إلتقى وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، نظيره الروسي سيرجيه لافروف في العاصمة الروسية – موسكو، للإرتقاء بالتبادل التجاري والإقتصادي مع روسيا، إلى مستوى يقابل حجم التعاون السياسي والعسكري بين البلدين، إضافة إلى أن سوريا وفي إعادة هيكلة علاقاتها الإقتصادية ستعطي الأولوية للشركات الروسية.
إن العلاقات السورية – الروسية نشات منذ عهد الإتحاد السوفيتي إبان حكم الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، حيث تم توقيع أول إتفاقية بين الجانبين في العام 1971 حول إستثمار الإتحاد لميناء طرطوس السوري، وعقب إنهيار الإتحاد، حافظت هذه العلاقات على مستواها المتقدم مع كل الرؤساء الذين حكموا الإتحاد الروسي وإلى يومنا هذا، حيث يعتبر الأخير أن سوريا بموقعها الإستراتيجي الموقع المتميز لبقاء الروس وسيطرتهم في البحر الأبيض المتوسط والذي هو بوابة لهم للولوج إلى كل منطقة الشرق الأوسط.
فلقد شهدت العلاقات بين الجانبين منذ سبعينيات القرن الماضي إزدهاراً ونموّأً في مختلف الأصعدة وفي مقدمتها الصعيد العسكري ومن ثم الاقتصادي.
فزيارة الدكتور المعلم إلى موسكو، تؤكد أن الأفضلية في المرحلة الحالية والقادمة هي للدولة الحليفة روسيا التي شاركت وساهمت مع سوريا في دحر الإرهاب دون إغفال الفيتو الأول في مجلس الأمن الذي حال ووقف في وجه من أراد تدمير الدولة السورية ووضعها تحت البند السابع وغير ذلك لاحقاً.
على الصعيد العسكري: يتميز السلاح السوري بأنه صناعة روسية، تم تطوير وصناعة بعض القطع منه بإيادٍ سورية، بتدريب خبراء روسيين من خلال تبادل الزيارات على هذا الصعيد قبيل الحرب السورية، فلقد دخل السلاح الروسي بثقله في معارك العام 1967 والعام 1973 مع الجيش الإسرائيلي، وصولاً إلى العام 2011 مع بدء الحرب على سوريا التي إستملت من الإتحاد الروسي منظومة إس -300 الصاروخية.
على الصعيد التجاري: يشكل ميناء طرطوس التجاري منفذاً بحرياً هامّاً لروسيا على البحر المتوسط، حيث قامت الدولة الروسية مؤخّراً بإستئجاره لمدة 50 عاماً، فلقد أعلن نائب الرئيس الروسي يوري بوريسوف في وقتٍ سابق عن خطط روسية لتطوير ميناء طرطوس تجاريّاً، كما أن موسكو تعتزم تحديث الميناء بقيمة 500 مليون دولار على شكل إستثمارات خلال الأربع سنوات القادمة.
وللغايات التجارية والإقتصادية، تم إنشاء مجلس أعمال روسي – سوري، الذي يتمتع بشخصية إعتبارية ويسعى للوصول إلى علاقات سورية – روسية عالية المستوى بما يعود بالنفع على البلدين الحليفين.
من هنا، إن العلاقات الروسية – السورية تتمتع بأهمية كبيرة نظراً لحاجة كلّ منهما إلى الآخر، خصوصاً سوريا، على الصعيدين العسكري والإقتصادي، فروسيا هي متنفس الدولة السورية للتصدير خاصة المنتجات الزراعية، وكذلك للإستيراد، إضافة إلى أن وجود قواعد عسكرية روسية في سوريا أعطى هامشاً كبيراً من الأمان للشعب السوري، فإعادة الإعمار أمر حتمي، لكن العقود والإستثمارات والتي تقدّر بمئات مليارات الدولارات سيكون لروسيا حصّة الأسد فيها، والإستثمارات الأكبر، وما زيارة الوزير المعلم إلا تأكيداً على هذا الأمر والذي بدأ يطبّق فعلياً على أرض الواقع خاصّةً في المدن والبلدات المحررة كتحديث معمل الأسمدة وسط البلاد، وتأهيل الطرق وغير ذلك.
فريق عمل “رياليست”