فيينا – (رياليست عربي): في اجتماع حاسم عبر الفيديو كونفرانس، وافقت دول تحالف “أوبك+” على زيادة إنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يومياً بدءاً من الشهر المقبل، في خطوة تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد مع تعافي الاقتصاد العالمي. جاء هذا القرار بعد نقاشات مطولة بين الأعضاء لموازنة مخاطر زيادة المعروض النفطي مع ضرورة استغلال تحسن الأسعار في الأسواق العالمية، حيث يمثل هذا الإنتاج الإضافي حوالي 0.5% من الإنتاج العالمي.
يأتي هذا التحرك استجابةً لمجموعة من المؤشرات الإيجابية، أبرزها تحسن معدلات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والصين، وزيادة الطلب على الوقود مع بدء موسم الصيف في نصف الكرة الشمالي، بالإضافة إلى تخفيف القيود المرتبطة بالجائحة في العديد من الدول الكبرى. كما ساهم ارتفاع أسعار النفط فوق حاجز 80 دولاراً للبرميل في منح الدول المنتجة الثقة لزيادة الإنتاج دون مخاوف كبيرة من انهيار الأسعار.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن هذه الخطوة تحمل بعض المخاطر، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي لا تزال تواجهها بعض الاقتصادات الكبرى، وإمكانية عودة الإغلاقات مع ظهور متحورات جديدة. كما قد تثير هذه الزيادة خلافات داخل التحالف نفسه بين الأعضاء الذين يسعون لتعويض خسائر السنوات الماضية وأولئك الذين يفضلون الحفاظ على أسعار مرتفعة.
أعلنت السعودية وروسيا – القائدتان الرئيسيتان للتحالف – عن نيتهما التنسيق الكامل لضبط السوق في الفترة المقبلة، مع التأكيد على مرونة سياسة الإنتاج التي يمكن تعديلها سريعاً حسب متطلبات السوق. هذا الموقف يعكس الرغبة في الحفاظ على استقرار أسواق النفط العالمية، مع تجنب تكرار صدمات الأسعار التي شهدتها الصناعة في السنوات الأخيرة.
في الخلفية، يترقب السوق النفطي العالمي تأثير هذه الزيادة على الأسعار، خاصة مع توقعات بتحسن الطلب خلال الأشهر المقبلة. قرار “أوبك+” الأخير يؤكد قدرة التحالف المستمرة على إدارة السوق بفاعلية، مع الحفاظ على توازن دقيق بين مصالح الدول المنتجة وحاجة العالم للطاقة بأسعار معقولة، في وقت لا تزال فيه التحديات الاقتصادية العالمية قائمة.






