موسكو – (رياليست عربي): أصبحت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، والتي بدأت بعد الهجوم الإرهابي في 7 أكتوبر، هي الأطول بين طرفي الصراع في التاريخ، خاصة وأن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو هو المستفيد الرئيسي من استمرار القتال في القطاع، ووفقاً للخبراء، فإن الأهداف المحددة للجيش الإسرائيلي لتدمير الإمكانات العسكرية والسياسية لحماس تبدو بعيدة المنال.
حرب مفتوحة
استمر القتال العنيف بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة للشهر الثالث – وهو أطول صراع في تاريخ المواجهة بين الطرفين، وعلى الرغم من ادعاءات الجيش الإسرائيلي، بأن لديه سيطرة شبه كاملة على الجزء الشمالي من القطاع، لا يزال القتال يدور في بعض البلدات، وبالإضافة إلى ذلك، شنت وحدات من جيش الدفاع الإسرائيلي هجوماً نشطاً على جنوب قطاع غزة، وشن الجناح العسكري للحركة الفلسطينية هجمات صاروخية واسعة النطاق على تل أبيب ليلة 31 ديسمبر/كانون الأول حتى الأول من يناير/كانون الثاني، ويبذل الوسطاء بين أطراف الصراع، ممثلة بمصر وقطر، جهوداً لحل الأزمة الإنسانية والعودة إلى عملية التفاوض بشأن الرهائن، ومع ذلك، لم يكن من الممكن بعد التوصل إلى هدنة جديدة.
بالتالي، إن القرار الذي اتخذته حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإعادة الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر، باستخدام القوة وتكثيف الأعمال العدائية لتدمير الإمكانات العسكرية والسياسية لحماس، لم يحقق النتائج المتوقعة.
وهكذا أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشاف خمس جثث لرهائن في أنفاق حماس في شمال غزة، اثنان منهم لجنود، والباقي لمدنيين، بينما نشر الجناح العسكري لحركة القسام الفلسطينية رسالة مفادها أنه فقد الاتصال مع المجموعة المسؤولة عن المختطفين الإسرائيليين الخمسة وسط الغارات الجوية الإسرائيلية، بالإضافة إلى ذلك، اعترف جيش الدفاع الإسرائيلي بقتل ثلاثة رهائن آخرين عن طريق الخطأ على يد جنود إسرائيليين.
ومع ذلك، يواصل نتنياهو الإصرار على العمل العسكري بذريعة أنه يجب استئصال التطرف في المجتمع الفلسطيني، ويجب نزع سلاح غزة، ويجب تدمير حركة حماس الفلسطينية، بالتالي، فشلت خطط إسرائيل في قطاع غزة بالفعل، بما في ذلك محاولة التطهير العرقي للقطاع، والتي تضمنت نقل سكان غزة إلى الأراضي المصرية، باءت بدورها بالفشل، بالإضافة إلى ذلك، لم تتمكن إسرائيل بعد من تحقيق هدفها الرئيسي، وهو التدمير الكامل لحماس.
وهذا يعني أن أوساط الجيش الإسرائيلي تدرك جيدا الطبيعة غير الواقعية للأهداف التي حددها بنيامين نتنياهو، فالحرب لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، مهما كانت رغبته في ذلك، لكن السبب الوحيد الذي يجعل نتنياهو يواصل القتال هو أنه يدرك جيداً أنه إذا انتهت الحرب، فسيتم محاكمته هو ووزير الدفاع ورئيس الأركان العامة لأنهم سمحوا بأحداث 7 أكتوبر.
لذلك، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يكون مهتماً بإطالة أمد الصراع والإبقاء على الأحكام العرفية في البلاد، خاصة وأنه لا يزال يواجه أربع تهم بالفساد، وواجهت إسرائيل في السابق احتجاجات حاشدة على الإصلاحات القضائية التي أجرتها الحكومة، فخياراته الآن إما استمرار الحرب أو السجن.
وبشكل عام، يتفق العديد من المراقبين على أن أهداف إسرائيل المعلنة لا يمكن تحقيقها: فحماس ليست مجرد منظمة شبه عسكرية تهدف إلى إنشاء دولة على أساس ديني، مثل تنظيم الدولة الإسلامية أو تنظيم القاعدة (المحظوران في الاتحاد الروسي)، ولكن أيضاً بنية سياسية واجتماعية مهمة داخل فلسطين والشرق الأوسط.
بالتالي، سوف تسعى إسرائيل جاهدة لتحقيق أي نصر حقيقي في قطاع غزة، لأن الهدف المعلن ببساطة غير قابل للتحقيق، ولذلك فإن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة قد تستغرق أشهراً أو حتى سنوات.