صوت مجلس الأمن، ضد مشروع قرار روسي لخفض الممرات التي تمر عبرها شحنات المساعدات الإنسانية من تركيا إلى سوريا لتقتصر على معبر حدودي، واحد فقط منهما ولمدة 6 أشهر، وذكرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت أنها حثت نظراءها في مجلس الأمن، الذين صوتوا لصالح مشروع قرار أمس، على معارضة مشروع القرار الروسي، طبقاً، لقناة “سكاي نيوز عربية“.
ويحتاج مشروع أي قرار إلى موافقة 9 من الدول الأعضاء، شريطة عدم استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس، روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، حق النقض – “الفيتو”.
لم يكن مستغرباً رفض بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار روسيا، والتي هي متواجدة في سوريا منذ العام 2015، وبالتالي تعرف حقيقة تلك المعابر جيداً وتعرف ما هو دورها الحقيقي، ولماذا الإصرار على إستخدامها، حيث هناك عدد من الأسباب منها:
أولاً، إن وضع اليد على المعابر غير الشرعية “أممياً”، يعني تحييد قصف كل ما هو داخل منها، تحت مسميات مساعدات إنسانية.
ثانياً، هذه المعابر، مرتبطة إرتباط مباشر مع تركيا والعراق، إذ لا تزال هذه المعابر واقعة تحت سيطرة القوات الأمريكية والتركية، كمعبر الوليد واليعربية من طرف الحدود السورية – العراقية في الشرق السوري، ومعبر باب السلام من طرف الحدود السورية التركية، إضافة إلى عشرات المعابر الأخرى.
وبالتالي، ليس سراً أن الأرتال الأمريكية القادمة من العراق تستخدم تلك المعابر، والأرتال القادمة من تركيا تستخدم معبر لوسين، ما يعني أن ذريعة إدخال المساعدات الإنسانية إن وجدت لا تحتاج قراراً أممياً لمساعدة المنكوبين في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة شرقاً وشمالاً، لكن مع إطلاق معركة “نبع السلام” التركية الأخيرة في ادلب، شمال غرب سوريا، كانت الدليل على قصف عدة أرتال قادمة من تلك المعابر، وبالتالي، القرار الأممي يجنب هذه الأرتال أي هجوم عسكري، في حال عملية عسكرية أخرى.
أما إختيار روسيا لمعبر واحد وهو معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وهو الواقع في منطقة خفض التصعيد أي تحت العين الروسية، وهذا لا يناسب تركيا والولايات المتحدة، وبالتالي وعلى الرغم من أن الحرب على سوريا في الربع ساعة الأخيرة، إلا ان محاولات الغرب مستمرة، فإذا كانوا يريدون مساعدة الشعب السوري، فليرفعوا العقوبات عنه، لكن هذا لن يحدث، إنما يراد تهيئة الأوضاع مجدداً، فلا تزال قاعدة التنف تحوي الكثير من عناصر تنظيم داعش ولا يزال مخيم الهيل في الحسكة يحوي الكثير، إضافة إلى مخيم الركبان، وإطلاق عناصر منهم يعني معركة جديدة وإستثمار جديد، وهم بحاجة إلى تسليح وتدريب وما إلى ذلك.
كما أن الرفض الغربي للمشروع الروسي، يأتي في سياق أنه لو تم القبول به فهذا يعني الإعتراف بسوريا كدولة شرعية، وهم لا يريدون منحها هذا الأمر، فضلاً عن الضغط الأمريكي لرفض المشروع وهذا هو الدور الحقيقي لواشنطن في سوريا ولبنان.
من هنا، إن روسيا تعرف وقد تكون جازمة بأن مشروع قرارها سيتم رفض، وهي التي استخدمت مع الصين حق النقض – الفيتو يوم الأمس، لكنها بتقديم هذا المشروع أرادت أن تظهر إلى أي مدى ينغمس الغرب بدعم من واشنطن في مسألة دعم الإرهاب، وما حجة محاربته إلى كذبة كبيرة، لأنه سبق وأن فضحت موسكو الدور الأمريكي وما يمارسه بحق المهجرين في المخيمات الواقعة في مناطق سيطرته، لكن الجيد في هذا الموضوع أن روسيا والصين سداً منيعاً في وجه المعسكر الآخر في مجلس الأمن، ما يعني أن المعابر ستبقى هدفاً ضمن دائرة الإستهداف عند رصد أي أرتال قادمة إنسانية الظاهر، عسكرية المضمون.
فريق عمل “رياليست”.