كييف – (رياليست عربي): يستمر الصراع بين زيلينسكي وزالوجني في أوكرانيا، فقد صرح القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية أن السلطات المدنية غير قادرة على تعبئة وتنظيم عمل المجمع الصناعي العسكري، ورد مستشار رئيس الدولة ميخائيل بودولياك بانتقاد فكرة انتقال القوات المسلحة الأوكرانية إلى الدفاع، وهو ما عبر عنه زالوجني، ويقول الخبراء إن المزيد من تصعيد الصراع يمكن أن يثير اضطرابات في الجيش وإنعاش المعارضة الأوكرانية.
ونشر القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني مقالاً على موقع CNN الإلكتروني، وقدم في المادة عدداً من المطالبات للقيادة السياسية في البلاد، أولاً، أشار إلى أن فريق الرئيس زيلينسكي غير قادر على القيام بالتعبئة الفعالة، ووفقاً له، فإن السلطات الأوكرانية لا تستطيع تزويد القوات المسلحة بدون إجراءات لا تحظى بشعبية؛ وتتمتع روسيا بميزة كبيرة في هذا العنصر.
ثانياً، أشار زالوجني إلى أن القيادة السياسية لم تقم بعد بترتيب الإطار القانوني، وأخيراً، لا يزال المجمع الصناعي العسكري يعاني من الاحتكار الجزئي، وأشار القائد الأعلى إلى أنه “لهذا السبب، تنشأ اختناقات في إنتاج الذخيرة، ونتيجة لذلك يتعمق اعتماد أوكرانيا على إمدادات الحلفاء”، بالإضافة إلى ذلك، ذكر زالوجني التوتر السياسي في البلاد، والذي بسببه يساعد الغرب أوكرانيا بشكل أقل.
ووجه مستشار زيلينسكي ميخائيل بودولياك اتهامات مضادة، ووفقاً له، خلال الهجوم المضاد في الصيف، ارتكبت القوات المسلحة الأوكرانية أخطاء تكتيكية، والتي من المفترض أنها تركت “طعماً سلبياً”، كما انتقد فكرة انتقال الجيش الأوكراني إلى الدفاع الاستراتيجي، والتي تنسب إلى زالوجني، وأخيراً، أشاد برئيس مديرية المخابرات الرئيسية كيريل بودانوف، الذي يُطلق عليه أحد المرشحين لمنصب القائد العام، ووفقاً لبودولياك، فإن بودانوف على حق عندما قال إن القوات المسلحة الأوكرانية ستتمكن قريبا من شن هجوم جديد.
ويستمر الصراع بين زيلينسكي وزالوجني منذ عدة أشهر، المواجهة تتطور على عدة مستويات، فمن ناحية، هناك الكثير من الأدلة على وجود خلافات تتعلق بتكتيكات واستراتيجية العمليات العسكرية، ومن المعروف أن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية انتقد العديد من العمليات التي أصرت عليها القيادة السياسية، على وجه الخصوص، عارض الإبقاء على باخموت (أرتيموفسك) وإنشاء رأس جسر في كرينكي، وبفضل هذا اكتسب صورة القائد الذي يقدر حياة الناس.
من ناحية أخرى، شعر مكتب زيلينسكي بالغضب بسبب شعبية زالوجني العالية، وهكذا، في ديسمبر، قدمت المجموعة الاجتماعية “Rating” نتائج دراسة، والتي بموجبها يثق 82% من الأوكرانيين بالقائد الأعلى، ويثق 72% في زيلينسكي، ويمكن أن يحصل الحزب المشروط للقائد الأعلى على 36%، بينما سيحصل حزب توحيد زيلينسكي على 26% فقط، وأخيراً، كانت غيرة رئيس الدولة ناجمة عن حقيقة أن زالوجني أقام علاقات مستقلة مع شركاء أوكرانيا الغربيين، وعلى وجه الخصوص، فإنه يجتمع بانتظام مع الجنرالات الأمريكيين وينشر في وسائل الإعلام الكبرى.
بالإضافة إلى ذلك، كان هناك مصدر إضافي للجدل هو قانون التعبئة الذي قدمته الحكومة الأوكرانية في ديسمبر، تتضمن الوثيقة تشديداً حاداً للمعايير والقواعد، بما في ذلك إلغاء العديد من التأجيلات، وخفض الحد الأدنى لسن التجنيد، وتشديد العقوبة على المتهربين من الخدمة العسكرية، وحاول الرئيس زيلينسكي تحويل مسؤولية القرارات التي لا تحظى بشعبية إلى القائد الأعلى، قائلاً إنه هو الذي طالب باستدعاء 500 ألف شخص، لكن زالوجني رد بأنه لم يشارك في تجديد الجيش.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام ونواب أوكرانيون أن زيلينسكي أقال زالوجني، وفي وقت لاحق، نفى ممثلو الرئيس الأوكراني هذه المعلومات، لكن الشائعات حول ما حدث استمرت في التكاثر، وبحسب أحد التقارير، اندلعت الفضيحة بعد أن اقترح زالوجني سحب القوات من أفدييفكا، حيث كانت القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من خسائر فادحة، ووفقاً لنسخة أخرى، لم يعجب زيلينسكي كلمات القائد الأعلى للقوات المسلحة حول الطريق المسدود في الجبهة.
ويقول مصدر في الأوساط السياسية الأوكرانية إن قانون التعبئة أصبح سبب التصعيد.
بالتالي، إن أوكرانيا ليست لاعباً مستقلاً، بل إنها تتبع خطى الغرب تماماً، فزالوجني لم يغير أهدافه، فهو لا يزال يسعى إلى إلحاق الهزيمة العسكرية بروسيا وإرغامها على الاستسلام، وبناء على ذلك، لا يهم على الإطلاق من سيكون على رأس السلطة في أوكرانيا، إذا أرادت الولايات المتحدة تغيير القائد الأعلى، فسوف تغيره، أو العكس، لكن لن تحدث تغييرات جدية سواء داخل البلاد أو على الجبهة بسبب ذلك.