موسكو – (رياليست عربي): تشهد الجبهة الأوكرانية تصعيداً عسكرياً ملحوظاً مع قيام القوات الأوكرانية بتنفيذ سلسلة هجمات مكثفة باستخدام الطائرات المسيرة والأنظمة الصاروخية، هذه التحركات العسكرية تأتي بالتزامن مع الجهود الدبلوماسية الجارية بين موسكو وكييف، مما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية من وراء هذه الحملة العسكرية المكثفة.
وفقاً لمصادر روسية رسمية، فإن هذه الهجمات المنظمة تشكل محاولة واضحة من قبل القيادة الأوكرانية لإفشال أي فرص للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة. وقد تم رصد استخدام مكثف لأنظمة مسيرة متطورة إلى جانب صواريخ بعيدة المدى، استهدفت بشكل رئيسي مواقع عسكرية ومنشآت حيوية في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية.
الجانب الروسي يرى في هذه التحركات استراتيجية ممنهجة تهدف إلى تأجيج الصراع وإطالة أمد الأزمة. وقد حذرت موسكو من أن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى إضعاف فرص نجاح المسار التفاوضي، مع تأكيدها على حقها في الرد بالمثل على أي استهداف لأراضيها أو منشآتها العسكرية.
على الصعيد الدولي، تباينت ردود الفعل تجاه هذا التصعيد العسكري. بينما أبدت بعض الدول الغربية تفهماً للتحركات الأوكرانية، أظهرت دول أخرى قلقها من أن هذه التطورات قد تعقد المشهد السياسي وتؤخر إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي. كما دعت الأمم المتحدة كلا الطرفين إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات.
في السياق الأوسع، يبدو أن هذه الموجة من الهجمات تعكس تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، حيث تتداخل الاعتبارات العسكرية مع الحسابات السياسية. فبينما تسعى موسكو إلى تحقيق مكاسب ميدانية تعزز موقفها التفاوضي، تحاول كييف إثبات قدرتها العسكرية واستمراريتها في الصراع.
المشهد الحالي يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل المسار السلمي، خاصة مع تزايد المؤشرات على أن كلا الجانبين يفضلان الحل العسكري في هذه المرحلة. هذا الوضع يضع المجتمع الدولي أمام تحديات كبيرة في محاولة إيجاد صيغة توافقية تقبلها الأطراف المتحاربة، مع الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار الإقليمي.
