باريس – (رياليست عربي): من الحكمة والموعظة والنصح، أن نقرأ التاريخ ، لأخذ العبر والحكم والدروس: سواء كان ذلك علي الصعيد الذاتي والشخصي أو المجتمعي أو المؤسسي أو الدولي .
بالنظر الي الواقع والحاضر الذي نعيشه، والظروف والمناخ والأحداث التي تمر بالبشرية والإنسانية، في أغلب ومعظم الأحداث والمواقف هي تكرار لما مرت به البشرية في التاريخ والماضي البعيد والقريب، فنجد المؤامرات و الخونة ووضع الصغير مكان الكبير و الجاهل مكان العالم والآفاق مكان المخلص والفاسد مكان المصلح والكاذب مكان الصادق، تلك نفس الأسباب التي بسببها سقطت دول وأمم وحضارات اخري في السابق، الدولة الأموية والعباسية والأندلس والعثمانية والرومانية والفارسية والبيزنطية، وغياب العدالة والمساواة وانتشار المظالم، هذا بجانب عوامل أخرى اقتصادية واجتماعية وسياسية، نتيجة للفساد الإداري وانتشار الواسطة والمحسوبية، وبطانة و مستشاري السوء، والركض وراء الترف ونزوات وشهوات، وحب متع الدنيا .
ترى المسؤولون كل في موقعة يكرر أخطاء وكوارث الماضي، ولا يرى أن تلك السياسات والقرارات تسببت في مصائب وكوارث سابقة، الكساد والتضخم العالمي في أواخر عشرينات القرن الماضي .
وان سياسات الحروب والدمار والقتل والحصار والتجويع، هي تكرار للحروب السابقة، المغول والتتار، والحروب الصليبية، و الأولى والثانية ، وفيتنام والبوسنة والهرسك وغيرها والتي أسفرت عن مئات ملايين البشر، ناهيك الصراعات المسلحة الاهلية ، والخارجية.
ومن أجل نشر الأمن العالمي والاستقرار الدولي أنشأت المنظمات والمؤسسات العالمية، تحت غطاء الأمم المتحدة ، (ومن قبلها عصبة الأمم) تفرع منها منظمات أخري تابعة، مالية واقتصادية وحقوقية وقضائية لتكون حائط سد ومانع وقائي لعدم نشوب تلك الحروب وهذه الصراعات، ولكن هيهات سرعان ما أصبحت تلك المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية مرتع للفساد والفاسدين وزمر من الفاشلة من مدمني الشهرة والظهور الإعلامي( Media) و مدعي العلم والمعرفة، والحكمة والنصح والارشاد.
بل إن هناك بعض الأشخاص قد بلغوا من الكبر عتيا : يظهرون في البرنامج ووسائل الإعلام لسرد أحداث وحكايات وحوارات وحواديت تحت عنوان أسرار، معظم بل كل اشخاصها ماتوا وغير موجودين، وهنا سؤال مهم، هل هؤلاء الناس كانوا امناء في أعمالهم ووظائفهم؟ وكيف يسمح لهم بذلك؟ وكيف نصدقه بانة كان كاتم أسرار ومؤتمن ومحل ثقة المسؤولين؟
وآخر يتحدث عن أسرار وجود كائنات فضائية في كواكب أخرى مستشهداً بكتب وتقارير ودراسات ملفقة وغير علمية، و مجهولة المصدر .
بل إن أغلب المواد الإعلامية في برامج الفضائية هي عن النميمة والفضائح والزواج بنوعية (السري والمعلن) والطلاق، والرياضة، والطبخ، والمهرجانات واحتفالات العروس وأعياد الميلاد، والأبراج وقراءة الطالع والحوادث والجريمة والنصب والاحتيال، وغيرها من المواد التي تستهلك الوقت والعمر هباء .
وأخيرا: فإن سمة الجد في الهزل، والهزل في الجد، يؤكد كل ذلك على أن الإنسان مازال يعيش في يم الجاهلية الأولى، والحاضرة، وأنه لم يستفد قدر أنملة من أحداث وتجارب الماضي والتاريخ، وكما قال الملائكة الكرام لله رب العالمين ” قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
حقا نتيجة مدرسة التاريخ وللأسف لم ينجح أحد.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.