برازيليا – (رياليست عربي): أدى لولا دا سيلفا اليمين الدستورية أمام الكونغرس البرازيلي، اليمين الدستوري كرئيس للبرازيل، إيذاناً ببدء ولاية لولا الثالثة في المنصب، وقال لولا دا سيلفا: “أتعهد بالحفاظ على الدستور والدفاع عنه والوفاء به، واحترام القوانين، وتعزيز الصالح العام للشعب البرازيلي، ودعم وحدة البرازيل وسلامتها واستقلالها”.
ودخلت العملية الروسية الأوكرانية، شهرها الحادي عشر وسط إخفاقات عالمية، وخاصةً من جانب الولايات المتحدة في إحلال السلام بين البلدين، بينما أعلن الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إيناسيو دا سيلفا، رغبة وتطلع بلاده إلى إحلال السلام بين موسكو وكييف.
تقارب لاتيني
في تلك الزاوية يرى خبراء، أن لولا دا سيلفا الذي يستهل ولايته الثلاثة التقى رئيستي وفدي روسيا وأوكرانيا، على هامش حفل تنصيبه، وتحدث عن دور بلاده في صنع السلام، ومحاولة تقارب وجهات النظر بين موسكو وكييف.
وبذلك حدد “دا سيلفا” أولى مهامه الخارجية وهي إطلاق مبادرة للسلام والدخول على خط إنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، وسط آمال أن يشهد العام 2023 جهودًا لاتينية في إحراز سلام بين موسكو وكييف فشل في صنعه الأمريكان.
وترغب البرازيل في إحلال السلام وأن يعمل الجانبان على إيجاد أرضية مشتركة لإنهاء الصراع، وبحسب الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية تتزايد التهديدات والتخوفات من نشوب حرب عالمية ثالثة تأتي على الأخضر واليابس في ظل اندلاع حالة استقطاب سياسي وعسكري شديدين بين روسيا التي تدعمها سياسيًا الصين وكوريا الشمالية، بينما يساند فريق غربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، الأوكرانيين ويمدونهم بالمال والسلاح.
وتبذل البرازيل جهودًا بدت ملحوظة في مسار تبني السلام تمهيدًا لعقد اتفاق من خلال تحركات وتصريحات “دا سيلفا”:
* أعلنت البرازيل إيمانها بالدفاع عن سلامة الدول وتبني مسارات الحديث عن ضرورة إحلال السلام بين الأطراف في أزمة موسكو وكييف.
* ؤمن الرئيس البرازيلي المنتخب بضرورة الحوار لإنهاء الحروب وتجنيب العالم ويلات الحرب وكلفتها الباهظة سياسيًا واقتصاديًا عسكريًا.
* سلمت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدينكو، الرئيس البرازيلي المنتخب، تقريرًا عن الأوضاع في بلادها.
* سيزور المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العاصمة برازيليا في يناير الجاري.
* توقعات بأن يسافر الرئيس البرازيلي إلى الولايات المتحدة والصين والأرجنتين في وقت مبكر من ولايته.
روسيا وعام الحسم
ويرى معسكر أخر بالأخص الغربي فشل المحاولة البرازيلية كالمحاولات السابقة في التوصل لصيغة سلام بين موسكو وكييف.
وذلك لأن روسيا من الساعات الأولى للعام الجديد أعطت رسالة للعالم أجمع وليس أوكرانيا أو الغرب فقط مفادها “لا سلام دون القبول بالأمر الواقع”، مستبعدا نجاح أي مساع للحوار في الوقت الحالي.
وتمسّك الرئيس البرازيلي اليميني السابق جايير بولسونارو الذي هزمه لولا في الجولة الثانية بـ”حياد” البرازيل في الصراع في أوكرانيا، كما كان معروف قربه من معسكر أميركا والغرب، وهذا ما جعله يتمركز في خندق الحياد في تلك الأزمة.
تعد روسيا والبرازيل شريكان أساسيان في مجموعة بريكس التي تضم كل من (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).
وفي 15 فبراير 2022، زار الرئيس البرازيلي السابق، بولسونارو، العاصمة موسكو والتقى الرئيس فلاديمير بوتين، قبل أيام من بدء الحرب الروسية الأوكرانية، لضمان استمرار توريد الأسمدة الروسية إلى بلاده؛ القوة الزراعية الرئيسة في العالم.
ورغم تبني حكومة بولسارنو – الرئيس البرازيلي السابق- سياسة الحياد إزاء الحرب الروسية الأوكرانية إلا أنها حرصت على عارضت بوضوح اقتراح أمريكي إقصاء روسيا من مجموعة العشرين في مارس الماضي.
الساعات الأخيرة شهدت تسليم رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، رسالة من الرئيس بوتين، إلى نظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، على هامش مشاركتها في حفل تنصيبه رئيساً لبلاده، تضمنت دعوته لزيارة روسيا.
خاص وكالة رياليست.