قال الكولونيل سوني ليجيت المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان على وقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “إن الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية ضد مقاتلين من حركة طالبان في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان، وهي أول ضربة منذ توقيع اتفاق بين الجانبين يوم السبت الفائت في العاصمة القطرية – الدوحة، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
برر الكولونيل ليجيت الضربة بأنها ردّاً على مهاجمة مقاتلين من الحركة لنقطة تفتيش تابعة لقوات الأمن الوطني الأفغاني، معللاَ ان هذه الضربة كانت دفاعية لا هجومية لصد هجوم عناصر من حركة طالبان، يأتي ذلك بعد أقل من أسبوع من توقيع إتفاقية السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في الدوحة بدولة قطر، لإبرام سلام وإلتزام الحركة مدة 14 شهراً، لتأتي العثرة الأولى كبداية لنسف هذا الاتفاق، فلقد قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن واشنطن جاهزة لإلغاء الاتفاق مجرد أن تقوم طالبان بنقضه خلافاً للبنود والشروط الموقعة بين الجانبين.
إن الضربة الأمريكية، تشبه إلى حد ما، الانسحاب الأمريكي من العراق، كقوات عسكرية مقاتلة، والعودة إليه على شكل شركات أمنية تبقي على تواجدهم، وتسوع نفوذهم ضمن الأراضي العراقية، تماماً كالحالة الأفغانية، إنما لن تكون حركة طالبان هي من سيخالف الشروط بل الولايات المتحدة الأمريكية، وستزيد الهجمات الأمريكية على عناصر الحركة مع إقتراب المهلة المحددة للإنحساب، لأنه من المستحيل ترك الساحة الأفغانية وهي حاجة إستراتيجية للولايات المتحدة خاصة بما يتعلق بدول آسيا الوسطى، فمسألة هجوم عناصر من طالبان على نقطة تفتيش هي مسرحية أمريكية، حتى وإن كانت مصورة، تستطيع واشنطن تصوير أفغان من حليفتها حكومة كابول على أنهم ينتمون للحركة، ليصار إلى نقض الاتفاق.
هذا التصرف يجعلنا نتوقف عند خبر مفاده أن الولايات المتحدة مع موت أول حالة بإصابة بفيروس كورونا، طورت لقاح ضد هذا الفيروس وهي بصدد تجربته الآن، إنما عندما إنتشر الفيروس وقتل عشرات الصينين والإيرانيين والإيطاليين، لم تتوصل أمريكا إلى لقاح، ما يؤكد مقالات عديدة حول الحرب البيولوجية الأمريكية ودورها في تركيع وتدمير إقتصاد الدول، فهل ستصعب على الإدارة الأمريكية تطويع طالبان وهي المتأكدة أنها لن تترك أفغانستان وتنسحب تحت أي ظرف، إنما هذا الاتفاق ورقة رابحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تفيده في حملته الانتخابية أملاً في ولاية ثانية، وبعد تطوير لقاح للكورونا، وفي عهد ترامب سيكون الأمر كله لصالحه وهو البطل منقذ البشرية من وباء قاتل.
من هنا، إن التسوية بين دولة عظمى وحركة لليوم وإن أسقطت عنها صفة الإرهاب، هي بنظر واشنطن حركة إرهابية، لكن واشنطن تحتاج إلى إرهاب يمتاز أنه صنع في أمريكا، فتبييض الأموال من تجارة المخدرات من خلال زراعة الأفيون الذي عائداته تذهب كلها للسي آي أيه الأمريكية، وعناصر بلاك ووتر، عدا عن الثروات الأخرى، يؤكد أن واشنطن ستبقى في أفغانستان وإلى أجل غير مسمى لا 14 شهراً كما تدّعي.