أكدت قناة العراقية الرسمية تنفيذ إعتداء، وتغتال كل من نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، مستهدفاً موكبهما قرب مطار بغداد الدولي. يأتي هذا العدوان بعد يومين من مظاهرات إقتحمت مقر السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية – بغداد ردّاً على ضربات جوية أمريكية على مقار للحشد الشعبي العراقي التي كانت قد إستهدفت في وقت سابق معسكراً للجيش العراقي يضم جنوداً أمريكيين حسب تعبير الإدارة الأمريكية.
فبعد الضربات الأمريكية التي ستهدفت مقرات للحشد الشعبي في منطقة القائم غربي العراق أسفرت عن إستشهاد أكثر من 25 من أفراد الحشد الشعبي رداً عمّا وصفته الولايات المتحدة بالنفوذ الإيراني ودعمها للفصائل القتالية، اقتحم المناصرون للحشد الشعبي المنطقة الخضراء التي تضم مقرات حكومية والسفارات والممثليات الدبلوماسية ومن ضمنها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية تأييداً لرفضهم الضربات الأمريكية التي استهدفت مقرات تابعة للحشد الشعبي وليس كما تدعي به الولايات المتحدة بإستهداف مقرات مدعومة من قبل إيران.
وتأتي الضربات الأمريكية بعد تصاعد غير مسبوق بالهجمات الصاروخية بعد تصاعد غير مسبوق بالهجمات الصاروخية التي تستهدف مصالح امريكية في العراق وبعد يومين من هجوم صاروخي استهدف قاعدة “ك1” في كركوك مما أدى إلى مقتل متعاقد أمريكي وإصابة جنود آخرين.
حيث أن، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حمّل إيران المسؤولية المباشرة عما حدث بعد إقتحام سفارة بلاده ومحيطها من قبل بعض الموالين لها كما وصفهم وذلك عبر نشر تغريدة له في تويتر عبر حسابه الشخصي وأن إيران تنسق هجوماً على سفارة بلاده في العراق وتتحمل مسؤولية ذلك العمل بعدما أدى إلى مقتل متعاقد مدني أمريكي وبعض الجنود في القاعدة الأمريكية في كركوك وسنقوم بالرد على ذلك الأمر، في الوقت الذي طالب فيه رئيس الحكومة العراقية المستقيل عادل عبد المهدي المحاصرين للسفارة الأمريكية بضرورة مغادرة محيط السفارة الأمريكية.
فلقد إقتحم مناصرو الحشد الشعبي المنطقة الخضراء التي تضم مقرات حكومية والسفارات والممثليات الدبلوماسية ومن ضمنها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد الأكبر من حيث مساحتها وعدد موظفيها في العالم بعد العمل الذي قامت به القوات الأمريكية. الحكومة العراقية وبأعلى المستويات أدانت الضربات الأمريكية وأنها ستتخذ إجراءات وتدابير من شأنها أن تؤمن سيادة العراق وأمن مواطنيه، وأعلنت الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام على شهداء الحشد الشعبي والقوات المسلحة.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة بعد يوم من إقتحام السفارة الامريكية بإنسحاب المحاصرين لها إستجابة لقرار الحكومة العراقية بهذا الخصوص، وكانت قيادة الحشد الشعبي في بيان لها قد دعت المناصرين الى الإنسحاب من محيط السفارة الأمريكية حفاظا على هيبة الدولة العراقية وأن رسالتهم بهذا الشأن قد وصلت إلى من يهمهم الأمر.
فلقد وصفت إيران وعلى لسان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية بأن ذلك الفعل الأمريكي هو “تصرف خبيث” وبالتالي تعمل الولايات المتحدة على توجيه الإتهام المباشر لإيران بشأن ما يحدث في العراق وبالمحصلة التهمة جاهزة بدعم إيران لفصائل الحشد الشعبي ومحاولة إشعال الوضع وجعله أكثر اشتعالا مما هو عليه الآن أي بمعنى آخر تعمل الولايات المتحدة على تصفية حساباتها مع خصومها في العراق.
خاص وكالة “رياليست” – الأستاذ محمد كريم جبار الخاقاني – باحث سياسي عراقي.