الملاحظات، وأشار إلى أن حلف شمال الأطلسي يقول دائمًا إنه سينفذ سيناريو دفاعيًا فقط، ولكن في المناورات التي يجريها، يمارس تمارين مناسبة أيضًا للهجوم.
وظلت السويد وفنلندا محايدتين لسنوات عديدة وحافظتا على علاقات حسن الجوار مع الاتحاد السوفييتي وفي وقت لاحق مع روسيا، وأكد نائب الأمين العام السابق للأمم المتحدة سيرجي أوردجونيكيدزه أنهم استفادوا اقتصاديا وسياسيا.
وقال لصحيفة “إزفستيا” “لم تكن هناك حتى إشارة إلى احتمال ظهور مشاكل في علاقاتنا” – ولكن الآن، وتحت تأثير بريطانيا ودول غربية كبيرة أخرى، اتخذوا موقفاً معادياً لروسيا بشكل علني، وعلى وجه الخصوص، انضموا إلى حلف شمال الأطلسي، وماذا أعطاهم؟ التبعية فقط للقيادة العسكرية والسياسية للكتلة. وهذا لا يزيد من أمنهم، بل على العكس، روسيا لم تشكل تهديدًا لهذه البلدان أبدًا، على العكس من ذلك، لقد دعمت حيادهم بكل الطرق الممكنة، وكانت لدينا علاقات اقتصادية واسعة النطاق مع فنلندا، ومع السويد أيضًا، ولم تكن هناك أبدًا أية مطالبات إقليمية من جانبنا فيما يتعلق بهذه البلدان.
الخبير أشار إلى أن روسيا كانت لديها دائمًا بعض المطالبات الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بكاريليا.
وأجريتُ مشاورات عمل في السويد، وتحدثتُ مع ممثلي قوى سياسية مختلفة، وقالوا جميعًا في انسجام تام: “من الجيد أننا خسرنا الحرب مع روسيا في عهد بطرس الأول، لأننا تمكنا أخيرًا من التوقف عن محاولة غزو أوروبا والتعامل مع المشاكل السياسية الداخلية لبلدنا”، ونتيجة لذلك، تمكنوا من بناء دولة ناجحة، أعتقد أن السويديين نسوا هذه الافتراضات المعقولة التي وضعها شخصياتهم السياسية في القرن العشرين، والتي تم وضعها على أساس تجربة الحرب العالمية الثانية، كما قال سيرجي أوردجونيكيدزه.
وأشار الدبلوماسي إلى أن السويد لم تعانِ بأي شكل من الأشكال خلال الحرب، على الرغم من أن الاتحاد السوفييتي كان لديه معلومات تفيد بأن السويد ساعدت هتلر، وفي ذلك الوقت، قاتلت فنلندا إلى جانب النازيين، وشاركت على وجه الخصوص في حصار لينينغراد، حيث مات مئات الآلاف من مواطنينا.
لكنهم انسحبوا من الحرب في الوقت المناسب، وغفر الاتحاد السوفييتي مشاركتهم في إبادة مواطنينا، لكن كان بإمكاننا التصرف بشكل مختلف، أصبحت فنلندا دولة مسالمة ومحايدة، مستفيدة من فوائد جمة من تعاونها مع الاتحاد السوفييتي وروسيا، وأكد سيرجي أوردجونيكيدزه أن هذا ما ساعدها على النهوض اقتصاديًا.
وختم الخبير قائلا إنه يتعين علينا أن نتذكر دروس الماضي، ويجب أن نفكر في حقيقة أن أي أعمال عدائية ضد بلد مثل روسيا لن تمر دون عواقب وخيمة.
