باريس – (رياليست عربي): في يوم 26 من شهر أكتوبر من عام 2021، نُشر لي مقال تحليلي على وكالة “رياليست“، تحت عنوان “السودان … سلاماً على سوار الذهب “.
وادعوا السيدات والسادة الكرام لإعادة قراءة هذا المقال، والذي كُتب منذ ما يقرب من عام ونصف، وفي أعقاب أحداث الصراعات السياسية التي تمر بها السودان بين الحين والاخر، حيث تم عزل رئيس وزراء السودان حينها، وكما نوهت في مقالي هذا، بان الصراعات بالسودان، بدأت، وللأسف لن تنتهي
إن السودان يسير على خطى التفكك والانحلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي القبيلي، وهذا وللأسف والحزن الشديد مسار السودان اليوم.
السودان البلد الإفريقي، أكبر الدول الإفريقية، وبالرجوع إلى خرائط العالم، سوف ترى وجود السودان الفرنسي، والسودان الانجليزي، يغطي أكثر من ثلث مساحة القارة، من البحر الاحمر شرقاً وحتى المحيط الأطلسي غرباً.
موقف العالم والمنظمات الدولية
للأسف، وكما هو معتاد في صراعات ومشاكل الشرق الأوسط، يقف العالم والدول والمنظمات الدولية بكافة أنشطتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والإغاثية، موقف المتفرج.
الكل بالا استثناء، يسعى إلى إجلاء الرعايا والأجانب، في حين الشعب السوادني، ليذهب والسودان إلى الجحيم، ومصيره المحتوم، وكأنني أشاهد حلقة من حلقات مصارعة الديوك المشهورة في معظم الدول الإفريقية التي عملت وعشت بها، ولأصحاب الديوك والجمهور يشاهدون الديوك تتصارع حتى الموت، والكل في حالة انبهار واشتياق في انتظار النهاية بموت أحد الديوك، وانتصار الآخر.
وفي الحقيقة إن كلاهما مات، أو أن أصيبوا إصابات قاتلة يستحيل معها البقاء على قيد الحياة بعد انتهاء حلقة المصارعة سوى دقائق أو سويعات معدودة .
منطق اللامنطق
أبناء الوطن يتفاوضون على الوطن، هذا هو منطق العالم السياسي في كثير من دول العالم، الذين ناضلوا وكافحوا من اجل الحرية والاستقلال، والشعارات المبادئ التي حاربت الاستعمار خلال القرن الماضي، وبعد حصول أغلب تلك الدول، وتولي أبناءها زمام الأمور والحكم بها، نفاجئ بأن هذه الشعوب تخلصت من الاستعمار الأجنبي، لتقع وللأسف في براثن الاستعمار الوطني!
فأبناء الوطن الواحد يتفاوضون برعاية الأجانب على وطنهم، يا لا العجب العجاب.
التحليل والتعليق
انتبهوا أيها السادة الكرام من المحللين والخبراء والباحثين والمهتمين بشؤون السياسة الدولية، وإلى الرجوع إلى الذين تخرجوا من مدرسة الحياة، وأصحاب الخبرة والحكمة بالفطرة، السابقين من أجدادنا، قالوا “إن المركب التي لها رئيسيين تغرق” فهل من المنطق والعقل أن دولة وسلطة لها جيشين في آن واحد!، بأي منطق وبأي عقل، إلا في جمهورية الموز، وبلاد الواق واق.
ما هو الحل؟ السودان بين كل حين وآخر يتفكك إلى دويلات، لتهدا الأمور فترة، ثم ما تلبث أن تشتعل الأوضاع بضراوة وقسوة، ليحدث تفاوض وتقسم وتفكك آخر، لذا، ابحث دائماً عن المستفيد من هذا الصراع؟
وهو الأمر الذي يتجلى في الأطراف التي على اتصال بطرفي الصراع، سواء بشكل معلن أو غير معلن، لتعلم من هو المستفيد، ومن هم الذين يمتلكون خيوط ومفاتيح اللعبة؟
لكم ولنا الله يا شعب السودان، وكافة الشعوب، والضحايا وجيوش اللاجئين والنازحين الفارين و … واللذين يعانون من الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاجتماعية والطائفية والمذهبية والدينية، من أجل مصالح المنتفعين والانتهازيين، ومجانين السلطة والحكم والاستبداد، والشكر لدعاة السلام ونشطاء العدالة والإنسانية والحرية ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، وعلى رأسهم “منظمة الأمم المتحدة” التي تعمل من أجل السلم والأمن والاستقرار العالمي والتي أصبحت “جثة هامدة”.
وكذلك كل الشكر للمتلقين وكافة النخب العالمية، اللذين يتقاضون مرتبات هائلة، من اجل إنقاد الفقراء والضعفاء واللاجئين والفارين من الصراعات المسلحة والفقر والاضطهاد، مبارك عليكم أكل أموال ضحاياكم.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر.