رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

Русский / English / العربية

  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

ما موقف روسيا من المباحثات السرية الأخيرة بين أوكرانيا والصين فيما يتعلق بمجريات الحرب الروسية – الأوكرانية؟

إن بكين تسعى جاهدة للحفاظ على علاقات جيدة مع طرفي الصراع بالفعل، وقد بدأت هذه السياسية الصينية تجني ثمارها، والدليل على ذلك قدرة بكين على انتزاع (تصريح واعتراف حكومي رسمي) من وزير الخارجية الأوكراني (دميتري كوليبا) بأن أوكرانيا تدعم مبدأ (الصين الموحدة)، والذي يمكن أن يجذب الصينيين لدعم الأوكرانيين في مفاوضات السلام،

     
يوليو 26, 2024, 16:39
سياسة
وزير الخارجية الصيني، وانغ وي، ونظيره الأوكراني ديمتري كوليبا.صورة.إكس

وزير الخارجية الصيني، وانغ وي، ونظيره الأوكراني ديمتري كوليبا.صورة.إكس

موسكو – (رياليست عربي): إن موقف موسكو من المباحثات السرية الأخيرة بين وزير خارجية كييف (دميتري كولييا) ونظيره الصيني (وانغ يي) والتي حاول فيها نظام كييف إغراء قادة بكين للعب دور أكبر ضمن مجريات الحرب (الروسية – الأوكرانية) على الرغم من أن الصينيين أوضحوا علناً بأن الوقت غير مناسب لبدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الروسي والأوكراني وهو الأمر الذي أصاب الأوكرانيين بالهلع لأنهم كانوا يأملون بأن تقوم بكين بإقناع موسكو لوقف العمليات العسكرية حتى موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة وهو الأمر الذي رفضه قادة الكرملين الروسي شكلاً وتفصيلاً مما سيؤدي إلى خسارة نظام كييف لمزيد من الأراضي نظراً لأن القوات الروسية تتابع تقدمها على كافة الجبهات

و خلال المفاوضات السرية والمهمة للغاية، التي عقدت بين  وزير الخارجية الصيني (وانغ يي) ونظيره الأوكراني (دميتري كوليبا) في مدينة (قوانغتشو) الصينية بتاريخ 14 يوليو 2024، واستمرت لمدة ثلاث ساعات كاملة، حيث كانت مباحثات السلام (الروسية – الأوكرانية) هي الموضوع الرئيسي بين قادة بكين وكييف، والذين ناقشوا هذا الموضوع بشكل شامل وتاريخي للمرة الأولى منذ العام 2012:

  • أكدت وزارة الخارجية الأوكرانية رسمياً أن الوزير (دميتري كوليبا) أبلغ نظيره الصيني بنتائج قمة السلام الأولى التي انعقدت منتصف يونيو حزيران الماضي في سويسرا، وأوضح منطق الخطوات الإضافية لتنفيذ (صيغة السلام) التي طرحها الرئيس (فلاديمير زيلينسكي) من أجل إيجاد ( نهاية عادلة للصراع) على حد وصف بيان وزارة الخارجية الأوكرانية، والذي أكد بأن جمهورية الصين الشعبية، ورغم رفضها المشاركة في قمة سويسرا بسبب عدم وجود مقترحات بديلة هناك لحل الصراع (الروسي – الأوكراني)، إلا أن كييف أوضحت لقادة بكين بأن أوكرانيا مستعدة للتحدث مع الجانب الروسي (في مرحلة معينة)، وقد فسر الجانب الأوكراني معنى كلمة (مرحلة معينة) بما معناه، عندما تكون روسيا الإتحادية مستعدة للتفاوض بحسن نية، لأن كييف لا ترى مثل هذه النوايا الحسنة لدى موسكو (حسب البيان).
  • أما الجانب الصيني: فقد نشر تصريحات وزير الخارجية الأوكراني (ديميتري كوليبا)، والتي أكد فيها أن جمهورية الصين الشعبية هي (دولة عظيمة للغاية)، وأن أوكرانيا تدعم موقف الصين بشأن قضية تايوان وسوف تلتزم بمبدأ (الصين الموحدة) أي (الإعتراف بتايوان كجزء من جمهورية الصين الشعبية) وهو الأمر الذي دغدغ كبرياء قادة بكين، حيث اعتبر قادتها بأن هذه الخطوة الأوكرانية هي عبارة عن دفعة إطراء دبلوماسية (مقدماً) من قبل قادة كييف لبكين، من أجل أن تتدخل القيادة الصينية بشكل أكبر ضمن المفاوضات العالمية الجارية لوقف الصراع (الروسي – الأوكراني).
  • وقد أوضح تقرير إستخباراتي مسرب من قبل وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي إي) إلى جهاز المخابرات الخارجية الصينية (أم أس أس)، وتحدث عن المساعدات العسكرية التي تلقتها أوكرانيا، أن مقاطعة (تايوان) الصينية قد زودت نظام كييف بأسلحة بلغت قيمتها أكثر من 110 ملايين دولار لدعم القوات العسكرية الأوكرانية، وهو الأمر الذي ناقشه القادة الصينيون مع وزير خارجية كييف، والذي أعلن خلال المحادثات بأن كييف ستقف حالياً إلى جانب بكين ضدَّ طموحات (تايبيه) الإنفصالية عن بكين، ولذلك قد تخلت كييف عن مساعدات (تايبيه) العسكرية مقابل فتح صفحة جديدة بين كييف وبكين، أملاً بأن تقوم الصين بدورها الإقليمي والدولي لوقف الحرب، على الرغم من أن وزير الخارجية الصيني (وانغ يي) قد استغل الفرصة وأوضح لضيفه الأوكراني (كولييا) بأن أجهزة الأمن الصينية كانت ممتعظة للغاية من تصرفات نظام كييف، خاصةً بعد أن قام وفد البرلمان الأوكراني بزيارة تايوان في عام 2022.
  • من جانبه، أوضح  وزير الخارجية الأوكراني (كوليبا) أن كييف تولي حالياً أهمية كبيرة لرأي قادة بكين،  وبشكل خاصٍ، فإن أوكرانيا تبدي استعدادها لدراسة المبادرة السلمية التي قدمت إلى نظام كييف وعرفت بإسم (الإجماع الصيني البرازيلي المكون من ست نقاط) بشأن حل الأزمة الأوكرانية، وهي عبارة عن وثيقة تمَّ اعتمادها في نهاية شهر مايو العام الجاري 2024، بعد أن تمَّ وضعها وتنقيحها بين وزير الخارجية الصيني (وانغ يي) والمستشار الخاص للرئيس البرازيلي (سيلسو أموريم)، حيث يعتبر فيها الجانبان البرازيلي والصيني بأنها (الخيار الوحيد القابل للتطبيق حالياً لحل الأزمة الروسية الأوكرانية) إذ تدعو الوثيقة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، تدعى إليه كلاً من روسيا الإتحادية وأوكرانيا، لمناقشة جميع مقترحات السلام، كما تحدثت تلك الوثيقة عن ضرورة زيادة حجم المساعدات الإنسانية، ومنع استخدام الأسلحة النووية، ومنع الهجمات على المنشآت النووية، وهي الوثيقة التي نجحت فيها كلاً من السلطات (البرازيلية- والصينية) بحصد موافقة أكثر من 50 دولة بشأن هذه المبادرة الهامة للسلام.
  • من الجانب الروسي: أكد المتحدث الرسمي للرئاسة الروسية في الكرملين (دميتري بيسكوف)، في تعليقه على موقف نظام كييف من المبادرة (البرازيلية – الصينية)، أن ما تحدث به وزير الخارجية الأوكراني (دميتري كوليبا) يتوافق مع تطلعات الجانب الروسي الذي لم يرفض أبداً المفاوضات، والذي ما زال يحافظ دائماً على انفتاحه على عملية التفاوض، لكن بيسكوف أكد في الوقت نفسه، أن الكرملين الروسي لم يحصل من الحلفاء الصينيين على مزيد من التوضيحات، علماً بأن الجانب الروسي قد خاطب الجانب الصيني، آملاً بالحصول على مزيد من التوضيحات، بعد أن أكدت موسكو لقادة بكين مرةً أخرى أن فلاديمير زيلينسكي كرئيس، (فقد بالتأكيد شرعيته) وهو ليس أهلاً للمفاوضات.
  • وقد أوضح الصينيون لحلفائهم الروس أن جمهورية الصين الشعبية تحاول أن تستعمل نفوذها الحالي في أوكرانيا كأكبر شريك تجاري لكييف لأن بكين هي المستورد الرئيسي للمنتجات الزراعية الأوكرانية، حيث تؤكد البيانات الرسمية الصينية للنصف الأول من عام 2024، أن الصين هي الأولى بالنسبة لأوكرانيا في توريد البضائع بقيمة (6.4 مليار دولار) وهي الدولة الثالثة عالمياً التي تذهب إليها المنتجات الأوكرانية بعد بولندا وإسبانيا (حيث بلغت الصادرات إليهما ما قيمته 1.6 مليار دولار).
  • لهذا السبب أشار وزير الخارجية الصيني إلى مخاطر التصعيد الحالية، وأشار إلى المبادئ الأربعة التي طرحها الرئيس الصيني (شي جين بينغ) في الإجتماع الذي عقده خلال شهر أبريل مع المستشار الألماني (أولاف شولتز) لغرض (إعطاء الأولوية لحفظ السلام وتهدئة الوضع بدلاً من صب الزيت على النار). حيث اتفق الزعيم الصيني مع  المستشار الألماني على تهيئة الظروف لاستعادة السلام والإمتناع عن المزيد من التصعيد، والحد من التأثير السلبي للصراع على الإقتصاد العالمي، لأن الصين تعتقد أن الأطراف المتصارعة ستجلس في نهاية المطاف إلى طاولة المفاوضات، وأن بكين ترى إشارات للقيام بهذه الخطوة من قبل روسيا الإتحادية وأوكرانيا، ولو بدرجات متفاوتة، وبشكلٍ عام، فإن الظروف واللحظة المناسبة للحوار، من وجهة نظر الصين، لم تأت بعد، لكن بكين مستعدة للتوسط لوقف إطلاق النار، وهي النتيجة النهائية التي أعلنها وزير الخارجية الصيني لنظيره الأوكراني، بعد أن ناقش معه المبادرة (البرازيلية – الصينية)، وناقش معه سبل تجميد الصراع، إن لم يكن وقفه بشكل مطلق، على الأقل، حتى موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو الأمر الذي لم يقبل به الكرملين الروسي حالياً.

آراء المراقبين و المحللين و الخبراء في مراكز الدراسات السياسية و الإستراتيجية الروسية و العالمية:

  • يرى العديد من المحللين والمراقبين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف تطورات الحرب (الروسية – الأوكرانية) وانعكاس هذه الحرب وتأثيرها إقليمياً ودولياً، خاصةً على بعض الدول كجمهورية الصين الشعبية، مثل الخبير الروسي العالمي (ألكسندر لوكين)، المدير العلمي لمعهد دراسات جمهورية الصين الشعبية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، والذي يختص بدراسة السياسة الخارجية الصينية ودراسة علاقات الصين مع دول آسيا الوسطى، حيث أوضح الخبير لوكين أن بكين تحاول منذ فترة طويلة أن تصبح وسيطاً عالمياً لوقف الحرب (الروسية – الأكرانية)، وبالضبط منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث تمَّ بشكل سري إرسال الممثل الخاص للشؤون الأوراسية والسفير الصيني السابق لدى (روسيا الإتحادية)، السفير (لي هوي)، في جولة بين كييف وموسكو لحفظ السلام.
  • ·       ويؤكد الخبير الروسي (ألكسندر لوكين) أن بكين تسعى جاهدة للحفاظ على علاقات جيدة مع طرفي الصراع بالفعل، وقد بدأت هذه السياسية الصينية تجني ثمارها، والدليل على ذلك قدرة بكين على انتزاع (تصريح واعتراف حكومي رسمي) من وزير الخارجية الأوكراني (دميتري كوليبا) بأن أوكرانيا تدعم مبدأ (الصين الموحدة)، والذي يمكن أن يجذب الصينيين لدعم الأوكرانيين في مفاوضات السلام، ولكن ليس على حساب الحلفاء الإستراتيجيين للصين، أي ليس على حساب الأصدقاء (الروس)، نظراً لأن الصينيين والأوكرانيين، لديهم تفسيرات مختلفة بشأن بعض النقاط العالقة ضمن هذه المفاوضات، وهو الأمر الذي يشير إلى حقيقة وجود خلافات جدية بين بكين وكييف.
  • ولهذا السبب، أكدت بعض المعلومات الأمنية والإستخباراتية القادمة من منطقة (قوانغتشو) الصينية إلى الجانب الروسي، بأن الوزير الأوكراني (دميتري كوليبا) طلب مقابلة (وانغ وي تشونغ) حاكم مقاطعة (قوانغدونغ) في جمهورية الصين الشعبية، حيث قام كوليبا بتذكير الحاكم الإقليمي الصيني بالشراكة التي تأسست عام 1994 مع منطقة (ميكولايف) الأوكرانية، ثم قام الوزير (كوليبيا) بدعوة المسؤول الصيني لزيارة المناطق الأوكرانية الأخرى، وحثَّ رجال الأعمال الصينيين على الإستثمار في إستعادة إعمار أوكرانيا، وهو الأمر الذي لم يعجب الجانب الروسي كثيراً، إذ اعتبر المسؤولون الأمنيون الروس، أن هذا التصرف الأوكراني، هو عبارة عن محاولة أوكرانية (وضيعة) لشراء الصينيين، ولإبعادهم عن الجانب الروسي وجذبهم أكثر إلى الجانب الأوكراني.
  • ويؤكد الخبير لوكين، أنه بالنسبة لوزارة الخارجية الروسية، فإنها اعتبرت زيارة وزير الخارجية الأوكراني  إلى الصين، بأنها تندرج ضمن المحاولات الأوكرانية (الخبيثة)، لأن الأوكرانيين يحاولون أن يستغلوا طموح الجانب الصيني الذي يريد أن يلعب دور أكبر في التحديات الأمنية العالمية ليكون قوة موازنة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث يعلم نظام كييف بأن زيارتهم إلى بكين ستخدم القيادة الصينية في دحض الإنتقادات الغربية للتحالف الوثيق بين بكين وموسكو، والدليل على ذلك هو ما صدر ضمن بيان وزارة الخارجية الصينية، الذي أكد بأن بكين من جانبها ترى بأن الصين ملتزمة بإيجاد حل سياسي للأزمة (الروسية- الأوكرانية)، لكن التوقيت ليس مناسباً بعد لبدء مفاوضات السلام، على الرغم من أن موسكو وكييف (أرسلتا إشارات على استعدادهما للتفاوض بدرجات متفاوتة)، وهو الأمر الذي يؤكد بأن هدف نظام كييف الرئيسي بالدرجة الأولى، كان عدم التصعيد أكثر مع روسيا، ولكن ليس وقف الحرب نهائياً، لأن نظام كييف يعلم جيداً بأن القوات الروسية ستتقدم أكثر فأكثر حتى موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، وأن الكرملين الروسي سيسيطر على مناطق أوكرانية أخرى.
  • ·       لهذا السبب، هلع الأوكرانيون إلى الصينيين طلباً لوقف هذا التقدم الروسي بشكلٍ أو بآخر، وهو الأمر الذي يستوعبه الكرملين الروسي جيداً، لذلك أعلنت موسكو عبر المتحدث الرسمي للرئاسة الروسية (دميتري بيسكوف) أن شروط وقف إطلاق النار التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي تقضي بتخلي أوكرانيا عن أربع مناطق على خط المواجهة من تلك التي تسيطر عليها القوات الروسية جزئياً، وتعهد كييف بعدم الإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي عسكرياً، هي فقط التي يمكن أن تكون أساساً لوقف إطلاق النار بين الجانبين الروسي والأوكراني.
  • وهنا تؤكد الخبيرة العالمية الصينية (يون صن)، وهي مديرة برنامج الصين في مركز (ستيمسون) للدراسات، وهو مركز أبحاث متخصص في الشؤون الخارجية والأمنية والعسكرية للسياسة الصينية في واشنطن، أن بكين ربما تعتقد الآن، أن الوقت بات مناسباً للتدخل، ويرجع ذلك جزئياً إلى الإعتقاد بأن كييف قد تكون أكثر واقعية بشأن كيفية وقف الحرب.
  • وتضيف الخبيرة الصينية العالمية، أنه وفي حال أراد الصينيون لعب دور صانع السلام، ولم يتمكنوا من ذلك سابقاً لأن التوقيت لم يكن ناضجاً، نظراً لأن نظام كييف كان يعتقد بأنه قادر على الإنتصار في هذه الحرب بشروطه الخاصة، فإن الظروف الآن مختلفة تماماً، لأن قادة نظام كييف أنفسهم، وعلى رأسهم الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته (فولوديمير زيلنسكي) يدرك جيداً بأن هناك فهم متنامي لدى الأوكرانيين بأن محادثات السلام بدون مشاركة الصين (لن تكون ذات معنى).
  • فيما تحدث خبيرة عالمية ثالثة، هي الخبيرة الأوكرانية (ناتاليا بوتيرسكا) الخبيرة في مجال العلاقات (الأوكرانية الآسيوية) ضمن مركز أوروبا الجديدة، وهو مركز أبحاث متخصص في دراسة السياسة الخارجية لبلدان آسيا وعلاقتها الإقليمية والدولية مع أوكرانيا، ومقره العاصمة الأوكرانية كييف، فأكدت الخبيرة (بوتيرسكا) أن الصين دولة قادرة على دفع روسيا الإتحادية جدياً للإنخراط في محادثات السلام (الروسية – الأوكرانية)، وهو الهدف الرئيسي الذي لأجله وصل وزير الخارجية الأوكراني (كوليبا) إلى الصين، حيث حاول بشتىى الوسائل لتأمين مشاركة بكين في قمة السلام الثانية المزمع عقدها.
  • وتضيف الخبيرة الأوكرانية أن أوكرانيا تريد تسريع محادثات السلام جزئياً بسبب احتمال فوز الرئس الأمريكي (دونالد ترامب) في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة خلال هذا الخريف، حيث أثار تعهد ترامب بإنهاء الحرب بسرعة مخاوف القادة الأوكرانيين في كييف، لأن ترامب سيدفع نحو إتفاق سلام يسمح لروسيا الإتحادية بالإحتفاظ بكافة االأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية اليوم، وهو الأمر الذي قاتلت قوات نظام كييف ضده، ورفضته شكلاً وتفصيلاً لمدة 30 شهراً حتى اليوم.
  • وتضيف الخبيرة الأوكرانية (ناتاليا بوتيرسكا)  أن الأسوأ من هذا وذلك، هو أن إتفاق السلام الذي يمكن أن يطرحه الرئيس (دونالد ترامب) قد يكون سيئاً لأوكرانيا لدرجة أنه قد يسمح للقوات الروسية  بمهاجمة أوكرانيا مرة أخرى، وهو ما لا يمكن لأوكرانيا أن تتحمله نظراً لأن الجيش الأوكراني يعاني من تراجع في جبهة تمتد لأكثر من 600 ميل، في حين تتقدم القوات الروسية إلى الأمام وتستولي على المدن، ولذلك، ورغم أن الغالبية العظمى من السكان الأوكرانيين يعارضون بشدة شروط السلام الروسية التي طرحتها موسكو، والتي اعتبرها نظام كييف بأنها شروط متطرفة للغاية (وفق وصف الخبيرة الأوكرانية)،  إلا أن هناك قبول متزايد في أوكرانيا  للحاجة إلى بدء محادثات للسلام مع روسيا الإتحادية.
  • ولهذا السبب، يتفق الخبير العالمي الروسي الأصل (ألكسندر جابوييف)، وهو مدير مركز كارنيجي لأبحاث روسيا  الإتحادية ومنطقة أوراسيا، مع الخبيرة الأوكرانية (ناتاليا بوتيرسكا)، بأنه ونظراً لكل هذه الأسباب مجتمعةً، فإن جمهورية الصين الشعبية تتمتع حالياً بوضع فريد للغاية، يسمح لها بالوساطة بين كييف وموسكو، لأن الزعيم الصيني (شي جين بينج) يتمتع بعلاقات طيبة للغاية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث التقى الرجلان عشرات المرات كرئيسين لبلديهما خلال السنوات الأربع الأخيرة، فضلاً عن أن بكين تتمتع بنفوذ إقتصادي كبير لدى موسكو، ولهذا فإن القيادة الصينية الحالية، يمكن بالفعل أن توقف التصعيد العسكري، وأن تمنع حدوث أي انفجار عسكري وأمني للأوضاع بين القوات الروسية ونظيرتها الأوكرانية التي باتت في وضع لا تحسد عليه بسبب انحسار الدعم الغربي لها، وغياب روح القتال لدى وحداتها، وضياع الأمل لديها في تحقيق الهدف الرئيسي الذي من أجله بدأت الحرب بين أوكرانيا ومن خلفها دول حلف (الناتو)، أي إعادة البوصلة السياسية والجغرافية في منطقة (دونباس) وشبه جزيرة القرم، إلى ما كانت عليه قبل العام 2014 لأنه بات ضرباً من ضروب الخيال.

حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.

مواضيع شائعةروسياالصينأوكرانياديمتري كوليباوانغ وي
الموضوع السابق

أستراليا تفرض عقوبات على إسرائيليين.. والسبب!

الموضوع القادم

خبير: الدعم الأمريكي لن يؤثر على مسار الصراع في أوكرانيا

مواضيع مشابهة

رئيسة الاستخبارات البريطانية تحذر من دخول العالم مرحلة «بين السلم والحرب»
سياسة

ترامب يصنف الفنتانيل كسلاح دمار شامل ويوسع صلاحيات واشنطن لمكافحة تهريبه

ديسمبر 16, 2025
هانا روتشيلد: لم أكن على علم بخطط خلافة والدي إلا بعد وفاته
سياسة

إشادة واسعة بمدني أسترالي نزع سلاح أحد منفذي هجوم بوندي الدامي في سيدني

ديسمبر 15, 2025
مدير يوتيوب يقول إنه يقيّد استخدام أطفاله لمنصات التواصل الاجتماعي
سياسة

لوكاشينكو يعفو عن 123 أجنبياً بطلب من ترامب في إطار تفاهمات مع واشنطن

ديسمبر 14, 2025
الولايات المتحدة تعترض سفينة شحن متجهة من الصين إلى إيران في خطوة نادرة
سياسة

السجن 14 عاماً لرئيس استخبارات باكستان السابق في حكم غير مسبوق

ديسمبر 13, 2025
الولايات المتحدة تعترض سفينة شحن متجهة من الصين إلى إيران في خطوة نادرة
سياسة

الكرملين يرفض وقفاً لإطلاق النار مرتبطاً باستفتاء في أوكرانيا ويؤكد السعي إلى «سلام دائم»

ديسمبر 13, 2025
تحليق قاذفات أميركية نووية فوق بحر اليابان وسط تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين وموسكو
سياسة

تايلاند تحلّ البرلمان وتدعو لانتخابات عامة خلال 45–60 يوماً وسط اشتباكات حدودية وأزمة حكومية متصاعدة

ديسمبر 12, 2025
مواضيع شائعة
مواضيع شائعة

كل الحقوق محفوظة و محمية بالقانون
رياليست عربي ©️ 2017–2025

  • من نحن
  • مهمة وكالة أنباء “رياليست”
  • إعلان
  • سياسة الخصوصية

تابعنا

لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية

Русский / English / العربية