القدس – (رياليست عربي): تابع العالم أحداث الجمعة الدامية في فلسطين، نتيجة مخطط لاقتحام المسجد الأقصى على يد مستوطنين يهود، وبالرغم من سقوط القتلى والجرحى برصاص الجنود الإسرائيليين، التزمت أميركا وبريطانيا وربما الغرب أجمع الصمت، لم تخرج الدعوات لعقد جلسات مجلس الأمن، أو تقدم واشنطن مشروع قرار لفرض عقوبات على تل أبيب، أو حتى تكتفي بالتنديد، سكت الجميع وكأن الرصاص الطائر بطريقة عشوائية عبارة عن نغمات موسيقية كلاسيكية يستمعون لها في هدوء.
حتى وسائل إعلامهم تجاهلت الحدث الجلل وسقوط أرواح الأبرياء وصرخات النساء والأطفال وعجز الشيوخ عن الهرولة هرباً من الرصاص، بينما تصدرت كالعادة أخبار العملية الروسية لحماية دونباس في أوكرانيا الصفحات والعناوين الرئيسية في مواقعهم الإخبارية على الشبكة العنكبوتية.
أيضاً لم يعقد الرئيس الأميركي جو بايدن، مؤتمر صحفي في حديقة البيت الأبيض، يصف ما يحدث هناك بالإبادة الجماعة، أو يتهم القيادة الإسرائيلية بإرتكاب جرائم حرب.
ربما تكون المقارنة بين أوكرانيا فلسطين ظالمة خاصة أن الأخيرة لم تستضيف فوق أراضيها المحتلة مختبرات بيولوجية تهدد المنطقة، ولم تسعَ حتى لفرض اللغة العربية وطمس العبرية داخل مدارسها بل العكس هو الصحيح، كما لم تهدد فلسطين جيرانها وتجلب لهم صواريخ الأعداء على حدودهم، ولم يتحول رئيسها محمود عباس رغم التضييق على سلطته إلى دمية تشبه فولوديمير زيلنيسكي، يحكم شعبه ويقرر مصيره بهاتف أرسلته له المخابرات الأميركية.
من واشنطن إلى لندن، سيطر الهدوء على سكان 10 داوننغ ستريت، الذي صنع أجداده في الحكم أزمة فلسطين، لم يخرج بوريس جونسون، ليترك الهواء يداعب شعره ويطلق التصريحات العنترية ضد القيادة الإسرائيلية، ويندد ويدين اقتحام الأقصى.
روسيا لم تدنس مقدسات في أوكرانيا ولم تهدم معابد أو كنائس أو مسجد، جل ما فعلته موسكو حماية أمنها القومي بعدما طرقت أبواب الدبلوماسية لسنوات وكشفت ما يحاك ضدها وربما ضد العالم كافة، ومع ذلك تقاطرت البيانات والعقوبات والاجتماعات، بينما هناك في الشرق الأوسط شعباً مسلوب الأرض والإرادة كل ما يرغب فيه هو العيش بسلام وممارسة طقوسه وعندما تعرض للقمع ودنسة مقدساته التزم الجميع الصمت وفضحت حجارة المقدسين سياسية الكيل بمكيالين التي يتبعها الغرب.
خاص وكالة رياليست.