موسكو – (رياليست عربي): يستمر التوتر بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والدول الأوروبية من جهة أخرى على خلفية الملف الأوكراني، حيث تتكرر عبارات مثل التصعيد والحرب والمواجهة، وهي إشارة إلى مدى تأزم الوضع السياسي والدبلوماسي بين الأفرقاء الدوليين.
فقد دعا ديمتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي لبذل قصارى الجهد لتجنب الحرب، بما في ذلك الاشتباكات بين روسيا والناتو، مؤكداً أن رفض واشنطن تقديم الضمانات الأمنية سيعقد الوضع كثيراً، مشيراً إلى عدم رغبة بلاده في الحرب، مؤكداً أن الطريقة الوحيدة لتجنب ذلك هي المفاوضات.
مدفيديف أوضح أن روسيا لم يعد لديها مكان لمزيد من التراجع، وأن الناتو يزحف بالفعل إلى حدود روسيا والخطوط الحمراء باتت قريبة جداً، مشيراً إلى أنه حتى في حال عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو، قد يتم نشر الأسلحة على أراضيها تحت غطاء الاتفاقات الثنائية.
تصريحات ميدفيديف تأتي في سياق الرسائل المتبادلة بين الروس والغرب، وهي تحمل في طياتها تهديدات ووعود مبطنة على الرغم من تغليفها بعبارات دبلوماسية تهدف للتهدئة في ذات الوقت، ولكن ماذا لو قام الناتو بنشر أسلحة على أراضي أوكرانيا؟
المطالب الروسية وفقاً لما قاله ميدفيديف باتت واضحة، وهي عدم نشر أية أنواع من الأسلحة للناتو على الأراضي الأوكرانية تحت أي ذريعة سواءً كانت اتفاقيات ثنائية أو غيرها، قد يقوم الناتو بعمل استفزازي لروسيا عبر نشر منظومات صاروخية وهو يحضر لذلك فعلاً، أو قد يلجأ للحد الأدنى من الأسلحة التي يمكن نشرها، مثل القطع البرية المدفعية والعربات المصفحة والدبابات وبضعة مئات من الجنود، لكن هذه الأشياء قد تكون كفيلة بحد ذاتها لإثارة الغضب الروسي، وبالتالي قيام موسكو بردة فعل ما حيال ذلك.
الأوضاع الاقتصادية والصحية والسياسية في العالم والشرق الأوسط لا تسمح بتصعيد كبير كالذي يحدث بين روسيا والغرب في أوكرانيا، فهو بطبيعة الحال سيؤدي إلى ردات فعل بين هؤلاء المتخاصمين، على ساحات دول أخرى، كسوريا وليبيا واليمن وكازاخستان.
خاص وكالة رياليست.