القاهرة – (رياليست عربي): انتقد باحث في كلية الدفاع الوطني التابعة لأكاديمية ناصر العسكرية العليا في مصر، الموقف الأوروبي المريب تجاه هواجس روسيا والتي دفعتها، تحريك قواتها العسكرية إلى دونباس في أوكرانيا.
وقال الباحث المصري المتخصص في القضايا الدولية، محمد عليوة، إن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية يريدون مزيد من الدماء خاصة من المدنيين للمتاجرة بها علي الساحة الدولية، وصنع حاجز نفسي لدى الشعب الأوكراني مما يصعب مسألة الاندماج مع روسيا في المستقبل.
وتابع، موقف أمريكا والغرب تجاه الأزمة المتعلق بالتجارة بدماء الأوكراني، يأتي إلى جانبه محاولة لتأخير زمن الانتصار الروسي بهدف إيجاد موطئ قدم لهم في أي مفاوضات تتم بين موسكو وكييف لحفظ ماء الوجه، فمن المتعارف عليه أن تتواجد أنظمة الدفاع الجوي في منشآت عسكرية لتغطية كافة أجواء الدولة بما فيها الأهداف الحيوية ذات الطبيعة الخاصة، إنما أن تتواجد تلك المنظومات داخل الأحياء السكنية في شوارع كييف وغيرها من المدن، فهذا يدلل على التضحية بالمدنيين واستخدامهم كدروع بشرية أمام الخصم ، لذلك تتمهل موسكو في التعامل مع تلك الأهداف لتجنب وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين هناك.
وفيما يتعلق بإعلان بولندا والسويد وغيرهم من الدول الغربية، عن إمداد الجيش الأوكراني معدات عسكرية وصواريخ مضادة للطائرات بعد أن أصبحت القوات الروسيه على مسافة قريبة من مقر الحكم الأوكراني، يدل أيضاً على مزيد من الاستفزاز الغربي للروس، ومنح جرعة أمل للقوات الأوكرانية بعد تحطم معنوياتهم من قوة الهجوم الروسي.
الغرب يتآمر على تأخير الانتصار لمزيد من التكاليف والأعباء على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتحسين صورتهم أمام شعوبهم وأمام المجتمع الدولي بعد تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي كشف فيه بتعرضه للخديعة وجره للحرب وتركه يقاتل وحيداً أمام الجيش الروسي.
ونبه إلى أن واحدة من أخطر تداعيات تلك الأزمة على مصير أوروبا والمتوقع أن تمتد لفترة طويلة، أن تشهد القارة العجوز موجة جديدة لصعود اليمين المتطرف وستبدأ في فرنسا قريباً.
الأزمة القائمة بالفعل كشفت عورة القادة سواء للولايات المتحدة الأمريكية أو الغرب في العموم، وربما فقدان شخصيات قيادية في القارة كالمستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، يدفع قادة أوروبا لتبني قرارات كارثية تدفع بالعالم أجمع إلى الهاوية.
ولفت إلى أن الشعب الأوكراني، أصبح من ضحايا الديمقراطية المصنوعة لخدمة مصالح الكبار، ديمقراطية نصبت الممثل زيلينسكي رئيساً على دولة مثل أوكرانيا عديم الخبرة والكفاءة، والذي ارتكب أخطاء كارثية لا تغتفر، وأوقع بلاده وشعبه ضحية للصراع والاستقطاب بين روسيا من جهة والغرب والولايات المتحدة من جهة أخرى، سنحت له الظروف في أكثر من مرة لكي يتخذ قرارات تجنب بلاده ويلات الحرب والدمار، لكنه استمر بعمالة منقطعة النظير في رهانه الفاشل على الوعود التي قدمها له المعسكر الغربي حتى أوصل بلاده إلى الجلوس فوق فوهة بركان.