لندن – (رياليست عربي): دعا سفراء مجموعة الدول السبع الكبرى الرئيس التونسي يوم الاثنين إلى تعيين رئيس جديد للحكومة على وجه السرعة والعودة للنظام الدستوري الذي يلعب فيه البرلمان المنتخب دوراً كبيراً، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
ويمثل البيان، الذي نشرته السفارة البريطانية على وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح تعبير علني عن الشعور بعدم الارتياح لدى ديمقراطيات كبيرة منذ أن أحكم الرئيس قيس سعيد قبضته على سلطات الحكم في يوليو/ تموز في خطوة وصفها خصومه بأنها انقلاب.
هذا البيان من مجموعة السبع يمثل تحدياً جديداً أمام تونس وأمام الرئيس التونسي قيس سعيّد نفسه، وهو محاولة اختراق تونس دولياً دون إرادتها والتدخل في شؤونها، رغماً عما يريده الشعب، بالتالي، هذا البيان الذي قد يتبعه بيانات أخرى من منظمات دولية رسمية وحتى من حكومات بعينها، لرسم خارطة الطريق لتونس وفق ما يريده الغرب، خاصة وأنها بعد الإقالات الأخيرة وتجميد صلاحيات النواب وغير ذلك من القرارات التي اتخذها سعيّد، يبدو أنها لم تتوافق والنهج الغربي، لأن العنوان العريض لها (استقلال تونس من أي تبعية).
البيان أضاف، “نؤكد على الحاجة الماسّة لتعيين رئيس حكومة جديد حتى يتسنى تشكيل حكومة مقتدرة تستطيع معالجة الأزمات الراهنة التي تواجه تونس”، هذا الكلام خرج من المساعدات التي تم تقديمها من قبل المانحين الدوليين الذين ساعدوا تونس عندما بدأ الاقتصاد التونسي بالتدهور عقب ثورة العام 2011، فالغرب الذي يتحكم بقرارات الدول العربية دائماً ما يكون مرتبط بالشؤون الاقتصادية التي من خلاها يتم الإطباق على القرار السياسي، لكن لأحداث ليبيا ارتباط وثيق بما يحدث في تونس، فإن حققت تونس توازناً سياسياً عبر استقلال قرارها، قد ينعكس سلباً على الأوضاع في ليبيا، فيما إذا خرجت أصوات تطالب بنموذج مشابه للنموذج التونسي، قد يقوض كل المخططات التي اوصلت ليبيا إلى حالها اليوم.
بالتالي، ركز بيان مجموعة السبع على أن تعيين رئيس وزراء جديد “من شأنه أن يفسح المجال لحوار شامل حول الإصلاحات الدستورية والانتخابية المقترحة” وإن القيم الديمقراطية ستظل “محورية في علاقاتنا المستمرة” بتونس، هذا القول فيه رسالة غير مباشرة للرئيس سعيد لأن قراراته هي من عطلت مسألة الانتخابات بعد مرور ستة أسابيع عليها، ما يعني ضغط غير مباشر للإذعان بما يريده الغرب، أو عندها قد يتدخل الغرب بشكل حازم وينقل الفوضى إلى هذا البلد أسوةً بجواره، فهل سترضخ تونس أم ستحافظ على النسق الذي تسير عليه؟
خاص وكالة “رياليست”.