شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن تركيا لن تسحب سفن التنقيب من شرق البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا أن الاتفاقية التي أبرمتها مع ليبيا ستطبق بجميع بنودها، وذلك عقب اعتراض كل من مصر وقبرص واليونان على هذا الاتفاق، جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي خلال مشاركته في مراسم ربط خط أنابيب الغاز العابر للأناضول تاناب مع خط الأنابيب العابر للأدرياتيكي تاب.
لبحث آخر التطورات عُقب توقيع مذكرتي التفاهم الأمنية والبحرية، بين أنقرة وحكومة الوفاق الليبية، وتداعيات ذلك على ليبيا، إضافة إلى دول الإقليم والدول المتشاطئة مع الجانبين، في هذا الصدد، يقول الأستاذ فتح الله الفرجاني، لوكالة “رياليست” الروسية”:
لا مواجهة
إن الحساسية بين جمهورية مصر ودولة الإمارات تجاه تركيا ليست وليدة اللحظة، إذ لطالما حذر الرئيس أردوغان من مغبّة أي تدخل، ولكن في حقيقة الأمر هو لا يستطيع أن يدخل في مواجهة فعلية مع مصر والإمارات، لأن الأمر أصبح أمن قومي إقليمي بالنسبة لجمهورية مصر خاصة بعد توقيع مذكرتي التفاهم الغير دستورية وغير قانونية التي تسمح بترسيم الحدود البحرية مع تركيا.
من هنا، يسعى النظام التركي إلى كسب المزيد من الوقت من خلال دعمه المستمر لميليشيات حكومة فائز السراج “رئيس حكومة الوفاق”، بحرياً وجويّاً، فتركيا تحاول الحد من المعارك القائمة، إلى جانب أنها تحاول أن تطيل أمد المعركة العسكرية حتى موعد مؤتمر برلين.
مواقف حازمة
إن رد مصر واضح وصريح على تركيا لجهة تصريحه حول إرسال قوات تركية إلى ليبيا ومساعدة حكومة الوفاق، فالقيادة المصرية لن تسمح لتركيا بإرسال أي قوات تركية إلى الأراضي الليبية، وأن أي عمل فعلي من هذا القبيل سيهدد الأمن القومي لمصر، وعندها لن تقف مصر مكتوفة الأيدي جراء هذا التدخل السافر والغير قانوني، فثقل مصر الإقليمي له تأثير مباشر على الدول الفاعلة في العالم.
أما ما جاء على لسان الرئيس أردوغان حول الدعم الخفي الروسي للمشير خليفة حفتر بعد تصريحاته الأخيرة، يرد الكرملين و يعبر عن قلقه حول احتمال نشر قوات تركية في ليبيا وهذه رسالة واضحة بأنه لا يمكن الإيقاع بروسيا بمثل هذه الأخبار، لكن على المقلب الآخر، صحيح أن روسيا لديها علاقات اقتصادية وصفقات أسلحة مع تركيا، ولكن موسكو لا يمكنها التضحية بموقعها في سوريا أو التحالف ضد مصر في القضية الليبية، باختصار اذا أراد أردوغان مقارعة الجيش الليبي بجنود أتراك على الأرض فإنه سيجبر قوى أخرى حليفة للجيش الليبي للدخول علناً.
خاص وكالة “رياليست” – فتح الله الفرجاني – خبير وباحث ليبي.