ذكرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أنه ينبغي تعزيز العقوبات الأمريكية على روسيا لتشمل قطاعي المخابرات والدفاع، واللذين قالت إن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت رفعهما من تشريع العقوبات السابق، وقالت بيلوسي للصحفيين “عندما أقر الكونغرس بدعم من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) العقوبات على روسيا، أبلغتنا الإدارة بأن نستبعد قطاعي المخابرات والدفاع الروسيين من العقوبات. كان ينبغي قطعا أن تظل تلك العقوبات. لقد حظيت بدعم الحزبين. والإدارة فقط أرادت استبعادها، ولا أدري لم. لذلك يجب فرضها”، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
قالت بيلوسي للصحفيين، إنها “لا تدري لِماذا لم تشمل العقوبات الأمريكية قطاعي المخابرات والدفاع الروسية، ولأنها لا تدري يجب فرض العقوبات عليهما، من هذا القول، ومع جهل الأسباب، كل مسؤولي الإدارة الأمريكية، يتبجحون بسلاح العقوبات على الدول التي لا تتفق وسياستهم، والأسباب كثيرة ولم تعد مجهولة أو تحتاج تحليلات وسرد، فلم تعق الجائحة واشنطن في زيادة خنق الدول من كل النواحي على الرغم مما يعصف داخلها من مشاكل داخلية، ليس آخرها مسألة العنصرية التي إعتقد البعض أنها إنتهت مع حقبة “مارتن لوثر كينغ”، بل إنها إمتداد لسياسة بطش وإستعباد للبشر، تحت عناوين ومسميات مختلفة.
إن حديث بيلوسي بعد وقت قليل عن عيد النصر الروسي، يضع علامة إستفهام، إلا أن السبب الرئيس هو الصفقة المبرمة بين الهند وروسيا والتي تقدر بقيمة “2.43” مليار دولار أمريكي، والتي هي عبارة عن شراء 33 مقاتلة روسية وتحديث 59 أخرى، ما يضع الولايات المتحدة أمام خسارة كبيرة خاصة وأن آخر زيارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبيل جائحة “كورونا” كانت إلى الهند، والتي تحدث فيها عن شراكات إقتصادية كثيرة، ليأتي الخبر كالصاعقة على مسامع الأمريكيين، وبالتالي ما من إنتقام أفضل من العقوبات على الأجهزة الأمنية والدفاعية الروسية، كرد على هذه الصفقة في وقت ترى أمريكا أنها الأحق فيها.
إن إبتعاد الدول الكبرى والصغرى عن الولايات المتحدة اليوم، أصبح أمراً يثير القلق، فلم تعد هذه القوة يهابها أحد، فجل ما تقوم به هو الكلام، بينما ترى الصعود الروسي رغم الجائحة لم يعقه أي شيء، فكيف تخسر صفقة بهذا الحجم ومن دولة تعتبر حليف أو على الأقل صديق مع الأمريكيين!
من هنا، إن هذه الصفقة ما هي إلا رسالة روسية، بأن الولايات المتحدة فقدت السيطرة على العالم، وحتى شعبها لم يعد يعنيه القانون الأمريكي الجائر ليكون التمرد بدأ من الداخل الأمريكي وإنتقل رويداً رويداً إلى الخارج، في وقت تشهر سلاح العقوبات وتصدر القرارات، فلم تستطع السيطرة على ضبط شارعها وساعتها، ولم تستطع إكتشاف عقار أو لقاح للفيروس المستجد، والتي حاولت إستثماره وإتهام الصين بنشره، وكما ذكرنا أعلاه العوامل كثيرة، لكن أهم نقطة أن واشنطن فقدت بريقها العالمي، وبدأ المنحنى المتعلق بتراجعها يتصاعد، وبوتيرة عالية، فهل تستطيع إيقافه، أم فعلاً بدأت القطبية الأحادية بالتفكك والإنهيار؟
فريق عمل “رياليست”.